15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
17.84°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة17.84°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

حكمة والدة السيسي منعت مصر من احتلال ليبيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

"والدتي الله يرحمها علمتني ألا أطمع فيما بيد الناس"، بهذه الجملة دافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن قرار حكومته الاعتراف بتبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، معتبراً أن كل البيانات والوثائق تؤكد أن الجزيرتين حق للسعودية.

وهاجم السيسي خلال لقائه ممثلي المجتمع المصري، اليوم الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2016، مستخدمي الشبكات الاجتماعية، متهماً معارضي الاتفاق مع السعودية بأنهم يهددون العلاقات بين البلدين.

وغرّد الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف على "تويتر" قائلاً: "شكرًا سيادة الرئيس للبهجة الدائمة. خطاب عسل والله".

فيما علّق حساب باسم دينا جمال قائلاً: "علشان كده منع برنامجك كنت هتنافسه"، في تلميح إلى طابع كوميدي للخطاب ينافس برنامج باسم يوسف الشهير "البرنامج" الذي كان يوجه تهكماً لاذعاً للرئيس الأسبق محمد مرسي قبل أن يتم وقف البرنامج بعد تظاهرات ٣٠ يونيو/حزيران التي أدت للإطاحة بمرسي.. وذلك بعد أن حاول البرنامج الاستمرار في سخريته من الحكم الجديد.

وألمح السيسي خلال خطابه إلى أنه لو لم يكن يؤمن بحكمة والدته هذه لكان قد فكّر في احتلال ليبيا الجار المضطرب لمصر، قائلاً: "في ظروفنا الاقتصادية الصعبة كان ممكن نفكر أفكار شريرة نقفز على بلد نأخذ خيرها، الظروف كانت سانحة ونقوم بالاعتداء على دولة".

وتابع قائلاً باللهجة المصرية: "عقب ذبح 21 مصريًا في ليبيا (في فبراير/شباط 2015 من قبل تنظيم داعش) كان من الممكن في هذا الوقت الاعتداء (على ليبيا)، وندخل على أشقائنا هناك ونستبيح أرضهم، كان ممكن دا يحصل، لكن قلنا لا". وأردف قائلاً: "واللي علمتني ده والدتي الله يرحمها: متطمعش في اللي في إيد الناس، واللي (الله) عطا الناس يعطيك".. حسب تعبيره.

معارضة المؤيدين

وقوبل إقرار مصر بتبعية جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين في مدخل خليج العقبة، للرياض بمعارضة مصريين بينهم مؤيدون لحكومة السيسي في ظل جدل تاريخي وقانوني اشتعل في البلاد خاصة على الشبكات الاجتماعية بين المؤيدين لمصرية الجزيرتين والمؤيدين لسعوديتها.

ووقع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2016، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر في الآونة الأخيرة.

"غيرتكم" على بلدكم تسعدني

واتخذ السيسي مواقف متناقضة خلال كلمته من المعترضين على قرار ترسيم الحدود، فتارة يبدي تفهمه للاعتراض قائلاً: "غيرتكم على بلدكم وخوفكم عليها أمر يسعدني ويسعد أي وطني، والغيرة دي أنا محتاج أصوبها وأقول نغير إزاي، ونغير إمتى".

ثم تارة أخرى يهاجمهم قائلاً "إننا لا نبيع أرض أحد، ولا بنأخد أرض أحد"، معتبراً أن الهدف مما يحدث في الفترة الأخيرة في مصر هو ضرب الإرادة، وإحباط المصريين، والوصول إلى ما سماه "الانتحار القومي".

وقال إن البعض يريد أن يكرّه المصريين في الغد، وأن يسرق منهم الأمل، ويجعلهم يتشككون في كل شيء، ولا يصدقون بعضهم بعضاً.

حروب الجيل الرابع والخامس

وشكك الرئيس المصري في مستخدمي الشبكات الاجتماعية وفقاً لتعليق صحيفة "المصري اليوم"، قائلاً باللهجة المصرية: "إحنا أكتر ناس مبتصدقش بعضينا، أنا بتكلم دلوقتي وإنتوا شايفني، لو أنا بتكلم من ورا وسائل الاتصال المختلفة، وقلتلكم قبل كده عن حروب الجيل الرابع والخامس". (مصطلح يتحدث عنه مؤيدو الرئيس السيسي والرئيس الأسبق حسني مبارك، ويقولون وفقاً لآرائهم إن الدول الغربية تثير الفتن الداخلية عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهو مخالف للتعريف المتعارف عليه للمصطلح).

ضربة في صدري

وبرر السيسي عدم الكشف مسبقاً عن المفاوضات بين السعودية ومصر بشأن الجزيرتين "حتى لا تؤذي الرأي العام في البلدين". (نتيجة توقعه لحدوث مثل هذا الجدل إذا أعلن مبكراً عن المفاوضات) حسب تعبيره.

وقال: "لقد أخذت الضربة في صدري (في إشارة للانتقادات الحادة التي تعرض لها)، ولو أعلنت عن ذلك من 8 شهور كنا سندخل في هذا الجدل لهذه الفترة".

وقال الرئيس المصري إنه "في تعيين الحدود البحرية السعودية لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر من 26 سنة (في عهد الرئيس المعزول محمد حسني مبارك) وتم إخطار الأمم المتحدة بها وقتها.. معترفاً بأن هذا جاء بناءً على مطالبات من المملكة العربية السعودية.

