9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.89°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.89°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: موفاز يدق طبول الحرب

انتخب حزب كديما الإسرائيلي شاؤول موفاز رئيسا له وفق ما أظهرت النتائج الرسمية والنهائية للانتخابات الحزبية الداخلية ،موفاز وهو في الثالثة والستين من عمره من أصل إيراني هاجرت عائلته عام 1957 لتستوطن بفلسطين المحتلة تمكن من الفوز على تسيبي ليفني رئيسة الحزب وزعيمة المعرضة وحصل على 62 % من أصوات الناخبين تقريبا. لم يشكل فوزه مفاجئة بالنسبة لي وذلك لأن أنصار الحزب وأعضاءه يعتبرون لفني قد أضاعت عليهم وعلى حزبهم فرصة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية عقب فوزهم في الانتخابات العامة السابقة عام 2009 م والتي حصلت فيها كاديما على 28 مقعدا في الكنيست الصهيوني في حين حصل الليكود على 27 مقعدا وعلى الرغم من ذلك فقد نجح نتنياهو في تشكيل الحكومة متحالفا مع اليمين الصهيوني المتطرف بزعامة ليبرمان. جاءت هزيمة ليفي كعقاب واضح لها من جمهور كاديما الذي يعتبرها بل ويتهمها بالمسئولية عن تراجع الحزب وفشله بتقديم برنامج سياسي بديل لبرنامج الليكود، وكذلك فشلها في استثمار الحراك الاجتماعي في الصيف الماضي وتوظيفه ضد حكومة نتنياهو بغرض حجب الثقة عنها وإعادة زمام المبادرة لكاديما لإعادة تشكيل حكومة جديدة برئاسته. [title]أسباب فوزه[/title] أما عن أسباب فوز موفاز فلا يخفى على أحد أن المجتمع الصهيوني يقدس المؤسسة العسكرية ويحترم العسكر وما ذلك لشيء إلا لأنهم يعلقون كل الأمور ويربطون كافة الإجراءات بالأمن ،علاوة على أنهم يعيشون هاجسا دائما اسمه زوال كيانهم اللقيط ،وموفاز بطبيعة الحال كان قد التحق بالجيش عام 1966م وشارك في حرب عام 1967م - تحديدا في منطقة رفح – وتدرج بالمناصب العسكرية حتى أصبح رئيسا لهيئة الأركان، ثم عينه شارون وزيرا للجيش عام 2002 م وكانت باكورة أعماله أن قاد عملية السور الواقي التي استشهد فيها قرابة 250 فلسطينيا وشهدت معركة مخيم جنين وحصار كنيسة المهد في بيت لحم ،بالإضافة لإشرافه على عمليات اغتيال العديد من القادة الفلسطينيين أبرزهم الشيخ أحمد ياسين وأبو على مصطفي وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم الكثير. ومن ناحية أخري يعتبر موفاز من صقور السياسة الصهيونية ولطالما هدد وتوعد بمجابهة الأخطار التي تهدد أمن الكيان خاصة تلك المخاطر الخارجية التي لها علاقة بأمن كيانهم المزعوم ،مثل التهديد الإيراني الذي يرتجف الصهاينة خشية منه ،كذلك كان موفاز قد صرح مرارا بأنه يرغب بتزعم حركة الاحتجاجات الاجتماعية ضد سياسة الدولة وحكومة نتنياهو التي يعتبرها مجحفة بحق بعض فئات المجتمع الصهيوني وهى من أكثر العوامل الداخلية استحواذا على اهتمامات الجمهور الصهيوني. هذا بالإضافة لأسباب حزبية داخلية كانت تتردد على ألسنة قادة كاديما لها علاقة بقناعتهم بفشل ليفني بتوفير زعامة قوية للحزب وجمع أنصاره ومنتسبيه على كلمة سواء ،كذلك وإخفاقها بتشكيل تحدي حقيقي لنتنياهو وسياسة حكومته مما أفرغ المعارضة من محتواها وجعل منها معارضة بروتوكولية فقط. [title]تداعيات فوزه[/title] فوز شاؤول موفاز بزعامة حزب كاديما له تداعياته الخطيرة على أكثر من صعيد فهو صاحب تاريخ عسكري طويل ومعروف عنه التمتع بقدرات في إدارة الصراع وبسياسة طول النفس في التعامل مع خصومه، وسيكون له إسهامات وأفكار أمنية وخطط عسكرية للتعامل مع غزة بحجة فرض حالة من الأمن في جنوب فلسطين المحتلة ،ولا أعتقد إلا أن تكون تلك الخطط قائمة على الضرب العنيف لغزة مع توفير غطاء سياسي لذلك خاصة وأنهم لا يفصلهم عن الانتخابات العامة سوى عام واحد ومن المتوقع أن يكون له حظوظ وافرة بتشكيل حكومة الكيان القادمة. وعلى صعيد الاستيطان فسيشهد الاستيطان – في عهده - حركة نشطة في الضفة الغربية المحتلة وما ذلك لشيء إلا لأنه لم يكن يوما من الأيام إلا داعما للمستوطنين وهو يعتبر من منشئي مستوطنة " القناة " التي أقيمت عام 1977م في شمال الضفة الغربية ،ومؤخرا شهدت سيرته مناصرة واضحة ودعما أكيدا وقويا لجهود المستوطنين ومشاريعهم بصفته رئيسا للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني. أما بالنسبة للملف الإيراني ففي الظاهر سبق وأن صرح علانية أنه ليس معنيا بمواجهة إيران عسكريا وان هذا الأمر من مهمة العالم الحر ودوله الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وأنه لا يجب على (إسرائيل) أن تواجه الخطر الإيراني منفردة ،لكن التحليل المنطقي لشخصيته العسكرية يقول أنه ربما يتخذ موقفا مغايرا تماما إذا أصبح على رأس الهرم السياسي وذلك لأهداف لها علاقة بالانتخابات العامة والحزبية وبما يضمن له امتياز الزعيم القومي مما يحقق له إمكانية البقاء في السلطة أكبر مدة ممكنة. [title] خلاصة القول [/title] يعتبر انتخاب موفاز على رأس حزبه مقدمة طبيعية للفوز المتوقع برئاسة الحكومة الصهيونية المقبلة الأمر الذي سيكون له نتائج كارثية تنذر بدق طبول الحرب والإجرام على المنطقة بما فيها غزة ولبنان وقوى المقاومة فيها وكذلك الملف الإيراني ،ورغم اعتقادنا بأن الكيان سيقترب أكثر – في عهد موفاز المنتظر - من الراديكالية والتطرف والاعتداء على الاخرين وتهديد امن الدول المجاورة وسفك دماء مواطنيها ومقارعة جماعات المقاومة والممانعة أينما وجدت إلا أن اعتقادنا بقرب انحصار مشروعه وتفككه بل والسير باتجاه الزوال والنهاية لهو السيناريو الأكثر حتمية والأقرب حدوثا بإذن الله.