13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.95°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.95°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

يجسّد المقاومة

بالصور: "عوض الله" فنانٌ تشكيليٌ يبدع الفن الجداري

944985_932204210208632_6303375776025752882_n
944985_932204210208632_6303375776025752882_n
رفح - محمد كمال

تمتد الجدران أمامه كأنّها عشرات صفحات بيضاء مثبتة على مرسمها، تتنقل فرشاته بين جنباتها الواسعة لتبدع لوحة فنية، تبهر كل من يراها من الناس والمارة، يشاهدون فيها بصماته الخاصة، يكادون يعرفونها من بين عشرات الرسومات، تلفت نظراتهم ألوانُها الزاهية وأشكالها المتناسقة وخطوطها المتنوعة الجميلة.

أبدع الفنان الشاب عبد الله عوض الله في مختلف أنواع الفن التشكيلي لا سيما الفن الجداري، تارة يرسم لوحات لمشاهد من الطبيعة وتارة يزين بديكورات حديثة جدران المنازل ومؤسسات مختلفة، وتارة أخرى يجسد الواقع برسومات تدعم المقاومة وتعبر عن حياة المجتمع السياسية والاجتماعية.

تقرير أعده مراسل "فلسطين الآن" يسلط الضوء على الفن الجدراي كأحد الفنون التشكيلية الهامة، من خلال إبداع الفنان التشكيلي عبد الله عوض وأعماله الفنية الجدارية التي أبدعها في هذا الفن.

موهبة منذ الصغر

بدأت موهبة الفنان التشكيلي عبد الله فتحي عوض الله (27 عامًا) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة تظهر منذ صغر سنه ومراحله الابتدائية، يشجعه أهله ويحفزه مدرسوه بعدما اكتشفوا موهبته، وأخذ يطور قدراته الفنية ومع كل مرحلة تختلف عن سابقتها في قوة الرسم والإبداع.

منذ 10 سنوات يمارس عوض الله الفن التشكيلي بمختلف أنواعه؛ ولكن الموهبة ولدت منذ الطفولة كما عبّر خلال حديثه ل"فلسطين الآن"، ويقول:"كنت أرسم دائما على الدفاتر والكتب، وأي ورقة فارغة أجدها أرسم عليها، ففي الابتدائية كنت أرسم الصور التي أراها في الكتب، فتجد الصفحة الأخيرة في دفتري رسومات وخربشات".

ويذكر عوض الله أحد المواقف المحفزة له في صغره ويروي:"في الصف الأول الابتدائي وزع المدرس علينا ورقة اختبار الرسم، مرسوم عليها كرة قدم وكان المطلوب منا أن نلونها، ولونت بألوان شمعية بشكل مرتب، ولما رأى المدرس الرسمة انبهر، فأمسك الرسمة ورفعها أمام كل الطلاب وقال شوفوا عبد الله كيف بيرسم وبيلون اتعلموا منه، وكان هذا حافز لي أن أحب الرسم وأتطور فيه".

غلب على الفنان عوض الله في مرحلته الثانوية حبه لرسم الأسلحة والقنابل والصواريخ بمختلف أنواعها، متأثرًا بانتفاضة الأقصى القائمة وداعمًا للشباب المقاوم في وجه الاحتلال، معتبرًا أن "كل مرحلة يرسم فيها الفنان حسب ميوله النفسية التي يمر فيها والبيئة المحيطة كونها تؤثر عليه".

تميّز الفنان الناشئ داخل مدرسته في كل مراحلها، مشيرًا أن المدرسين كلما احتاجوا رسامًا دلوهم الطلاب عليه، وقال:"فكنت دائما في الطليعة وأشارك في مسابقات في المدرسة وأفوز في المركز الأول بلا منازع، وفي كل المراحل الدراسية كان عندي حوافز للفن وكنت مكرس كل اهتمامي له وأحيانا يطغى هذا الاهتمام على دراستي، والحمد لله وصلت للذي وصلت إليه".

إبداع الفن الجداريّ

وأوضح عوض الله خريج التربية الفنية بجامعة الأقصى أنه يمارس الفن التشكيلي في مجال الرسم والنحت والتصوير، ويستخدمها في حياته اليومية على مدار الساعة، مؤكدًا أن أكثر مجال يبدع فيه هو الفن الجداري.

وقال:"الحمد لله أبدع في كل مجالات الفن، وأكثر مجال أبدع فيه هو الفن الجداري، وهو فن صعب وليس سهل وليس كل فنان يمارسه بالشكل المطلوب، وهو فن الرسم على الجدران ويسمى بفن "الغرفيتي" حيث يكون يغطي مساحات شاسعة من الجدران".

وتابع:"يدخل في هذا الفن الكتابة بمختلف الخطوط ورسم شخصيات البروتريه والرسومات السياسية التي تعبر عن الواقع والبيئة المحيطة والوضع الاجتماعي القائم والمشاكل التي يواجهها المجتمع، ونعبر فيه عن الأطفال النساء االشباب الشيوخ، الفن الجداري يراه كل مشاهد في الشارع، فلا بد أن يعالج مشاكلهم".

وأشار عوض الله أن أهم جدارية لها وقع في نفسه جدارية "القدس على مرمى حجر"، وجسد فيها صورة الشهيد الشيخ أحمد ياسين ومراحل المقاومة من الحجر حتى الصاروخ، ورسم فيها القدس والسرطان الاستيطاني الموجود على أراضينا المحتلة.

