استهجن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين- بشدة- قيام الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية باعتقال الصحفية "عصمت عبد الخالق" بسبب تعليق وُضع على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وهو ما يمثل تحدياً سافراً لمجموع الأسرة الصحفية ، ومحاولة قميئة لقمع الحريات. وقال المنتدى في بيان السبت 31-03-2012 وصل "فلسطين الآن" نسخة عنه: "بالرغم من تأكيد الزميلة عبد الخالق خلال تلك التحقيقات، أنها لم تكتب تلك التعليقات وأنها تعليقات تخص متصفحين مشتركين في صفحتها، جرى إصدار قرار باعتقالها، ما يعني أننا ليس فقط أمام حالة قمع لحرية الرأي والتعبير، إنما خرق فاضح لكل القوانين والقيم، وتحدٍ فج للأسرة الصحفية، التي لم تفق من صدمة اعتقال الزميل "يوسف الشايب" على خلفية كتابته تقرير ضد الفساد قبل ذلك بأيام". وأكد أن هذه الاعتقالات والمحاكمات، تأتي في سياق حملة واسعة لتكميم الأفواه وقمع الرأي الآخر، شملت محاكمات واعتقالات وتهديدات بحق كتاب الرأي أمثال: الدكتور عصام شاور، والدكتور عبد الستار قاسم، ولمى خاطر، على خلفية تعبيرهم عن آراءهم التي حمل بعضها نقداً لأداء السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية. واستغرب باستنكار صمت الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني خاصة مؤسسات حقوق الإنسان، وطالبها بإعلاء قيم المهنية والمسئولية الوطنية إزاء هذه الجرائم، مشدداً على أن "التاريخ لن يرحم عندما تشرق شمس الحرية كما فعلت في بلدان الربيع العربي أولئك المتخاذلين والصامتين على الاستهداف المبرمج للإعلاميين والحريات". وكانت النيابة العامة أصدرت الأربعاء الماضي، وبناءً على توجيهات من جهاز الأمن الوقائي قراراً باعتقال الصحفية عصمت عبد الخالق، ورفضت في اليوم التالي إطلاق سراحها بكفالة، وأصدرت قراراً بتمديد اعتقالها مدة 15 يوماً إضافية، حيث جرى احتجازها في زنزانة قرب السجينات الجنائيات، في سابقة هي الأولى تحدث مع صحفية فلسطينية !!. وخضعت الصحفية عبد الخالق للتحقيق في مقر النيابة العامة بدعوى قيام جهاز الأمن الوقائي بتقديم شكوى ضدها يتهمها فيها ب"إطالة اللسان ونشر أخبار كاذبة والتحريض على الوحدة الوطنية وكتابة تعليقات تدعو إلى حل السلطة" وذلك على صفحتها على الفيس بوك. وحذر المنتدى من استغلال عبارات عامة كالتشهير، والقبضة الأمنية لممارسة إرهاب فكري وتقييد الحريات، لمنع أي صوت أو رأي حر من تنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضايا الفساد. ودعا المنتدى الأجهزة الأمنية والجهات الحاكمة في الضفة الغربية، إلى الاتعاظ من تجربة القمع وكبت الحريات في الدول العربية المجاورة، فالحراك المجتمعي لن يرهبه بطش أو تغول، والتاريخ غير جامد، ولن يتوقف عند هذا التعدي السافر، وعند لحظة قوة آنية متوهمة، مشدداً على أن تفشي الظلم والتعدي على قيم المجتمع والتطاول على قادة الفكر والإعلام، يؤذن بانطلاق عجلة التغيير. وطالب منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بالإفراج السريع والعاجل عن الصحفية عبد الخالق، و الصحفي الشايب، ووقف الملاحقات للصحفيين وكتاب الرأي وتمكينهم من أداء رسالتهم بمسؤولية وطنية عالية.