تمر اليوم السبت، الذكرى السنوية الثانية لشهيد الفجر.. والذي بشهادته انطلقت شعلة الغضب وانتفضت قلوب المقدسيين والفلسطينيين لتحرق الأرض من تحت أقدام المحتلين، خطف الطفل المقدسي محمد حسين أبو خضير وتعذيبه وقتله حرقاً على أيدي 3 مستوطنين تجلت أبشع أنواع القتل بحق طفل يانع لم يتجاوز الـ 17 عاماً، وظهر فيها الحقد والعنصرية بأسوأ صورها.
جريمة نكراء وبشاعة فضيعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد قاموا بصب كمية من البنزين في فم الطفل محمد، ثم حرقه حياً، وقد أثبت التشريح هذه الجريمة الإرهابية النكراء.
ذكرى أليمة
"في رمضان كان يصحو محمد من نومه في ساعات الظهر، ويتصفح هاتفه، قبل استشهاده بيوم جاء ليقول لي "هل سمعتي حاول المستوطنون اختطاف أحد الأطفال من بيت حنينا... أخبرني محمد بذلك ولم يكن يعلم أنه سيكون الضحية لهذه العصابة المجرمة."! بهذه الكلمات بدأت والدته الحديث.
ويقول والدا محمد عن أصعب الذكريات: "صادف حفلة تخريج محمد من مدرسة "عمال الصناعية" العام الماضي، وتم دعوتنا من إدارة المدرسة، وسُلمنا "شهادة محمد" ووضعت صورته على كرسي مع أسمه عشنا حينها أصعب اللحظات، بكاء متواصل على قتل طفلنا وسرقة حلمه بأن يصبح مهندسا كهربائيا ، تمنينا أن يكون محمد جالسا بين أصدقائه جسدا وليس صورة، حاولنا الفرح لزملائه لكن الحزن والتعب أرهقنا لأيام بعد حفل التخريج.
وأضافا:" 3 مستوطنين حاقدين حرموا محمد من حلمه وتعليمه...لكن محمد حصل أفضل الشِهادات.. فقد حصل على شرف الشَهادة، يظن "القتلة" بأن ما قاموا به "عمل بطولي" لكنه "عمل جبان" أكرمه الله بالشهادة.
وتتذكر والدة محمد علاقاتها المميزة مع ابنها محمد وتقول: "علاقة خاصة ومميزة كانت بيني وبين محمد، كان مرحا وروح المنزل يحرص على إرضائي في كل الأوقات".
ولا تزال والدته تحتفظ بأغراض طفلها محمد "حقيبته المدرسية كتبه وأوراقه ودفاتره... نقوده... عطوره.. وغيرها من الذكريات الجميلة لمحمد في المنزل.
وقود الانتفاضة
دماء الطفل الشهيد محمد أبو خضير، وحرق منزل عائلة الدوابشة واستمرار جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني شكلت وقود للثورة وشرارة للانتفاضة الثالثة في وجه العدو الإسرائيلي.
وتشهد مناطق الضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل، والحدود الشرقية لقطاع غزة توتراً منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، بسبب إصرار قطعان المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال بشكل يومي، تنفيذاً لخطة التقسيم الزماني للمكان والتي يرفضها الفلسطينيون.
محاكمة هزلية وتحريض مسبق
وفي تشجيع على المزيد من القتل، ومماطلات مستمرة أصدرت ما يسمى المحكمة المركزية الإسرائيلية على مستوطنين اثنين في الرابع من شهر شباط الماضي، الحكم وفرضت عقوبة السجن المؤبد على أحدهما والسجن 21 عاما على الآخر، إضافة إلى غرامات مالية، بعد إدانتهما بقتل وخطف الطفل أبو خضير.
وسبق مقتل الطفل الشهيد أبو خضير بيوم تحريض عضو الكنيست أيليت شكد الشارع اليهودي على قتل أطفال الفلسطينيين ووصفت الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغار.
ففي صيف 2014 أثارت شاكيد انتقادات العديد بعد أن نشرت على صفحتها على فيسبوك ما قاله صحفي مؤيد للاستيطان ويشبّه فيه الأطفال الفلسطينيين الذين "يؤذون الإسرائيليين بأنهم "ثعابين صغار".
ونشرت شاكيد ذلك قبل يوم واحد من تعرض الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير للضرب والحرق حتى الموت على يد مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين.