شارك عشرات الآلاف في مسيرات القدس العالمية التي انطلقت الجمعة 30-03-2012 في فلسطين وعدة عواصم عربية وأوربية بمناسبة يوم الأرض واحتجاجاً على ما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين. وفي قطاع غزة، قال رئيس لجنة "مسيرة القدس" أحمد أبو حلبية إن :"القدس بمساجدها وكنائسها وبمعالمها وآثارها وبهويتها العربية والإسلامية تواجه المخططات الإسرائيلية بصمود متواصل". وأشار في أولى كلمات فعالية "عالمية القدس" شمال القطاع إلى أن الاحتلال يعمل جاهداً ويسارع الزمن بكل الوسائل لتحقيق أهدافه من خلال المخططات والانتهاكات الخطيرة. وأكدّ أنّ "الاحتلال يرتكب جرائم حرب ضد الانسانية وجرائم عرفية ضد شعبنا الصامد بعيداً عن أنظار القانون الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان". بدوره، أوضح صالح ناصر ممثلاً عن القوى الوطنية والإسلامية أنّ توحد الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده سيزيد من الالتفاف حول قضية القدس والتوحد خلفها. وقال :"يوم الأرض في هذا العام ليس كغيره من الأعوام فشعبنا قرر الانتفاض في هذه الذكرى دعماً للقدس وتفعيل الرأي العام العالمي والعربي لدعم شعبنا في بناء دولته المستقلة ونيل حقوقه كاملة". [title]مشاركة الوفد المصري[/title] من جانبه، حيّا رئيس الوفد البرلماني المصري الذي يزور غزة محمد إدريس صمود الشعب الفلسطيني، قائلاً "يوم أن قمنا بثورة نطالب بإسقاط نظام كنا نردد كذلك شعارات تطالب بتحرير فلسطين والقدس". وأشار إلى أنّ الشعب المصري يقف خلف نظيره الفلسطيني في مسيرة التحرير واجتثاث الكيان الصهيوني من الأراضي العربية والفلسطينية. بدورها، أدانت مسئولة دائرة العمل النسائي في حركة حماس رجاء الحلبي طريق المفاوضات لاستعادة الأرض والقدس، مؤكدةّ أنّ القدس لن تعود إلا عن طريق المقاومة بكافة أشكالها. وطالبت العرب والمسلمين بتقديم مزيد من الدعم للفلسطينيين، "ولو كان بإسراج الزيت للمسجد الأقصى". [title]نقلة نوعية[/title] وفي الداخل المحتل، وصف نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب مسيرات الجمعة الغاضبة بأنها "نقلة نوعية لقضية المدينة المحتلة". وعدّ الخطيب في تصريحات متلفزة أن مسيرة القدس العالمية شكلت بعداً معنوياً باتجاه صمود المقدسيين، مبينًا أن الآلاف التي شاركت في نصرة القدس جاءت لتعبر عن أهمية المسجد الأقصى وعدم السماح للاحتلال بمساسه. بدوره، طالب النائب المقدسي أحمد عطون القادة السياسيين باستثمار هذا الحراك لإنتاج مواقف تصب في مصلحة القدس. وأكدّ عطون في تصريحات صحفية أنّ استمرار المسيرات والاحتجاجات على انتهاكات الاحتلال لمدينة القدس سيُحدث غضبًا شعبيًا غير مسبوق حتى لجم الاحتلال عن سياساته العنصرية بحق المقدسيين. وانطلقت المسيرات في مدن الجليل والمثلث وقرى النقب ويافا وسخنين ومختلف أماكن التواجد العربي. وفي مدينة الطيبة، دعا مشاركون في مسيرات انطلقت احياءً ليوم الأرض إلى رحيل الاحتلال عن المدينة وعن كامل الأرض الفلسطينية، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والسوداء، منددين بسياسات الاحتلال تجاه مدينة القدس. [title]مخططات ومؤامرات[/title] بدوره، قال عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني أيمن حاج يحيى: إن "إسرائيل تحيك المخططات والمؤامرات لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني بالداخل"، مؤكداً حق الفلسطينيين في الدفاع عن أراضيهم. من جهته، قال إمام مسجد بلال بن رباح في الطيبة الشيخ رأفت عويضة: إن "إسرائيل تحارب أصحاب الأرض الفلسطينيين بالداخل من خلال العديد من المخططات والقوانين"، مشيرًا إلى تخطيط الكيان الإسرائيلي لتهجير وترحيل المواطنين العرب عن أراضيهم. وأكد الناشط العربي في بلدة كفر كنا في الجليل المحتل عبد المالك دهامشة على أهمية الحفاظ على يوم الأرض الفلسطينية قائلا: "إن هناك سياسات تعسفية غاشمة تنتهزها المؤسسة الاسرائيلية بحق ابناء شعبنا وعلينا الترابط والتمسك من اجل الحفاظ على ما تبقى لنا من معالم ومقدسات". [title]الأردن ولبنان[/title] وفي الأردن، أكدّ رئيس الوزراء الأردني السابق أحمد عبيدات أنّ القدس ستبقى مفتاحًا للحرب والسلام، وأن الاستقرار لن يتحقق الا بعودة القدس عربية، مشيراً إلى أن القدس أصبحت "ضحية احتلال عنصري بغيض، وتعيش واقعا مأساويا فرضه العدوان المسلح عليها". وأضاف عبيدات خلال مسيرات القدس في العاصمة الأردنية عمان: "ندين محاولات (إسرائيل) في تهويد القدس وتهجير أصحابها الشرعيين على مرأى ومسمع العالم، ولا يحق لأحد التفريط في فلسطين، ولابد من التوحد وتجاوز الخلافات لإنهاء الاحتلال". بدورها، قالت رئيسة الوفد الاندونيسي "مروة داوود" خلال مشاركتها بالمسيرة: "إن قضية القدس هي قضية المسلمين جميعاً، وأن الوفد الاندونيسي المشارك في المسيرة حضر إلى الأردن وهو يحمل رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على أن الاحتلال الإسرائيلي لابد أن يزول". فيما أكد رئيس الوفد الماليزي المشارك بالمسيرة نور عزمي وقوف الشعب الماليزي مع الحق الفلسطيني، مبيناً أهمية المسيرة في توحيد الشعوب العربية والاسلامية لتحرير الأقصى وفلسطين، مشدداً على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن مدينة القدس. وفي لبنان، تفقد نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد الليهان بصحبة وفد من حزب الله عدداً من النقاط الحدودية مع الكيان بالتزامن مع مسيرات القدس العالمية، مؤكداً دعمه الكامل للمقاومة وإعادة إعمار الجنوب اللبناني. وشارك آلاف الفلسطينيين واللبنانيين بمهرجان في قلعة الشفيف بالقرب من الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني وسط انتشار أمني مكثّف لقوات الاحتلال على الحدود.