8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
15.57°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة15.57°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: فلسطيـــن ... ترقب أبنائها

ما أجمل زغرودة الحاجة أم أحمد عندما أطلقتها معلنة بذلك نجاح حفيدها محمد في الثانوية العامة، وما أروع صوت زغاريد النساء الذي خرجت من كل الحارات فرحاً وابتهاجاً بما حققه أبنائهم من نجاح بعد عام من الجهد والمثابرة. الحاجة أم احمد والتي ترتسم خارطة الوطن على تجاعيد وجهها الذي يعيدك إلي سنوات مضت من تاريخ القضية الفلسطينية، تناست في لحظة فرح كل الهموم والأحزان من نكبة تلتها نكسة أعقبتها نكسات ونكسات، لم تحدثنا أم احمد كعادتها، عن قريتها التي هجرت منها ولم تعد تخبرنا كيف هدمت العصابات الصهيونية بيتها، وكيف ذبحت بين ذراعيها ولدها، وكيف داست بالمدرعات على جسد شقيقتها، لم تعد تتذكر أم احمد إلا نجاح محمد ومستقبله الذي تتمنى معه أن يعيد لها كل ما ضاع من أرض وبيت وولد. أمعنت النظر طويلاً متنقلاً ببصري بين تجاعيد وجه الحاجة أم أحمد ووجه البراءة محمد، حاولت أن أعيد رسم خارطةً الوطن الذي تجعد على وجه الحاجة لأرسمه بصورة أكثر نقاءً على وجه محمد من خلال استشراف المستقبل القادم. وبدأت لغة العيون بين الحاجة وحفيدها تتبادلان أطراف الحديث، بدأت الحاجة الصابرة تحثه على اختيار أفضل التخصصات التي تعينه على النجاح والتمييز، بدأت تخبره عن أمجاد أجداده زمن صلاح الدين والظاهر بيبرس، لم تتوقف أم أحمد عند هذا الحد بل سافرت بعقلها الحديدي إلي أبعد من ذلك وهي تذكره بكل قدم طاهرة داست على أرض فلسطين، ذكرته بكل قطرة عرق خرجت من مجاهد لتروي تراب هذه الأرض بكرامتها وعزتها. ولم يكن من محمد ذلك الطالب المتفوق إلي أن بدأ ببث الطمأنينة في قلب جدته، بدأ يحدثها عن المستقبل وكيف سيشق طريقه نحو النجاح والتفوق، أخبرها أنه سيختار تخصصاً يخدم وطنه وقضيته. حدثها أن فكرة الدراسة في الجامعات الغربية ليست واردة لديه فالجامعات الفلسطينية تنافس بتمييزها وقوتها تلك الجامعات، وكي يريح قلب جدته تماماً حدثها عن نيته ومجموعة من أصدقائه في إقامة مركز صغير للبحث العلمي من أجل تطوير مستقبلهم ورفع قدراتهم، أخبرها أن إنشاء مؤسسة حاضنة للشباب الفلسطيني المثقف باتت قاب قوسين أو أدنى. وبعقله الكبير وقلبه الواسع راح محمد يتحدث عن الوطن السليب وكيفية إعادته، تحدث عن الشباب الذي هو الأمل في تحريره وبنائه ولسان حاله يقول: يا جدتي انتهى زمن هجرة المدن وهدم البيوت وذبح الأطفال وبدأ زمن العمل والعطاء والإبداع من أجل فلسطين التي ترقب بصبر أبنائها الذين سيعيدون لها رونقها وعزتها.