17.79°القدس
17.55°رام الله
16.64°الخليل
22.05°غزة
17.79° القدس
رام الله17.55°
الخليل16.64°
غزة22.05°
الإثنين 17 نوفمبر 2025
4.24جنيه إسترليني
4.55دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.23دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.24
دينار أردني4.55
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.23

"جنازرة".. أسطورة جديدة في معركة "الأمعاء الخاوية"‎

سامي
سامي
نابلس - فلسطين الآن

"أريد ولدي لأحتضنه كما كل الأمهات.. أطفاله يبحثون عنه في عيوني، كسروا قلبي وأدموه"، قالت والدة الأسير سامي محمد شعبان الجنازرة/ أم كايد (77 عاما)، في إشارة الى أحفادها فراس، ومحمود درويش، وماريا (13 و10 و4 سنوات).

سامي (43 عاما)، يخوض اضرابا عن الطعام منذ نحو ستين يوما داخل سجون الاحتلال رفضا لاعتقاله الاداري..

"أين أحرار العالم ومن يدّعون العمل لأجل الانسانية؟؟ صمتهم مخزٍ" أضافت "ام كايد" قبل أن تغرق في الدموع وحشرجات البكاء.

"لا عدل إلا في السماء"، قالت وهي تبتهل الى الله أن ينجي ولدها من شرور أعدائه ويمنحه الصحة والعافية.

وحكاية "أم كايد" قد تبدو ذاتها، بلحمها ودمها، حكاية سبعة آلاف أم أسير يكابدن مرارة الصبر ولوعة الفقدان.

وكما الأمهات، هن الزوجات أيضا يناضلن على جبهة الصمود.. يَلذن بالصمت وبارتعاشات القلب يبعثن الطمأنينة في نفوس أطفالهن الذين لا ينفكّون عن السؤال: متى يعود بابا من السجن!؟.

"أم فراس" زوجة الاسير ورفيقة دربه، وصفته بقولها: "سامي شعلة من النشاط.. يحب الجميع، وخاصه الأطفال، نحن عائلته لن يلتئم جرحنا الا بعودته والإفراج عنه من سجون الظلم. نشعر بغيابه ونصبر، و"ما النصر إلا صبر ساعة".

"أم فراس" طالبت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية العمل بجديه وإخلاص بغية الافراج عن زوجها، وقالت: "رسالتي للقيادة الفلسطينية أن تبذل مزيدا من الضغط الدولي ليعود سامي لأطفاله قبل فوات الأوان، ولتعود الابتسامة الغائبة إلى اطفاله وعائلته منذ زمن".

قائد فذ

ويصف الشقيق الأكبر كايد (58 عاما) شقيقه الأسير سامي بـ"القائد العنيد والفذ، وأنه لا يهاب في الحق لومة لائم.

"قراراته يتخذها بإرادة صلبة لا تلين ويعمل لمصلحة الوطن دوما، متفانيا في خدمة ابناء شعبه أين حل وارتحل مرضياً وحنوناً، يعطف كثيراً على من حوله محباً للناس".

يقول كايد مطالبا بإنهاء ملف الاعتقال الاداري باعتباره منافيا لجميع القوانين الدولية والإنسانية.

ويضيف أن سامي ليس الأسير الأول ولا الأخير الذي يخوض اضرابا عن الطعام، غير أن كرة الثلج تكبر وهو ما سيدفع جميع الأسرى للإضراب عن الطعام في ظل ظلم حكومة الاحتلال وإدارة سجونها لأبنائنا واخواننا القابعين خلف القضبان".

وكان الاحتلال نقل جنازرة إلى عزل "آيلا" في سجن النقب عقب نقله قبل يومين للعلاج في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع، وهذه التنقلات مرهقة ومتعبة للمحامين الذين لا يستطيعون الوصول اليه.. كما أن الصليب الاحمر لم يلتقيه منذ بداية إضرابه، إذ أن حالته الصحية صعبة جدا ويعاني من جرح عميق في الرأس، بعد أن سقط مغشيا عليه قبل 11 يوما وتصيبه حالات إغماء وتشنجات حادة .

تجربة قاسية

يشار إلى أن الأسير سامي الجنازرة، لاجئ من سكان مخيم الفوار جنوب الخليل، وبلدته الأصلية عراق المنشية، وهو من مواليد 17-9-1973م، لم يكمل تعليمه الجامعي بجامعة الخليل بسبب مطاردة الاحتلال الإسرائيلي له واعتقاله مرتين سابقتين.

كان الاعتقال الأول له في أواخر الثمانينات حيث أمضى في السجن عامين ونصف، ورحل والده وهو في السجن، واعتقل للمرة الثانية عام 2003 حيث أمضى في السجن 5 سنوات، واعتقل مؤخرا اداريا في 15-11-2015 حيث تم تمديد اعتقاله من المحاكم الصورية الإسرائيلية مرتين ليعلن بعد ذلك إضرابا مفتوحا عن الطعام في 3 آذار/مارس 2016 لمواجهة اعتقاله الإداري مطالبا بالإفراج عنه.