مصطفى الصواف يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يصر على عدم إطلاق سراح الجندي الأسير شاليط من خلال رفضه الاستجابة لشروط المقاومة الفلسطينية ورفضه لكل النصائح التي قدمها له ضباط كبار في الأجهزة الأمنية، سابقين، وكأنه يسعى إلى أن يصبح ملف شاليط في مهب الريح أو يلقي به إلى المجهول. نتنياهو يعتقد أن قيامه بعمليات الاغتيال لمن يشتبه بهم من وجهة نظره أنهم شاركوا في عملية الأسر، كما حدث مع الشهيد تيسير أبو سنيمة سيؤثر كثيراً على كتائب القسام أو المجاهدين فيها، أو يزرع الخوف والتردد في نفوسهم خشية الموت أو الأسر، ناسيا أن الفلسطينيين عامة والمجاهدين خاصة بايعوا الله على الشهادة في سبيله ثم من أجل الوطن، فالاغتيالات والملاحقة تحت حجج ومبررات باطلة أو صحيحة لن تغير في المعادلة شيئاً؛ لأن عقلية الصهاينة هي عقلية إجرامية إرهابية، لأن هذه العقلية التي توجه قنابلها وصواريخها إلى بيوت الآمنين عمدا وبتخطيط مسبق كما حدث مع أطفال عائلة الحلو أو مع عائلة قديح التي استشهدت فيها الأم وابنتها وهما آمنتين داخل بيتهما. إن اغتيال من خطط أو نفذ عملية الأسر في معركة عسكرية بطولية لن يفيد في الأمر شيئا، ولن يؤثر على القوى الآسرة للجندي ولن يوصل قوات الاحتلال وأجهزة مخابراتها إلى أي معلومة عن شاليط بعد أن عجزت هذه الأجهزة عن ذلك واعترفت بعجزها، وفي نفس الوقت لن يخفض من سقف المقاومة وشروطها، ولن يؤدي إلى إطلاق سراح شاليط، وإذا استمر نتنياهو في تعنته ورفض الاستجابة لشروط المقاومة ورفض نصائح قادته العسكريين السابقين والحاليين للاستجابة للشروط، فالمصير الذي ينتظر شاليط مصير غامض ويسير نحو المجهول، وقد يصل الأمر إلى أن يكون مصيره كمصير الطيار رون آراد، الذي فقط في لبنان وسيتحسر على شاليط كما تحسر على آراد . أما عن ما سربته الصحافة العبرية من أن نتنياهو أو المستوى العسكري الإسرائيلي أبلغ ناعوم شاليط والد الجندي المأسور بنيته اغتيال الشهيد أبو سنيمة وموافقته على ذلك، فهو موقف ليس غريبا أو مستهجنا، كون ناعوم ضابطاً في الجيش الإسرائيلي وهذا يعني أنه أحد الإرهابيين مثله مثل كل الصهاينة الذي يعيشون في الكيان الغاصب لأنهم جميعا أصحاب عقيدة إرهابية جبلوا عليها وتشربوها من خلال ما يتعلمونه من عنصرية وحقد وكراهية. وكان الأولى بـ (ناعوم شاليط ) أن يحض نتنياهو والمستوى العسكري على الاستجابة للعقل والمنطق وعدم ارتكاب مزيد من الإرهاب والعمل على إطلاق سراح ابنه وفق شروط المقاومة التي لازالت تحتفظ به منذ حوالي خمس سنوات وفي ظل الفشل الذي أصاب حكومته وأجهزتها الأمنية في الوصول إلى ما يؤدي إلى إطلاق سراحه دون الصفقة. أيام قليلة تفصلنا عن يوم الأسير الفلسطيني، وفي هذه المناسبة يجب على نتنياهو أن يدرك قبل الأسرى الفلسطينيين أن شاليط لن يرى النور ولن يطلق سراحه ولن يتمكن من الوصول إليه ما لم يتم تنفيذ الصفقة، هذه هي صورة الواقع ودونها يبقى نتنياهو وأجهزته الأمنية في تخبط ويبقى شاليط في الأسر. أما الأسرى فهم أكثر الناس علما بأن شروط المقاومة لإتمام الصفقة لن تتغير، وأن ملف الأسرى سيبقى من الملفات صاحبة الأولوية لدى المقاومة التي لن تقيل أو تستقيل ولن تستسلم للمحتل وستسعى جاهدة بكل الوسائل والطرق حتى يرى الأسرى النور، وإن غداً لناظره قريب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.