12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
17.2°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة17.2°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تعيش ظروفا سيئة

عائلة أبو ضهير: اعترفات ابننا أُخذت منه تحت التعذيب

عائلة أبو ضهير: اعترفات ابننا أخذت منه تحت التعذيب
عائلة أبو ضهير: اعترفات ابننا أخذت منه تحت التعذيب
نابلس - مراسلنا

تعيش عائلة الأسير "براء فريد أبو ضهير" من نابلس حالة نفسية بالغة الصعوبة، حزنا على ما ألم به جراء اعتقاله قبل نحو خمسين يوما خلال عودته للوطن على جسر الكرامة، وتحويله للتحقيق فورا في مركز "بيتاح تكفا".

ومنذ ذلك اليوم ينشر والده أستاذ الإعلام في جامعة النجاح بنابلس د. فريد أبو ضهير، تعليقات تكشف عن الحالة الصعبة التي تمر بها الأسرة، وتشرح عن الوضع النفسي والصحي لنجلهم براء، فقد كتب يوما ما "براء لم يكن في حسبانه بيوم من الأيام أن يعتقل من الاحتلال، فهو إنسان في غاية البساطة وجل تفكيره يتجه نحو تنمية مواهبه وإبداعاته فحسب".

لكن التطور الأخطر كان بعد رؤية العائلة لبراء في محكمة "عوفر" القريبة من رام الله، خلال جلسة عقدت له لتمديد اعتقاله، "إذ بدا وكأنه في حالة انهيار تام، وفي حالة فزع، بل وأخذ يبكي بمرارة وهو يروي كيف أجبروه على الاعتراف بأشياء لم يرتكبها أبدا، وأنه اضطر إلى فبركة أكاذيب"، حسب ما قاله والده لـ"فلسطين الآن".

واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي براء -مواليد عام 1990 في بريطانيا-، عن جسر "اللنبي" بتاريخ 30/5/2016 لدى عودته من الأردن، بعد أن مكث في تركيا قرابة الشهر حيث كان يبحث عن عمل هناك.. وعند عدم تمكنه من إيجاد عمل في تركيا، بذل جهدا أكبر من ذي قبل للحصول على قبول لدراسة الماجستير في بريطانيا في مجال الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، كونه يحمل شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب، ويتدرب ذاتيا في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد طيلة أكثر من خمس سنوات.

حالته صعبة

ووصف أبو ضهير حال نجله عندما رآه قبل فترة وجيزة بالمحكمة التي عقدت يوم 26/6/2016" بـ"المزري والمحزن والمؤلم جدا"، وتابع "تحدثنا معه على عجلة، أخبرنا بشكل واضح أنه يريد الخروج من هذا الوضع بأي طريقة ممكنة، إذ أنه لا يقوى على التحمل أكثر من ذلك، حيث تم شبحه في الليلة التي سبقت المحكمة حتى الساعة الثانية عشرة ليلا".

وأشار أبو ضهير إلى أن "براء حاول إيذاء نفسه جسديا من شدة الضغط الذي مورس عليه، بل ونجح في جرح يده، ولحسن الحظ تم نقله إلى المشفى، وتم إنقاذ حياته هناك، وهو ما ذكره للقاضي في محكمة عوفر"، مطالبا المؤسسات الدولية والإنسانية بالتدخل العاجل من أجل تأمين الإفراج عن نجله براء، الذي يتعرض لتعذيب شديد وتحقيقات مكثفة، للاعتراف بأمور لم يفعلها.

بدورها محامية براء أوضحت له بأنه عليه أن يتحمّل الضغط، وبأنه غير مضطر لقول الأكاذيب ضد نفسه، إلا أنه من شدة الضغوط الهائلة الممارسة عليه، اضطر إلى أن يخبر المحققين بأكاذيب لم يرتكبها قط.

وفي المحكمة أبلغ القاضي بأن كل ما قاله في التحقيق كان كذبا وافتراء، إذ تم الحصول عليه تحت التهديدات المصحوبة بضغط نفسي هائل.

