وسيلة تسويقية رائجة تنتهجها العديد من المطاعم في شرق آسيا أهمها اليابان من أجل جذب الزبائن، وذلك عبر عرض قائمة طعام فعلية على الواجهة الزجاجية الأمامية للمطعم. لكن ما تعرضه تلك المطاعم ليست أطباق طعام حقيقية، وإنما نسخ مقلدة مصنوعة بإتقان شديد من البلاستيك يتم شراؤها وفق الطلب من مصنع متخصص بصناعة المأكولات وأصناف الطعام البلاستيكية المختلفة في اليابان!
فمعظم أصناف الطعام البلاستيكية في اليابان تأتي غالبا من مكانٍ واحد، مدينة غوجو الصغيرة التي تُعرف بأنها المركز التاريخي القديم لصناعة الطعام الوهمي البلاستيكي. في مصنع هذه المدينة، يقوم صاحب المصنع ساتو آيكبوكي مع الموظفين الحرفيين الآخرين بتصميم ونحت وصناعة أصناف الطعام المختلفة من حساء الرامين إلى السوشي، السلطعون، الفواكه والخضروات المختلفة، الحلويات، وجميع أصناف الطعام التي يُمكن أن تفكر بها! وكل ذلك من البلاستيك!
عند الدخول إلى المصنع، فإنك ستلاحظ أنه يعج بالموظفين والحرفيين، وذلك لأن جميع القطع وأصناف الطعام يتم صناعتها يدويا وليس عبر الآلات، وفسّر صاحب المطعم السبب في ذلك، وهو أن الطعام البلاستيكي المصنوع عبر الآلات أقرب إلى الألعاب البلاستيكية، أما ما يُصنع يدويا فلا تكاد تميزه عن الحقيقي!
وأصبحت صناعة الطعام البلاستيكي جزءاً من الثقافة والحضارة اليابانية، فقد بدأت هذه الصناعة منذ 1930s وازدهرت في الخمسينيات، وأصبحت أطباق الطعام البلاستيكية تنتشر في كل مكان، ليس فقط في المطاعم، بل أيضا في المنازل والمتاحف والمصانع. وعلى اختلاف الأصناف البلاستيكية من الطعام، فإن سعرها ليس بالزهيد، حيث يبدأ سعر القطعة الصغيرة من 300 ين ياباني، أي ما يعادل 3 $ أمريكي، وقد يصل السعر للقطع الكبيرة كالسلطعون مثلا من 50 ألف إلى 100 ألف ين، أي ما يعادل 450-1000 $ أمريكي.
العمل في مصنع المأكولات البلاستيكية يحتاج إلى تدريب مكثف وطويل لإتقان المهنة، وتختلف المدة التي يحتاج إليها كل صنف ليُصبح جاهزا، فمثلا، طبق حساء الرامين يستلزم ثلاث ساعات ليُصبح جاهزا، في حين أن صناعة السمكة تحتاج إلى أيام!
الفيديو التالي يُسلط الضوء على صناعة الطعام البلاستيكي في مدينة “غوجو” اليابانية المعروفة بهذه الصناعة منذ القدم.
