11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
16.82°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة16.82°
الإثنين 02 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: أين حراك الشباب من العدوان على غزة؟!

لمى خاطر الحماسة التي أبدتها التجمعات الشبابية المختلفة وهي تنظم وتحشد لمسيرات إنهاء الانقسام منتصف الشهر الفائت كانت تشي ظاهرياً بأن ثمة روحاً جديدة ستطفو على السطح متجاوزة قيود السلطة وحدودها، والمتابع للخطاب الإعلامي الذي رافق تلك التحركات كان يتوقع موجة عنفوان شبابية فلسطينية حقيقية ومثمرة، وقادرة على امتلاك زمام تغيير البوصلة نحو الأفضل. غير أن المتابع بعين أكثر دقة وموضوعية كان سيعي أن ذلك التحرك – في غالبيته – إنما كان يمضي في غير وجهته المطلوبة، ويستنزف طاقات وجهود الشباب في غير ما فائدة، ولعلّ محطة العدوان الأخيرة على غزة وسقوط كل ذلك العدد من الشهداء دون إحداث أي صدى جماهيري في الميدان، وخصوصاً في الضفة يؤكد ذلك! ففي النهاية ما فائدة أي تحرك لا يقوى على حشد الجمهور انتصاراً لقضية عادلة، أو دفاعاً عن شأن وطني، أو احتجاجاً على سياسات الاحتلال؟ وما معنى التباهي بتأسيس تجمعات شبابية قدّمت نفسها كمعبّر عن نبض الشارع ما دامت ستظل أعجز من أن تنجز تحركاً غير مصرّح به من قبل السلطة؟! هل كان طبيعياً ألا نلمس أثراً لما يجري في غزة داخل ميدان الضفة؟ أم كان يلزم عدواناً شاملاً على غرار الحرب السابقة حتى تخرج مسيرات تضامن خجولة ومقيدة ومحدودة؟ ولماذا غاب ما يسمى بالحراك الشبابي تماماً عن المشهد، وكأن مسألة العدوان لا تعنيه ولا تدخل ضمن أجندته المخصصة فقط لإنهاء الانقسام؟! خصوصاً وأننا بتنا نلاحظ أن المناسبات الوطنية التاريخية كيوم الأرض ويوم الأسير وذكرى النكبة يراد تقزيمها لتخصص إلى كرنفالات لدعاة إنهاء الانقسام، أو من يتقنعون بهذا الشعار فيما عيونهم على أهداف أخرى! بطبيعة الحال فإن هذا وضع مريح للغاية بالنسبة للسلطة في الضفة، فأن تنشغل التحركات الشبابية بقضية الانقسام خير ألف مرة (بالنسبة للسلطة) من أن ينفلت عقال طاقات تلك التحركات باتجاه الاحتلال، ومن أن تدبّ في أوصالها روح الوطنية الحقة فتنحاز للثوابت وتنافح عنها، وتهتف للمقاومة وتطالب بها، وحدها قضية الانقسام من تجعل الجمهور عاتباً أو حانقاً على حماس وفتح بالدرجة نفسها، ووحدها من تجعله يحجم عن الانتصار لغزة حتى لا يفسّر تحركه بأنه تأييد لحماس، كونها العنوان الأبرز في المشهد الغزي على صعيدي الاستهداف والمقاومة. ولذلك؛ لا غرابة أن يغيب حراك (إنهاء الانقسام) عن ميدان الفعل حين يجدّ الجدّ، وحين تكون ضريبة المواجهة أو حتى التظاهر السلمي غالية، وحين ينجلي الضباب عن الحقيقة التي تسرف جهات عدة في إخفائها والتنكر لها، ففي مثل هذه الأوقات يتصدّر الفعلَ شباب من نوع آخر، هم أولئك الذين كانوا على الدوام صنّاع فجر الحرية وطلابها، وهم الذين كنا نقول عنهم دائماً إنهم ما غادروا مشهد النضال يوماً، وإنه لا سبيل للادعاء بأن في الواقع الفلسطيني ثغرة تحتاج أن يملأها الشباب، لأن الميدان كان في مراحلنا الخصبة نابضاً بإرادة الشباب وهمّتهم، ولم يكن حكراً على أحد، لكن المراحل الخادعة والموبوءة هي التي تغيّب نفراً من الناس قسراً وظلما، وهي التي تتيح لبعض المتطفلين أن يملؤوا شقوقها ويبدلوا أولوياتها وخطوط مسارها. العدوان على غزة أعاد أولئك وأعادنا إلى مواجهة الحقيقة، فهو من جهة أنعش ذاكرتنا بصنيع السواعد وهي تخط معادلة متقدمة لمواجهة الاحتلال، وهو من جهة أخرى كشف وعرّى عجز من لا يزالون متأخرين آلاف الخطوات عن ركب الحراك الفعلي الموصل لمرسى أحلامنا!