11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
15.86°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة15.86°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقارير "فلسطين الآن"

انتكاسة لمربي الدواجن والحل بالتصدير ومراقبة الأسواق

انتكاسة لمربي الدواجن والحل بالتصدير ومراقبة الأسواق
انتكاسة لمربي الدواجن والحل بالتصدير ومراقبة الأسواق
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

بعد أكثر من شهرين على ما وصفه الخبراء الاقتصاديون بـ"الانتكاسة غير المسبوقة" لـ"مزارعي الدجاج البياض ومنتجي البيض" في فلسطين، -جراء تراجع سعر كرتونة البيض لـ5 شواقل فقط في بعض المناطق، مقارنة بـ17 شيكلاً للطبق العام الماضي، واضطرار كثير من المزارعين لإعدام آلاف الدجاج البياض لوقف نزيف الخسائر المتتابعة-، ظهر في آخر النفق ضوء خافت، تشبث به المزارعون عله يقودهم إلى الخلاص.

فبعد حوار شبه عقيم مع الحكومة ووزارتي الزراعة والاقتصاد على وجه الخصوص، وإسناد من الإغاثة الزراعية واتحاد جمعيات المزارعين.. وبعد أن نفذوا اعتصامات عدة أمام مقر رئاسة الوزراء في رام الله، ورفعهم مذكرة للحكومة بمطالب قطاعهم الزراعي، وتكثيفهم استخدام الإعلام بشكل خلاق لخدمة قضيتهم.. استجابت الحكومة لجزء من مطالبهم.

هبوط حاد بالأسعار

وألحق تدني أسعار بيض المائدة بصورة كبيرة منذ بداية عام 2016 خسائر فادحة في قطاع تربية الدواجن، وتراوح سعر طبق البيض في بعض المحلات التجارية بمحافظة الضفة ما بين 5-9 شواكل للكرتونة الواحدة، وهذه نادرة من نوعها في السوق المحلية الفلسطينية لم تتعرض لها منذ سنوات طوال.

وأعدم مزارعون آلاف الطيور من الدجاج البياض، في محاولة منهم لوقف نزيف الخسائر، إذ أن الدجاج يحتاج لغذاء على مدار الساعة حتى يتمكن من وضع البيض بشكل يومي.

يقول فالح الروجيبي صاحب مزرعة للدواجن في نابلس إنه يعمل مزارعا في هذا المجال منذ ما يزيد على عشرين عام، وتنتج مزارعه ما يزيد على ألف طبق بيض يوميا، بسعر 5 شواكل للطبق الواحد، وهذه الأسعار لا تغطي تكلفة الإنتاج، إذ يستهلك الدجاج خلطة وعلفا يوميا بحوالي 18 ألف شيكل، عدا عن أجرة العمال و"البركسات"، ما تسبب له بخسائر فادحة.

ويقدر الروجيبي خسائره خلال الشهر الماضي بنحو 3 مليون شيكل، فلم يجد طريقة يوقف بهذا خسائره سوى بإعدام نحو خمسة آلاف دجاجة بياضة.

يشرح دوافعه قائلا "يتغذى الدجاج، فيبيض، ولكننا لا نجد أسواقا لتصريف البيض، فيكسد أو نبيعه بخسارة.. وفي الحالتين أصبنا بانتكاسة لم نحسب لها حساب.. فلا حل إلا بإبادة الدجاج البياض، وهو أهون علينا من أن يتغذى ويبيض ويكسد البيض.

خسارة الرجل ليست بسعر البيض المتدني، بل أن مزرعته تعد مصدر رزق لنحو عشرين عاملا، كما أنه يتعامل مع نحو عشرة تجار في مجالات بيع الصيصان والأعلاف والتدفئة والنقليات، وكلهم قطع العلاقة معهم بعد ما حل به".

فائض كبير

ويرجع المختصون السبب إلى وجود فائض كبير في انتاج البيض، نظرا لسوء التخطيط الحالي وغياب مشاركة قطاع الدواجن في السياسات المطبقة.

مدير عام التسويق الزراعي في وزارة الزراعة طارق أبو لبن، قال إن "قرار إسرائيل بمنع دخول بيض المائدة إلى أسواقها وأسواق القدس، إذ كانت تلك الأسواق تستهلك حوالي ثلث إنتاج المزارعين المحلي، أدى لأن يزيد الإنتاج المعروض في أسواقنا عن 50% من حاجة السوق.

وشدد أبو اللبن على أن الحل يتمثل بإزالة معيقات التسويق، وإلغاء القرار الإسرائيلي، موضحا أن "إسرائيل تمنع تاريخيا وصول المنتجات الحيوانية الفلسطينية إلى أسواقها، رغم توقيعها على اتفاقيات تسويقية معنا، وهي تتعامل مع المنع بناء على احتياجات أسواقها".

ومن شأن إغلاق العديد من مزارع الدجاج البياض زيادة حجم البطالة، وإلحاق الضرر ليس فقط بأصحاب المزارع، بل بشريحة لا يستهان بها من العمال.

دور الحكومة

الناشط في دعم المنتجات الوطنية خالد منصور طالب الحكومة بتحمل مسؤوليتها بشكل جدي، وحماية هذا القطاع من الانهيار، بفتح أسواق خارجية لبيع البيض خاصة في الدول العربية المجاورة، وإعادة مستحقاتهم التي تتمثل في ضريبة 17% التي تتقاضاها حكومة الاحتلال من المزارعين عند شرائهم الأعلاف.

وأوضح منصور في حديث لـ"فلسطين الآن"، أن مجلس الوزراء قرر عام 2011 إعادة الضرائب لجميع المزارعين، "لكن القرار لم ينفذ بالشكل الذي ينبغي أن يكون عليه، ولاحقا بعد تسلم الحكومة الحالية توقف تطبيقه كليا الموقف ذاته، جاء على لسان اتحاد المزارعين، الذي طالب الحكومة بالتدخل العاجل لحل مشكلة انخفاض أسعار البيض، الأمر الذي أدى الى خسائر فادحة لدى مربي دواجن البياض، ما يهدد هذا القطاع الهام في فلسطين الذي يعتاش من وراءه آلاف الأسر والعمال الفلسطينيين.

الحل الجذري للمشكلة حسب الاتحاد يكمن في المساعدة في فتح أسواق جديدة لهذا المنتج في المنطقة الإقليمية، وقبل ذلك تفعيل دور الرقابة على الأسواق الفلسطينية لمنع إغراق الأسواق بالبيض القادم من دون رقابة داخلية.

المطالبات أيضا بتخفيف الأعباء على مربي الدواجن من خلال وقف الملاحقات الضريبية للمزارعين والإسراع في إعفاء المزارعين من ضريبة الدخل، ما يقلل من أثمان الإعلاف اللازمة للدجاج والثروة الحيوانية.. وهو ما كان.

مطالب محقة

مدير اتحاد جمعيات المزارعين عباس ملحم قال إن الضغط أتى بنتيجة، فقد وافقت الحكومة على صرف الاسترداد الضريبي منذ عام 2014، وشراء 40 ألف كرتونة من المزارعين بسعر 8 شيكل.. لإرسالها دعما للاجئي مخيم الزعتري.

كما سيتم -حسب ملحم- إعدام 20% من الدجاج البياض مع تعويض المزارعين عن تلك الإعدامات، والأهم وقف استيراد الصوص البياض مؤقتا (على أن يعود الاستيراد لاحقا وفق خطط ودراسات).

350 sport_1453538688