لاقى قرار وزارة الاقتصاد في حكومة رام الله القاضي بتحديد سعر كيلو الخبز بـ 3.5 شيقل خلال شهر رمضان الفضيل ارتياحا لدى المواطنين لا سيما في ظل انقطاع الرواتب وتدهور الاوضاع الاقتصادية، في حين تباينت وجهة نظر أصحاب المخابز من مدينة إلى أخرى. وأوضحت الوزارة أن تحديدها لسقف سعر كيلوغرام الخبز بـ3.5 شيقل، جاء نتيجة دراسات علمية ومتابعة حثيثة لمدخلات إنتاج الخبز الثابتة والمتغيرة على مدى سبعة أشهر خلت، مؤكدة أنها ستتابع العمل من أجل حماية المستهلك، بالتعاون مع كافة الشرائح التجارية. وفي الوقت الذي أعلن فيه أصحاب المخابز في محافظات أريحا والأغوار، رام الله، والخليل عن التزامهم بالقرار، أعرب زملائهم في محافظات جنين ونابلس وبيت لحم عن عدم تقبلهم للقرار بتخفيض سعر الخبز من أربعة شواقل إلى 3.5 شيقل في رمضان. [title]فقط برمضان[/title] غير أن موافقة أصحاب المخابز على تخفيض السعر، جاء مقترنا بشرط إعادة النظر بالتسعيرة بعد الشهر الفضيل. وقالت نقابة أصحاب الأفران والمخابز إن قرارها بالالتزام في المحافظات المذكورة جاء "تضامناً مع أبناء الشعب الفلسطيني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ومراعاة لظروفهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وبعد التشاور والتنسيق مع وزارة الاقتصاد الوطني والغرف التجارية في مناطقهم". بدورهم علل الرافضون للقرار موقفهم بكون سعر التكلفة يفوق السعر الذي حددته وزارة الاقتصاد، مؤكدين أن تخفيض سعر الخبز لا يتماشى مع التزاماتهم وتكاليف صناعته، من مصاريف الكهرباء وأتعاب العمل وعملية الصيانة للمعدات، معربين عن أملهم أن تقوم الوزارة بإعادة النظر في القرار. وفي خطوة احتجاجية أغلقت المخابز في بيت لحم ونابلس أبوابها ليوم واحد، واعادت فتحها بعد وعود بدراسة الملف من جديد من قبل الوزارة والجهات المختصة. [title]خطوة جيدة[/title] من جهتهم، فقد عبر المواطنون، خاصة موظفو السلطة الحكوميين عن ارتياحهم للقرار. وقال امجد سلمان عامر من نابلس إنه مرتاح لخفض السعر، وكان يأمل أن تكون قيمته أكثر من نصف شيكل. وفي اتصال هاتفي مع شبكة "فلسطين الآن" أضاف: الكل يعلم وضعنا في ظل توزيع نصف الراتب فقط، ونحن على أبواب رمضان الذي يحتاج إلى ميزانية خاصة، لذا "فالشيكل بيفرق معنا"، خاصة عندما تكون عندك عائلة كبيرة، وتحتاج الى ثلاث كيلوات من الخبز يوميا للوجبات الثلاث. زميله في العمل محمود نصر يشاركه الرأين قائلا: "الخبز مادة رئيسية واساسية على كل الموائد وفي كل الاوقات.. وتحديدا وقت السحور. وأنا عندي أطفال صغار يصومون ويحتاجون إلى أن يقتاتون جيدا". وتابع "كان يجب ان يكون الخصم أكثر من هذا.. وعلى أصحاب المخابز أن ينظروا بعين الرحمة للمواطن الفقير والمحتاج". أما ميسون سلامة وهي ربة أسرة وزوجها عاطل عن العمل فطالبت ببقاء التخفيض حتى بعد رمضان،وقالت "نتمنى أن يشمل التخفيض كل السلع الاساسية وخاصة المواد الغذائية، فأقل مشوار إلى السوق يحتاج لمائة شيكل، التي لا تكفي إلا للقليل القليل.. فالغلاء فاحش والدخل معدوم، لولا رجالات الخير لكنّا في حال يرثى لها". أما غسان سعد من رام الله، فعلق على إلتزام بعض المناطق بالقرار ورفض آخرين بقوله: "لا ادري، هل الطحين المستخدم في الخليل ورام الله ارخص من المستخدم في نابلس وجنين؟ كمواطن غلبان، انا مع تخفيض سعر الخبز الى 2 شيكل، ولكن في نفس الوقت، اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع، فاصحاب المخابز يطلبون قبل تخفيض سعر الخبز إلغاء او تخفيف الضرائب على الطحين.. الحكومة تقول ان سعر 3,5 شيكل تم التوصل اليه بعد دراسة استمرت 7 شهور لاسعار مدخلات الانتاج، واصحاب المخابز يقولون ان اسعار الطحين لم تتغير... لا ادري من نصدق؟".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.