وأضاف "لقد طلبت في يوليو/تموز 2014 مذكرة عن موضع جزيرتي تيران وصنافير، ولجنة ترسيم الحدود والخارجية والدفاع قاموا بالعمل في هذا الملف، وندير الموضوع بشكل سياسي وفني"، مشيراً إلى أن كل البيانات والوثائق تؤكد أن الجزيرتين حق للسعودية.

وأردف قائلاً: "سألت كل الناس بخصوص الجزيرتين وكل من على قيد الحياة (من المختصين)، واطمئنوا على بلدكم، ليس فقط على الجزيرتين وإنما على الأمانة التي حملتموني إياها".

واعتبر أن "الهدف من طرح القضية بهذا الشكل هو عزل الدولة المصرية واستكمال حصارها عن طريق خلق مشكلة كبيرة في مصر ولعلاقاتها مع أشقائها"، حسب قوله.

حقل غاز لقبرص

وقال السيسي: "طوال السنوات الماضية لا نستطيع أن ننقب عن البترول في مياهنا الاقتصادية المصرية، وتم تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية من أقصى جنوب مصر حتى أقصى الشمال".

وأضاف: "عندما رسمنا الحدود البحرية مع قبرص أتاح لنا ذلك أن نقوم بالتنقيب في المياه الاقتصادية، والآن يتم تعيين الحدود مع اليونان".

وأشار إلى أن الرئيس القبرصي اتصل به بعد اكتشاف حقل "ظهر" (للغاز) للتهنئة بهذا الاكتشاف، مضيفاً: "رددت عليه بالقول لو حدود الحقل تدخل في مياهك الاقتصادية نصيبك من الحقل هتأخذه"، مطالباً بعدم الحديث عن هذا الموضوع.

الشعب أفسد قضية سد النهضة

وألمح الرئيس المصري إلى أن هناك تشابهاً في رد الفعل الشعبي على أزمة الجزيرتين وما له من تأثيرات سلبية مع أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على منابع نهر النيل، والذي وافق عليه نظامه بصورة أولية رغم أنه سيؤثر على حصة مصر من المياه.

وقال السيسي إن التعامل الشعبي مع سد النهضة الإثيوبي أثر سلبياً على موقف مصر في القضية، موضحاً: "طريقتنا في تناول الموضوع أضعفت موقفنا".

وأضاف خلال لقائه مع ما يوصف بـ"ممثلي الشعب" لبحث الأوضاع الداخلية والخارجية أن طرح الإعلام لأي قضية يعبر عن سياسة الدولة.

وأكد "عندما يقرأون ما يُكتب ويُثار عبر وسائل الإعلام يعتقدون أنها رسالة الدولة إلى الخارج، وهو ما أثر على سير المفاوضات بين القيادات السياسية". (في إشارة للجانب الإثيوبي).

وأضاف باللهجة المصرية: "طريقتنا في تداول الموضوع تؤذينا وتضعف موقفنا، افتكروا تعاملكم مع سد النهضة لم يكن في مصلحتنا أبدًا، مش عارفين الإيذاء اللي بنتأذى به نتيجة تداول الموضوع بتؤذي بلدكم والله والله». حسب تعبيره.

ارتفاع الأسعار

سعى السيسي لتهدئة مخاوف المصريين من ارتفاع أسعار السلع الغذائية نتيجة ارتفاع العملة الصعبة قائلاً إن الأسعار لن ترتفع "مهما حصل للدولار".

وخفّض البنك المركزي قيمة الجنيه نحو 14% في مارس آذار ليصل إلى 8.78 جنيهات للدولار. لكن سعر العملة المحلية هبط بشدة في السوق السوداء ووصل اليوم الأربعاء إلى نحو 10.27 جنيهات للدولار.

وقال السيسي "عيوننا على الإنسان المصري اللي ظروفه صعبة... لن يحدث تصعيد في الأسعار للسلع الأساسية... مهما حصل للدولار. الجيش مسؤول والدولة مسؤولة معايا. وعد إن شاء الله."

وارتفعت أسعار السلع الأساسية ارتفعت في المدن خلال الفترة الأخيرة.

وفي جولة لمراسل رويترز على عدد من المتاجر الخاصة الأسبوع الماضي في أماكن متفرقة من الأحياء الشعبية بالقاهرة الكبرى وجد أن أسعار الدواجن واللحوم والأرز والألبان وبعض الخضروات الأساسية زادت بينما استقرت أسعار الدقيق والزيت والسكر عما كانت عليه في مارس آذار.

 

وتواجه مصر المعتمدة على الاستيراد نقصاً حاداً في الدولار مما أدى إلى ارتفاعه أمام الجنيه منذ انتفاضة 2011 والقلاقل السياسية التي أعقبتها وأدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وتحويلات المصريين في الخارج وهي المصادر الرئيسية للعملة الصعبة.

وتوفير الغذاء بأسعار مقبولة في متناول المواطنين قضية حساسة في مصر التي يعيش الملايين فيها تحت خط الفقر وشهدت الإطاحة برئيسين خلال خمس سنوات لأسباب منها السخط على الأوضاع الاقتصادية.