استعدادا للشهر الفضيل، اكتظت الأسواق العامة بالمتسوقين، الذي يقبلون على شراء الأطعمة بأنواعها المختلفة.
في سوق نابلس، بالكاد يستطيع المرء التحرك بين أزقته التي تصطف على طرفيها بسطات الطعام والشراب.
وفي وقت، يبدو الإقبال على شراء الملابس والأحذية في تراجع، تزدهر الحركة على باعة الخضار واللحوم والحلويات والكعك المحلي.
يقول أحد باعة الكعك إن "المواطنين يقبلون على شراءه لتناوله وقت السحور.. فهو خفيف على المعدة ولا يسبب العطش، كما أن إعداده لا يحتاج جهدا كبيرا، فيكفي أن تغمسه مع كأس من الشاي ويصبح جاهزا للأكل".
وأوضح لـ"فلسطين الآن" أن "منتجاته من الكعك تراعي كل الأذواق، فهناك الكعك السادة (أي دون إضافات)، وهناك الكعك الحلو أو المسمسم (المخلوط بالسمسم)، وسعر الكيلو الواحد من مختلف الأنواع في متناول اليد بين 10-14 شيكلا".
اللحوم.. في العلالي
وبات رفع الأسعار ديدان رمضان، وهو ما يرجعه البعض لاحتكار التجار للسلع الأساسية، أو الطمع الذي يسيطر على بعضهم نظرا لشدة الاقبال على بضاعته.
ويباع الكيلو الواحد من لحم الخاروف بنحو ثمانين شيكلا أي أكثر من عشرين دولارا، وهو ما لا يقوى عليه الفقراء أو ذوي الدخل المحدود.
يقول الجزار محمد أبو زنط صاحب محل لبيع اللحوم، إنه "يسعى ألا يرفع سعر اللحوم بأنواعها المختلفة، لكن السعر يرتفع عليه بصفته بائع بالمفرق من تجار المواشي أو أصحاب الملاحم الكبرى، التي تذبح يوميا عشرات الخراف والعجول".
وتابع "نبيع الكيلو فعلا بثمانين شيكلا وأعلم أنه رقم كبير خاصة للعائلات المستورة التي لا تشتريه، أو أنه يصلها من أهل الخير.. لكن بالمقابل هناك لحوم العجول أو المواشي أو الأبقار وهي في متناول اليد، ولا يزيد الكيلو عن 40 شيكلا".
المجمد.. أرخص
أما صاحب متجر لبيع اللحوم المجمدة فيؤكد أن الإقبال على بضاعته غير مسبوق.
وقال "لم يعد هناك في المخازن والثلاجات الكبيرة لدي أية بضاعة.. هناك شراء جنوني للحم الحبش سواء الكفتة أو الشقف، أو العجل المجمد. وهذا شيء منطقي، لأن سعر الكيلو متوسط ويمكن لرب الأسرة أن يشتريه وتعد زوجته من خلاله وجبة إفطار شهية".
وتابع "نحرص على جودة منتجاتنا، ونتأكد من صلاحياتها للاستهلاك الأدمي، ونحفظها ضمن درجات حرارة علمية ومدروسة".
اللحم الأبيض
سوق اللحم الأبيض (الدجاج) يبدو منتعشا جدا، فكيلو الدجاج المنظف بـ8 شواكل، وفي أغلى المحلات يصل إلى 9 أو 10، ويمكن شراء دجاجتين بمبلغ أقل من 50 شيكلا، وتكفي لعدة وجبات من الطعام، كما يؤكد أبو الحسن السرطاوي صاحب محل لبيع الدجاج.
يقول "خلال اليومين الماضيين ذبحت أكثر من ألف دجاجة في محلي الصغير هذا.. وها أنا أطلب من التجار توريد المزيد منها نظرا لشدة الإقبال عليها، فاللحم الأبيض أرخص من الأحمر بكثير، ومذاقه أيضا طيب ويلقى قبولا كبيرا".
التقيد باللوائح
ويسعى المسئولون إلى التأكد من تقيد التجار بإشهار الأسعار وعدم التلاعب بها بناء على قانون حماية المستهلك، إضافة لالتزامهم بشروط الصحة والسلامة العامة خلال عرض وتخزين المواد الغذائية.
من أجل هذا، تنظم المؤسسات المدينة الرسمية والأهلية جولات على الأسواق بهدف تعزيز الرقابة عليها، والتأكد من خلوها من الأغذية والبضائع الفاسدة، وتفعيل وتكثيف دور المؤسسات المعنية لحماية المستهلك ومراقبة اسعار المنتجات خلال شهر رمضان.
وحسب نائب رئيس بلدية نابلس الدكتور خالد قادري، فقد عملت البلدية طوال الفترة الماضية على تنظيم الأسواق وإزالة التعديات عن الأرصفة والشوارع لتسهيل حركة في منطقة المركز التجاري والمنطقة المحيطة به.
وأضاف قادري أنه سيتم تكثيف الجولات التفقدية طوال فترة شهر رمضان المبارك من أجل التأكد من عدم استغلال المستهلكين من بعض التجار.
من جهته، أكد مدير مديرية الاقتصاد الوطني في محافظة نابلس بشار الصيفي أنه لن يتم التهاون مع كل من يروج أو يبيع سلع غذائية فاسدة أو منتهية الصلاحية، وإذ تعمل الطواقم المعنية على تنفيذ جولات تفقدية للأسواق والمطاعم والمرافق السياحية.
وطالب الصيفي المواطنين بالخروج عن السلبية والإبلاغ عن أي تاجر يتلاعب بالأسعار أو يبيع مواد وبضائع منتهية الصلاحية، من خلال الاتصال على الأرقام المجانية لوزارة الاقتصاد التي تعمل على مدار الساعة.