12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
17.2°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة17.2°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

حُرمت والدتها مرافقتها

تقرير: الرضيعة "نصار".. حال معبر رفح دون علاجها ففارقت الحياة

الطفلة نور معتز نصار
الطفلة نور معتز نصار
المحافظة الوسطى - فلسطين الآن

إن كنت من سكان قطاع غزة فلا فرق بين مواطن وآخر في مسألة العلاج، الكل بشأنه مشغول، وبحاله "ملخوم"، وبمصارعة المرض وقساوة الألم يدور، وعلى أبواب فندق الأمل الكل مرابط يُمني النفس بالحصول على تحويلة للعلاج بالخارج، لكن أمرها عجيب، والحصول عليها يستغرق الوقت الطويل، ولكن قد يكون الحصول عليها بلا فائدة ترجى نظرا لسياسة الأمر الواقع التي يمر بها قطاع غزة.

الحصول على تحويلة للعلاج بالخارج أمر في غاية الصعوبة في قطاع غزة، لما تتطلب من شروط قلصت الحالات المسموح لها بالسفر للعلاج، لكن إن وقع نصيبك على العلاج بجمهورية مصر العربية فاقرأ على تحويلة علاجك السلام، وداوم على المسكنات والأدوية التي تقلل من تفاقم مرضك داخل غزة، فحال معبر رفح أكبر من أن يفتح لشخص يطلب العلاج ؟!.

ولقوافل شهداء الحصار سلسلة طويلة من الأرقام، طوى إغلاق معبر رفح حياتهم، وتسبب لذويهم بحسرات وعذابات بلوم النفس مخافة التقصير بحق أبنائهم الذين رحلوا على أعتاب البوابة السوداء، التي لم ترحم مريض، ولم تقدر محتاج، ولم تراعِ جوار، وأوصدت أبوابها بوجه جار حمى حدودها وراعى جنودها طيلة سنوات الجوار.

معبر مغلق وحالة حرجة

الطفلة نور معتز نصار من سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ولدت قبل خمسة شهور بثقب في القلب، وعانت منذ ولادتها من عدة أمراض عجز الأطباء في غزة عن تشخيص حالتها بحسب أقوال خالها محمد.

وحمّل خال الطفلة محمد أسباب وفاة نور إلى استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، معللا بعدم وجود الأجهزة والإمكانيات اللازمة بفعل الحصار في مستشفيات قطاع غزة.

وأوضح أن الطفلة نور حصلت على تحويلة للعلاج بالخارج إلا أنها اصطدمت بأبواب معبر رفح الموصدة، فعانت أيام كثيرة على أمل الخروج للعلاج داخل مصر الشقيقة، غير أن معبر رفح كان أكبر من أن يدخل الأحياء للعلاج، واقتصر خلال هذا العام على فتحه لمرتين وعدد من الأيام لإدخال جثث من ارتقوا إلى ربهم داخل الأراضي المصرية.

تحويلة باللحظات الأخيرة

وتابع خال الطفلة نور :"ما بين وحدة العلاج بالخارج، ومستشفى الرنتيسي، ومستشفى المقاصد، تم التنسيق لإخراجها للمقاصد عبر ‫‏معبر إيرز، وبعد تأجيل الموعد عدة مرات وافق الاحتلال على خروجها لمستشفى المقاصد برفقة عمة أمها، حيث حرم الاحتلال والدتها من مرافقة ابنتها الرضيعة ذات الـخمسة شهور وإلقاء نظرة الوداع عليها بحجة أنها ممنوعة أمنيا".

خرجت الطفلة نور للعلاج بمستشفى المقاصد بتاريخ 23 مايو من الشهر الجاري، بعد تأخر خمسة شهور في علاج حالة مرضية حرجة، ورحلت إلى ربها بتاريخ 29 من ذات الشهر بعد معاناة مع المرض داخل مستشفى المقاصد؛ لتكون شاهدة على ظلم ذوي الجار، وجبروت المحتل الذي حرم والدتها من مرافقتها، وحسرة الأهل على قلة ذات اليد، والتسليم بقضاء الله وقدره.

وختم خال شهيدة الحصار الجديدة حديثه بقوله :"اليوم يأتي الخبر ‫‏وفاة ‏نور من المستشفى لتنطوي مرحلة من العذابات استمرت قرابة خمسة شهور، ويبقى العديد من الأطفال والمرضى في ‫‏قطاع غزة ينتظرون أحدا يمنحهم قبلة الحياة".

واكتفى والد الطفلة معتز بقوله :"لله ما أعطى، ولله ما أخذ، ولله ما أبقى، وكل شيء عنده بمقدار، اللهم اجعلها سابقة لنا وطيرا في الجنة، والملتقي ابنتي مع أعمامك والبقية في الجنة".

وعلق عم شهيدة الحصار نور بقوله :" المرضي في غزة يموتون مليون مرة قبل الحصول على تحويلة للعلاج بالداخل المحتل، أطفالنا في عنق من؟!".

وما بين معبر رفح المغلق، وسياسة الاحتلال الأمنية بحق قطاع غزة، وتكدس التحويلات في وحدة العلاج بالخارج، يقبع داخل قطاع غزة مئات المرضى الذي علقوا آمالهم برب كريم بعد فقدان الأمل بجارٍ كان فيما مضى من تاريخه حكيم.

13335827_900148450131354_457075474628898405_n 13344555_704108526394953_8782379212848682926_n