غردوا طيوراً راحلين إلى السماء دون أخذ الإذن من أحد، لم يعلموا أن الدموع لن تجف بعد رحيلهم، طيوراً كانوا هنا محلقين وفي أرجاء البيت كانت تدوي ضحكات ثلاثتهم، لم يعلموا أن قناتهم المفضلة ستزورهم يوماً بعد أن رددوا أناشيدها فرحين، فاليوم زارتهم بعد أن قضوا في عداد طيور الجنة . من بقاع دولة الأردن الشقيق حيث تسكن قناة طيور الجنة جاء "إبراهيم السيلاوي" ممثلاً عن قناته، حاملاً تعازيه لأطفال القناة من ضحايا الشموع الذائبة في ليلهم الحالك والتي أشعلت شمساً حرقت ثلاثة من أطفال آل بشير. التقى السيلاوي بوالد الأطفال الثلاثة، وبعد أن تقبل والد الشهداء واجب العزاء من طاقم القناة قال لهم:"كان أطفالي الثلاثة يفضلون قناة طيور الجنة التي لم نكن نخالف رأيهم يوما بأن نشاهد غيرها"، وتابع قوله: "أطفالي من عشاق قناتكم، وكنت أردد دوما معهم أناشيدها وأدندن معهم فضحكاتهم البريئة تسعدني". وكان للقاء السيلاوي بذوي الشهداء الأطفال بمثابة الماء البارد على قلوب آل بشير، فقد اشتموا رائحة أطفالهم الراحلين عبر طاقم طيور الجنة أصحاب أرقى النجوم الطفولية. ولقناة طيور الجنة صدى كبير بين أطفال قطاع غزة، خاصة وأنها لمتنفس الترفيهي الذي يجده الأطفال بعد أن تنزاح عنهم عتمة ليل حالك، فتتردد على ألسنتهم بعض أناشيدها مثل: "لما نستشهد بنروح الجنة".