حادثة سابقة

وذكر والده أن نجله تعرض، وهو في سن العامين، إلى حادثة صعبة عندما وقع من مكان مرتفع، وهو ما تسبب في كسور في الجمجمة، ونزيف دماغي، حيث حصل تلف في جزء من الدماغ (كما توضح صور الأشعة)، أدى جزئياً إلى الشلل النصفي، وهو ما أفقده القدرة على الحديث، ورغم أنه تلقى العلاج طيلة سنوات طوال في مشفى بريطاني، وتحسنت حالته تدريجيا حتى تعافى، لكن ليس بشكل نهائي، لأنه لا زال يفتقد إلى التركيز، وينسى كثيرا، لدرجة أنه يتعاطى مع الأشياء ببساطة زائدة عن اللزوم.

ويوضح أستاذ الإعلام أن العائلة قدمت معطيات الملف الطبي لبراء إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تدعي أنه مؤهل للخضوع للتحقيق بناء على الرأي الطبي للأطباء والمختصين. "وهنا يجدر الذكر أننا لا نعرف شيئا عن درجة مهنية هؤلاء الخبراء، لأننا لا نعرف أصلا أسماءهم، ولأي مؤسسة طبية ينتمون، عدا عن أن الفحص لم يتم في ظل وجود محامٍ ممثل عن براء"، على حد تعبير الأب.

ويزيد "الناس الذين يعرفون براء عن قرب يعرفون أيضا بأنه يعاني نفسيا من الحادث الذي مر به وهو في الثانية من عمره".

كما كان من المفترض أن يسافر براء إلى بريطانيا في آب أو أيلول القادم، في حال نجاحه في اجتياز اختبار اللغة الانجليزية IELTS، من أجل بدء دراسة الماجستير في جامعة Bournemouth، في حال أتم إجراءات القبول وقدم الوثائق اللازمة لبدء الدراسة.

ويجدد الأب المكلوم على أن نجله براء "غير قادر على تحمل أي ضغط أو إهانة أو تعذيب أو تنكيل قد مورس ضده في إطار التحقيق.. ومجرد اعتقاله شكّل بالنسبة له صدمة قوية تعد الثانية بالنسبة له، وضربة أقوى من تلك التي تعرض لها وهو في الثانية من عمره، لافتا إلى أن أسرته لم تذق طعم عيد الفطر لأنها تعاني من هذا الوضع المؤلم، تماما كما يعاني هو، حيث كان هو من يضفي على البيت أجواء البهجة.

ويتابع "نحن متأكدون من براءة ابننا براء من أي تهمة نُسبت إليه، وأن اعتقاله تم بشكل تعسفي من دون أي سبب أو تفسير، وخلال فترة التحقيق انصب موضوع التحقيق على زيارته لتركيا".

إجباره على الاعتراف

وختم بقوله "المحققون مارسوا ضده ضغوطاً شديدة لكي يعترف بأكاذيب منسوبة إليه، وخدعوه بقولهم أنه سيتم الإفراج عنه في حال الاعتراف بهذه الأكاذيب، وأنه لن يتم تحويله للاعتقال الإداري، وأن مرحلة الزنازين والعذاب ستنتهي فورا، وهذا بالضبط ما قاله للقاضي في عوفر وسالم. وأن عدم إقراره بما أملاه عليه المحققون سوف يطيل بقاءه في الزنازين والعذاب النفسي الشديد، وأنه قد يتم اعتقاله إداريا بدون تهمة. وأن الطريق الوحيد للخلاص هو الاعتراف".. في إشارة إلى أن سلطات الاحتلال لم تأخذ في الاعتبار حالته الطبية، وتبعات ذلك على وضعه النفسي أو قدرته على تحمل الضغط الهائل.

وكانت سلطات الاحتلال جددت فترة احتجاز براء لمدة ثمانية أيام إضافية من أجل تجهيز لائحة اتهام ضده. "وهنا يدور الحديث عن إلباسه قضية، لأن الاعترافات انتزعت منه تحت التهديد بما يفيد العودة إلى زنازين الحبس وغرف التحقيق في حال التراجع عن الاعترافات المفبركة"، كما يؤكد والده.

وناشد أبو ضهير منظمات حقوق الإنسان والجهات الإسرائيلية ذات العلاقة والسلطات المختصة ووسائل الإعلام من أجل وقف هذه المسرحية الهزلية، "ولكي لا تتم محاكمة شخص بريء من دون وجود دليل أو مؤشر على أنه مارس نشاطا ضد الاحتلال، أو أنه كان على تواصل مع جهات معادية لإسرائيل".

صص ص