23.57°القدس
23.28°رام الله
22.19°الخليل
26.47°غزة
23.57° القدس
رام الله23.28°
الخليل22.19°
غزة26.47°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

عيد الضفة

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

عيد الفطر السعيد في الضفة الغربية ينغصه الاحتلال كل عام ويحوله إلى عيد منقوص الفرحة والبهجة ويسلب الفلسطينيين ويستكثر عليهم أن يفرحوا كبقية الشعوب والدول في أعيادهم ومناسباتهم السعيدة وبرغم ذلك ينتزع مواطنو الضفة من حلق الاحتلال فرحة وإن بدت منقوصة إلى أن تحين الفرحة الكبرى بكنسه والخلاص منه.

الموت البطيء، والآثار السلبية المميتة للجدار والاستيطان، وحملات الاعتقال المتواصلة مع مرور الوقت تقتل الضفة أكثر فأكثر ولا تكاد ترى الفرحة أو البسمة على وجوه مواطني الضفة إلا تصنعا من أجل فرحة الأطفال الصغار والذين لا يدعهم الاحتلال حتى أن يفرحوا كبقية أطفال العالم.

كيف يفرح من هو واقع احتلال ظالم متغطرس وكيف تفرح الضفة ولها قرابة 7000 أسير من بينهم 70 أسيرة وقرابة 400 طفل أسير، يتفنن السجان في عقابهم وزيادة معاناتهم على مدار الساعة.

في الضفة تفتقد الفرحة التي تحل محلها أحزان متعددة لأحوال متراجعة ومتردية، حيث يتجرع أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني مرارة الوقوف على الحواجز، التي تذل الإنسان وتجبر الفلسطيني على التعري بحجة التفتيش.

7000 أسير فلسطيني تأكل القضبان الحديدية من أجسادهم ولحومهم، لأجل حرية الوطن المسلوبة حريته على يد شذاذ الآفاق من محتل جبان لا يعرف غير لغة القتل والسيطرة والهيمنة وطرد وتهجير الإنسان الفلسطيني.

في الضفة جدار يلتهم أخصب أراضيها ويقطعها ويحولها إلى معازل وكانتونات يتحكم بفتحها وإغلاقها جندي صهيوني أتى من دول شتى وزعم زورا وبهتانا أن هذه الأرض له منذ آلاف السنين تحت منطق القوة الغاشمة.

ليس الجدار وحده يدمر ويخرب حياة ونمو الضفة، فمئات الحواجز تذل وتقهر الفلسطينيين قاتلة بذلك فرحة العيد ومضيفة مزيدا من الحقد والكره وانتظار ساعة رحيل الاحتلال بكل شوق .

لا يكاد يخلو يوم من ممارسات الاحتلال التوسعية وقتل وجرح وحرق حقول الفلسطينيين، ومنظر المستوطنات على تلال الضفة يضيف غصة في القلب لما وصل إليه حالنا من هوان على قطاع الطرق والعصابات من الاحتلال.

ما أكثر العبر وما أقل المعتبر ففي الوقت التي تتحد فيه دول أوروبا في "الاتحاد الأوروبي" باستثناء بريطانيا المتكبرة لتزيد بذلك قوتها وكحالة متقدمة ومتطورة، نرى أنفسنا نسير نحو تجزئة غير مقبولة وغير معقولة وكأن عقولنا في حالة سبات وحالة تعطيل لا نعرف إلى أي مدى سوف تطول وتستنزف طاقات الشعب الفلسطيني، وتمنع عنه فرحة العيد وحتى أية فرحة أخرى.

لسان حال أهل الضفة يدعون الله ألا تطول هذه الفترة، وأن يتحقق جمع الشمل الفلسطيني بعد العيد لعلها تعوض شيئا من فرحة العيد المفقودة، ويتحول عيدنا القادم من عيد حزين إلى عيد سعيد.

قضت نواميس الكون والقوانين الإلهية أن الظلم لا يدوم سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول والحضارات، فالكون وجد على أساس ميزان دقيق في كل شيء وخاصة في تحقيق العدالة والتي تتحقق ولو بعد حين ولن يطول وقت عودة الفرحة الكاملة بعيد الفطر السعيد، ويكون سعيدا بحق عند رؤية المستوطنين واليهود يخرجون من فلسطين المحتلة، ويعود كل واحد منهم إلى بلده وموطنه الأصلي الذي جاء منه"، ويرونه بعيدا ونراه قريبا".