19.56°القدس
19.09°رام الله
17.19°الخليل
22.87°غزة
19.56° القدس
رام الله19.09°
الخليل17.19°
غزة22.87°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

كيف تتعاملين مع زوجك "القابض على المال"؟

زوج
زوج
غزة - فلسطين الآن

مسكينة هي ريما، تنام كل ليلةٍ ودموعها تبلل خديها كلما تذكرت أنها الآن غدت في بيت أهلها "مطلقة" وأمًّا لطفلين، بعد خمسة أعوام عاشتها برفقة زوجها محمد البخيل.

كان محمد بخيلاً حتى في أيام الخطوبة، فما كان يحضر لها أي هدية، وإذا قرر أن يخرج معها أخذها إلى أرخص المطاعم –تحت حجة- أنه يحب البساطة! كانت هي دائماً ما تضع له الأعذار (إنه شاب يكوّن نفسه، هو بالتأكيد يريد أن يحتفظ بالمال لوقت زواجنا، لعرسنا ولاحتياجاتنا بعد الزواج).. وتم الزواج.

محمد –كما قالت ريما لـ "فلسطين"- كان يحرم بيته من أدنى احتياجاته، كان يستهجن انتهاء أي طعامٍ يجلبه إلى البيت "وكأن الطعام يبيض"! وكان يحرجها أمام ضيوفها، كل مرة عندما يتركها تقدم لهم الشاي وحسب.

وعلى الرغم من أنه يحصّل مبلغاً لا بأس به من عمله في السمسرة كل شهر، إلا أنه كان يحتفظ بالنقود في البنك، ويخصص مبلغاً قليلاً جداً لا يتجاوز الثلاثمئة شيكل للإنفاق على بيته! وتتساءل :"ماذا ستكفي؟ لقد أصبح لدينا طفلان والمبلغ على حاله، تخيلوا أنه كان يطلب مني استخدام القماش الرخيص كحفاضات لأطفالي بدلاً من "الحفاض الجاهز" بدعوى أنه وكل إخوته "تربوا هكذا"".. كان يركز في الطعام الذي يشتريه لبيته –تبعاً لطليقته- على البقوليات "العدس، والفاصولياء البيضاء، والفول، والأرز" كونها معروفةً كبديلٍ للحم، بينما كان قد حدد في جدول الشراء أن أكل اللحم "الحقيقي" يمكن أن يتم لمرة واحدة خلال الشهر كله.

تقول ريما :"كان يضربني كلما أخبرته بضرورة أن يفرد يده في الإنفاق قليلاً لأنه لا يرى نفسه مقصراً أبداً، يتعالى بكل كبرياء على اتهامي له بالبخل، ويطردني إلى بيت أهلي عدة أيام"، مبينةً أنها لم تعد تحتمل الحياة معه بالذات أن أطفالها كبروا وصاروا يطلبون المصروف كغيرهم، وصاروا يرون الألعاب في أيادي أقرانهم فيطلبون مثلها وهي لسان حالها: ما باليد حيلة!

حتى أهلها، صاروا يرأفون بحالها، فتحاول أمها مساعدتها بأي طريقةٍ كانت، إذا زارتها تعيدها محملةً ببعض الفاكهة أو الطعام المطبوخ لأطفالها، "وبمنتهى البلادة يضحك عندما يراه ويبدأ بالتهامه .."، تزيد.

يعد "البخل" من أكثر الصفات "خرّابة البيوت"، سيما لو تمتع بها صاحب القوامة ورب الأسرة، المسئول عن الإنفاق وتلبية احتياجات أسرته وتوفير حياةٍ كريمةٍ لها.. وقد تكون هذه الصفة "موروثاً" عائلياً تطبّع بها الزوج بعد حياةٍ عاشها مع أبٍ "بخيل"، وأحياناً أخرى –حسب دراسات- تكون نتيجةً للخوف الهستيري من المستقبل "ماذا قد ينتظره فيه ما لم يكن صاحب قرشٍ ينفعه".. في التقرير التالي أسباب بخل بعض الأزواج وعلاجها:

وضاعَ العمر..

تصف "عطاف" ابنة الخامسة والأربعين زوجها بـ "البخيل" ولكنها تستدرك :"بخيلٌ عليَّ فقط، لكنه على نفسه ينفق الغالي ويشتري النفيس"، مضيفةً :"حتى ذهبي، بعد عدة أشهر من زواجي باعه بحجة احتياجه للمال، وهذا لم يكن حقيقة".

عطاف عندما تطلب من زوجها النقود لشراء الملابس لها أو لأطفالها يحاسبها بـ "الشيكل"، وحتى ابنه الذي غدا شاباً يعطيه يومياً مبلغ خمسة شواكل تكفيه بمعدل (2 شيكل) ذهاباً، ومثلها إياباً من وإلى مدرسته الثانوية! وإذا عاد يطلب منه في اليوم التالي النقود يجيبه :"بالأمس أعطيتك خمسة، وهل كل يوم سنصبح على مثل هذا المنوال؟".

ها هي ذا تتم معه هذا العام السادس عشر كزوجة، وهي تراه يشتري لنفسه الأحذية والعطور والملابس ذات الماركات العالمية، ويغدق على نفسه المال كي يظهر أمام الناس بما يعوض نقصه في مسألة التعليم، بينما إذا طلبت منه شراء حذاءٍ جديد بدل البالي لديها، يقيم الدنيا ولا يقعدها ويعطيها الحد الأدنى لما يعرفه هو عن أسعار الأحذية في الخارج.

تعقب :"لا أعتقد أن تغييره ممكن اليوم، بعد هذا العمر الطويل معه على نفس الحال، ماذا عساي أفعل؟ لم يتبق من العمر مثل ما راح".

أنتَ بخيل..

ويلفت د.درداح الشاعر رئيس مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات إلى علامات بخل الرجل التي يمكن أن تكتشفها المرأة خلال فترة الخطوبة وهي "تغير شكل وجهه ونبرة صوته كلما همّ بدفع مبلغٍ من المال، وينصح الناس دائماً بتقليل الإنفاق تحديداً خطيبته، ولا يبدي أي اهتمام بالنوعيات الجيدة من الطعام أو الملابس لو كانت ذات أسعار أعلى من المتوسطة، بينما يقنن من الهدايا أو يستبعدها من ضمن خياراته على الأغلب"، منبهاً إلى شيءٍ مهم بقوله :"ولا يعقل أن ترى الخطيبة أبوي خطيبها بخيلين وتتوقع منه أن يكون هو كريماً، فالطبائع تنتقل إلى الأبناء من خلال المعاشرة والتعود".

والمرأة في هذه الحالة هي التي تستطيع أن تحدد ما إذا كانت ستستمر حتى خطوة الزواج به أو لا، أما لو كان اكتشافها متأخراً لبخل زوجها (أي بعد مرحلة الزواج) فهنا يكون التعامل باتجاه "العلاج" الذي قد يأخذ وقتاً طويلاً جداً وجهداً ليس بسيطاً من الزوجة.

ويقول: "على الزوجة ألّا تقول لزوجها أبداً (أنت بخيل) مهما بلغت درجة شحه وحرمانه لأهل بيته، بل إن التعامل مع الأمر يبدأ من خلال البحث عن سبب هذا البخل أهو وراثة؟ أم طمع؟ أم خوف من المستقبل؟ ثم تبدأ معه بالتدريج بحيث لا تطلب منه إلا احتياجاتها الضرورية لتشعره بأنها ليست طمّاعة للمال، ثم أن تحدثه عن جمال الحياة التي يكون العطاء أساسها من خلال سرد الأمثلة عن جارٍ أو صديق وكيف أنه يقدم لأهل بيته السعادة من خلال توفيره احتياجاتهم ولكن طبعاً بطريقةٍ غير مباشرة".

لا تحتقريه..

وبذكاء، مرري له (والحديث موجه من قبل د.الشاعر للزوجة) أن التبذير بالنسبة إليكِ مرفوضٌ تماماً، كما التقتير! وهذا سيشجعه على الثقة بأن ماله معكِ لن يذهب هدراً، ملفتاً إلى أهمية الابتعاد عن "الاحتقار" في لغة المواجهة، بل أثني على كرمه دائماً أمام الناس بالحديث عما يحضره إلى بيته لتشجيعه على تقديم المزيد.

وقال :"المرأة إذا أشعرت زوجها بأنها تكرهه لأنه بخيل، فإنه يتعامل مع الأمر بمنطق المثل القائل :"إذا غرق مركبك، لحقوا برجلك" بمعنى أنه سيقول لنفسه :"هي تكرهني، فلماذا أتخلى عن بخلي؟ بزيادة خصلة سيئة، وأكون أنا الكسبان".

وبين الحديث والآخر –يكمل د.الشاعر- على المرأة أن تقنع زوجها بأن المال هو وسيلة لتحقيق غاية "السعادة"، وليس غايةً بحد ذاته، فتخبره كيف أن صديق عائلتها الذي أفنى عمره في جمع المال وحرم نفسه من أهم احتياجاته مات وترك المال لأبنائه الذين فرحوا لموته، منبهاً إلى ضرورة أن تجعله يشعر بكم السعادة التي يشعر بها أولاده إذا أدى لهم احتياجاتهم".