ويعبر عن شعوره بالفخر بهذه الجدارية المرسومة وسط المدينة، ويقول:"لها طابع مميز في الشارع وعندي، لأني كل ما أراها أشعر بالفخر أنني أجسد المقاومة، وموقع إسرائيلي نزل هذه الصورة وكتب عنها تقرير، وهذا يشعرني أنني أقاوم بفني".
ورسم ثلاث رسومات بروتريه لشخصية الشهيد القائد في كتائب القسام محمد أبو شمالة بناء على طلب أهله، منوهًا أنه رسمها من ناحية جمالية وأيضًا تخليدًا لذكراه وشخصيته، ولفت أنه سينحت جدارية بالأسمنت ويضع فيها الصورة مكبرة؛ و"لكن الأسمنت مع الحصار انقطع وارتفع سعره وهذه مشكلة تواجهنا كفنانين".

ويعتبر عوض الله أنه "رغم وجود الطابعات الجلدية والورقية وممكن بضغطة زر أن تطبع الصورة التي يريدها ولكن الفن له قيمة أكبر من الطباعة أو الآلات الحديثة، والفن يبقى أساسي، ومن ملايين السنين الفن لا يتغير وله قيمة جمالية رغم الآلات الحديثة".

 وقال:" نشارك في كل الفعاليات والمناسبات ونضع بصمتنا على الجدران في الشوارع، حتى تعلم الناس أنه يوجد فن في هذه البلد وأنها غير مسحوقة في رفح خاصة وقطاع غزة بشكل عام"، منوهًا أنه سيرسم جدارية عن الأسرى في ذكرى يوم الأسير.

إنجازات وطموحات وتحديات

واعتبر عوض الله أنه حقق تقدمًا في مسيرته الفنية، وقال:"من فضل الله عز وجل نلت شهرة على مستوى قطاع غزة والوطن العربي كله، ولي أصدقاء على صفحتي على الفيسبوك من مختلف الدول العربية، ويعرفوا أعمالي التي أنشرها سواء أعمال فنية جمالية أو موضوعية".

وتابع مضيفًا:"طالما نشرت الكل يرى الأعمال ويقيمني، وما دام النشر مستمر فالمشاهد يرى الأعمال بشكل دائم ويعرف ما هو المستوى الذي كنت فيه وإلى أين وصلت، وقبل 3 سنوات كنت فنان ولكن غير مشهور، وبجهدي ونشاطي خلال 3 سنوات وصلت لمرحلة ممتازة".

وأكد أن الوضع السيء الذي يعيشه قطاع غزة أثر كثيرًا على الفن والتقدم فيه، مشيرًا أن إغلاق معبر رفح لا يسمح بالمشاركة في دول عربية، وكذلك لا يوجد فرص للعمل من خلال وظيفة مما يضطر أن يشغل كل وقته في إبراز أعماله الفنية من خلال أعماله التجارية.
وقال:" قبل فترة انقطعت الألوان التي أستخدمها بشكل أساسي من البلد وارتفع سعرها، فزاد العبء علي كفنان بحيث أدفع بزيادة أو أكلف الزبون بزيادة حتى أكمل العجز الموجود، وإذا انقطعت الألوان بشكل كلي سأنقطع عن رسالتي الفنية أو كمهنة أترزق منها".

وأضاف:"الحكومة ووزارة الثقافة المفترض أن تستقطب هذه القدرات وتحاول أن تعطيها الدافع حتى يمثلوا بلدهم في أي مسابقة أو موضوع، ولكن نجد إجحاف من الحكومة ومن المؤسسات ومن الشارع نفسه أحيانا، كله يتعامل مع الفنان التشكيلي أنه مجرد عامل يأخذ أجره ويذهب".
ويطمح الفنان عوض الله المشاركة في المعارض الفنية ويجسد القضية الفلسطينية ويمثلها عربيا وعالميا، وقال:"ولفن عندما يختصر على الأمر التجاري يكون فيه نقص، فعلى الفن يشمل جميع الجوانب، وأتمنى أن أشارك في المعارض وأمثل بلدي، والمشكلة هي الوضع الاقتصادي السيء الذي يجعلنا نشتغل من أجل لقمة العيش".

ويمارس الفنان أعماله الفنية على مدار الساعة، فمن تزيين جدران المدينة ضمن مشروع تابع ل"الأنروا" إلى عمله الخاص، وختم بقوله:"الوقت محصور للمشاركة في المعارض، ولكن إن شاء الله سأبني نفسي وبعدها سأشارك في معارض تمثل فلسطين".
 

10911358_784301884998866_6596820315300543356_o 11039153_790987647663623_237145562113553530_n 11206679_784308331664888_8238411386893395648_o 11796348_927697117326008_8062752614009290922_n 12115807_928871937208526_128413893430482320_n 12122475_943784329050620_7179846600952194424_n 12246820_866251310137256_4862536270094865969_n 12362730_503306486517774_5124381843269212206_o 12376357_936492709779782_9213086020751145303_n 12487311_895538570541863_4751164460412202990_o 12771480_913189665443420_7406186257665285644_o 12803283_936498989779154_1034137781013629963_n 12987188_943791605716559_3227860835050973504_n 12924341_937590943003292_4133527780596926753_n