بعد خمس سنوات من الانفصال ما زال جنوب السودان يعاني من صراع واقتتال داخلي تمثل مؤخرا في اشتباك دموي أودى بحياة نحو 300 شخص، تعالت على إثره الأصوات الدولية المنددة بالمجزرة.
إذ ندد العديد من مسؤولي الدول الكبرى وأعضاء مجلس الأمن الدولي بالمجزرة التي أفضت إلى 272 قتيل بينهم 33 مدنيا بعد اجتماع دعت إليه الولايات المتحدة لبحث الوضع في جنوب السودان.
مجلس الأمن يتدخل لحل الأزمة
طلب مجلس الأمن الدولي من الدول المجاورة لجنوب السودان، إثر اجتماعه الطارئ الذي عقد فجر الاثنين 11 يوليو/تموز 2016 المساعدة في وقف القتال الدائر في هذا البلد، ودعا كلا من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ونائبه ريك مشار إلى وضع حد للاشتباكات والمواجهات في بلدهما، وكذلك زيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية.
وندد الأمين العام للأمم بان كي مون في بيان له "أشعر بإحباط شديد جراء استئناف القتال رغم التعهدات التي قدمها قادة جنوب السودان"، وتابع "هذا العنف الذي لا معنى له، غير مقبول وقد يقوض التقدم الذي أحرز حتى الآن في عملية السلام".
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الخمسة عشر، أكد مجلس الأمن أنه "يدين بأشد العبارات" المعارك الدائرة منذ الخميس 7 يوليو/ تموز، مطالبا الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار بـ"القيام بكل ما بوسعهما للسيطرة على قوات كل منهما، وإنهاء المعارك بصورة عاجلة"، كما عبر عن "صدمة وغضب بشكل خاص" بسبب الهجمات على مواقع الأمم المتحدة
حيث أفاد مسؤول أممي بمقتل جندي صيني من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام إثر الهجمات الأخيرة.
وقالت متحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) إن جنديين آخرين من القوة أصيبا بجروح خطيرة، إذ تعرضت مجمعات الأمم المتحدة في جوبا لإطلاق نار من أسلحة صغيرة وثقيلة.
روسيا تشدد على ضرورة الاستقرار في جنوب السودان
شدد فلاديمير سافرونكوف نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الاثنين 11 يوليو/تموز، على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في جنوب السودان ووضع حد للاشتباكات هناك.
وفي حديث للصحفيين في ختام اجتماع مجلس الأمن الطارئ لبحث الوضع في جنوب السودان قال: "لا بد من إحراز خطوات جدية على مسار تحقيق الاستقرار السياسي" في جنوب السودان، داعيا دول المنطقة إلى تقديم الدعم اللازم للسلطات هناك في هذا الاتجاه.
الولايات المتحدة تسحب موظفيها
من جهتها طالبت الولايات المتحدة، الأحد 10 يوليو/تموز بوقف فوري للمعارك الدائرة في جنوب السودان، وأمرت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها بجوبا بمغادرة البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة المعارك الجديدة التي جرت في جوبا، بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات نائب الرئيس رياك مشار، بما في ذلك الهجمات المحتملة على مدنيين والتي تبلغنا بوقوعها".
تجدد الاشتباكات
ورغم هول المجزرة الأخيرة، تجددت الاشتباكات الأحد 10 يوليو/تموز في مناطق بالعاصمة جوبا، بين القوات الموالية للرئيس سيلفا كير ميارديت وتلك الموالية لنائبه رياك مشار وذكرت المصادر أنه بالإمكان سماع طلقات الرصاص في ضاحيتي جوديل وجبل في جوبا قرب ثكنات للجيش تضم جنودا موالين لمشار.
حيث أفادت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في حسابها على " تويتر" بأن هناك "أعيرة نارية وتبادلا كثيفا لإطلاق النار مستمرا منذ الساعة الخامسة والربع صباحا بالتوقيت العالمي".
272 حصيلة قتلى الاشتباكات الدموية الخميس 7 يوليو/تموز2016
يذكر ان صدامات عنيفة اندلعت في جوبا منذ الخميس الماضي 7 يوليو/تموز 2016، بين قوات موالية للرئيس سلفاكير وأخرى تتبع لنائبه مشار، وذلك في أول عنف دموي في العاصمة منذ اتفاق السلام الهش الذي وقع في أغسطس/آب 2015 وعودة مشار إلى جوبا في أبريل/نيسان الماضي وتعيينه نائبا للرئيس، أدت لمقتل 272 شخصا بينهم 33 مدنيا، وذلك حسب آخر حصيلة للضحايا أعلن عنها مصدر حكومي.
مراحل مهمة في تاريخ جنوب السودان
يوليو/تموز 2011: استقل جنوب السودان بعد حرب لأكثر من 20 عاما راح ضحيتها 1.5 مليون شخص وأدت إلى نزوح أكثر من 4 ملايين.
ديسمبر/كانون الأول 2013: اندلعت حرب أهلية بعدما أقال الرئيس ميارديت حكومته، واتهم نائبه مشار بالتخطيط لانقلاب. ونزح قرابة 2.2 مليون شخص بسبب القتال، وهرب مشار إلى الخارج.
أغسطس/آب 2015: الرئيس ميارديت يوقع اتفاق سلام مع المتمردين بعد تهديدات بعقوبات من الأمم المتحدة.
أبريل/نيسان 2016: مشار يعود إلى جنوب السودان ليتولى منصب نائب أول للرئيس في حكومة وحدة جديدة برئاسة ميارديت.