13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.95°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.95°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقارير "فلسطين الآن"..

الأسير الخواجا.. 16 عاما في السجون و16 شهرا في العزل‎

الأسير شكري الخواجا
الأسير شكري الخواجا
رام الله - مراسلنا

في حال تم الاتفاق ما بين إدارة السجون الإسرائيلية وهيئة أسرى حركة حماس، فإن الأسير القيادي في الحركة بالضفة شكري الخواجا سيغادر غرفته التي عاش بها وحيدا لأكثر من 15 شهرا متواصلة، وسيتمكن لأول مرة من الالتقاء ببقية الأسرى.

إنجاز ما كان للخواجا -وهو صاحب الخبرة الكبيرة في السجون- أن يتم لولا أنه خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ عشرة أيام تقريبا، تدهورت جراءه حالته الصحية بشكل كبير، كما أن التضامن معه من بقية الأسرى الذين خاضوا إضرابات تحذيرية دعما لأخراجه من العزل، ساهمت في إنهاء ملفه.

فمنذ تاريخ 17/12/2014 يقبع الأسير الخواجا بأوامر من جهاز مخابرات الاحتلال في العزل الانفرادي، إذ عُزل في المرة الأولى بسجن الرملة لمدة 6 أشهر، وتم تجديد عزله أكثر من مرة، فيما يقبع حالياً في عزل سجن "ريمون".

وتعود جذور الأسير الخواجا إلى قرية نعلين، الواقعة غربي مدينة رام الله، تلك القرية التي وُلد فيها في العام 1969، فترعرع بين ثناياها، وتعلم حب الوطن من أرضها.

سجل حافل

ويعدّ شكري الخواجا المعروف بين زملائه ومعارفه بـ"أبو ساجدة" -47 عامًا-، أحد أبرز القيادات التي أمضت فترات طويلة داخل سجون الاحتلال، وصلت لنحو 16 عاما- منذ أواخر عام 1992.

ففي ذاك العام، اعتقل الخواجا للمرة الأولى وحُكم بالسجن 3 سنوات على خلفية نشاطه مع حركة حماس، وتعرض للتعذيب الشديد خلال التحقيق معه.. ولم يكد أبو ساجدة يتزوج بعد خروجه من المعتقل، حتى أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى بعد أقل من 10 أشهر من الحرية، ليصدر بحقه حكما بالسجن لـ 9 سنوات، انتهت بتحويله للنيابة فور انتهاء محكوميته، فحولته محاكم الاحتلال إلى الاعتقال الإداري مدة عام ونصف، ليفرج عنه بعدها ويخرج للحرية حاملًا معه مشاكل صحية عدة ألمت به بسبب الأسر.

وفي اعتقاله الأخير الذي يتواصل إلى اليوم، حوّل الاحتلال الخواجا للاعتقال الإداري، ثم حول ملفه لقضية تعرّض خلالها للتحقيق العسكري، وتطالب اليوم النيابة العسكرية بسجنه 15 عامًا.

ظروف معقدة

وفي تصريح سابق له، يصف الخواجا ظروف عزله، فيشير إلى أن مساحة الزنزانة 3×3م مع حمام ودوش، وسرير طابقين من باطون بفرشة سمكها 2 سم.. كما أن الزنزانة متسخة جداً ومليئة بالصراصير، وكان يوجد لديه ثلاجة صغيرة وغلاية قهوة وطنجرة وخزانتين وتلفزيون يبث 3 محطات فقط.

أما عن الفورة (الفسحة)، فهي لساعة يومياً في ساحة صغيرة مساحتها 3×6م نصفها مغطى بصاج حديد والنصف الأخر بشبك.

وما كان يزيد من مأساة الخواجا أن الأسرى المعزولين يحتجزون في أقسام يقيم فيها سجناء جنائيون إسرائيليون من ذوي السوابق والمدمنين على المخدرات، ما يتسبب بالفوضى والإزعاج والشجارات المستمرة.

عين واحدة

وقد كان من أبرز ما فقده الخواجا بسبب الاعتقال، عينه اليمنى التي فقد الإبصار بها نتيجة الإهمال الطبي داخل الأسر، عدا عن مشاكل عدة يعاني منها كالسمع والمعدة وارتفاع في الدهون والكوليسترول في الدم وأوجاع الظهر والقدمين، وذلك نتيجة تعرضه للتعذيب أثناء التحقيق معه، وعزله لأشهر طويلة.

أضرار بالغة

ويتسبب العزل بأضرار نفسية كبيرة للأسرى والمعتقلين، فيؤدي إلى التشتت في النوم، الاكتئاب، الخوف، كما يساهم في تفاقم الحالة النفسية للأسير إن وجدت قبل العزل.

والعديد من تلك المشاكل النفسية التي يتسبب بها العزل لا تزول بخروج الأسير من العزل، بل من الممكن أن ترافقه عند عودته للسجن الجماعي أو حتى عند عودته إلى حياته الطبيعية بعد إطلاق سراحه.

وتقدم مصلحة سجون الاحتلال علاجاً نفسياً منقوصا للأسرى الفلسطينيين، غالباً ما يقتصر على حبوب الدواء، حيث لا يفحص غالبية الأسرى من أطباء نفسيين، إضافة إلى أن العلاج النفسي يقدم باللغة العبرية بحضور سجان يترجم كلام الطبيب للعربية، وهذا يتعارض مع أخلاقيات مهنة الطب.

كما أن للعزل أثار جسدية أيضاً، فيعاني المعزولون من عوارض في الجهاز الهضمي وفي الأوعية الدموية والقلب، وفي الأجهزة الجنسية والبولية، نتيجة الرجفة والفزع من ألم الرأس و"الكوابيس" والتعب، كما يتسبب العزل في اضطراب في دقات القلب والتعرق الزائد وضيق التنفس.