تستعد المعارضة السورية لمعركة "فك الحصار" عن مدينة حلب، محذرة المدنيين من الخروج من المعابر حيث تقتل قوات النظام "كل من يقترب منها"، فيما شهد صباح اليوم الأحد سقوط قتيل وجرحى جراء الغارات، مع تواصل الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية بمدينة منبج.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قيادي في قوات المعارضة أن "التحضير لعملية فك الحصار عن حلب سوف يتم من خلال إشعال كل الجبهات في المدينة"، مشيرا إلى أن المعركة ستشهد استخدام كل الإمكانيات المتاحة من أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية.
وأعلن الدفاع المدني في حلب حالة الطوارئ بالمدينة وريفها الغربي، وطالب المواطنين في بيان بعدم التجمع خشية استهدافهم بالغارات.
كما حذر البيان مما وصفه "بخدعة المعابر" من قبل النظام وروسيا مؤكدا مقتل مدني حاول العبور من أحد المعابر التي ادعى النظام أنها آمنة، ووثق مقتل 160 مدنيا في وقت سابق خلال محاولتهم عبور طريق الكاستيلو.
ومن جهته، قال "مجلس محافظة حلب الحرة" في بيان إن ما يروجه النظام عن تسليم مسلحين أنفسهم للنظام هو "افتراء وحرب نفسية"، محذرا الأهالي من الاقتراب من المعابر مؤكدا أن "النظام قتل من وصل للمعبر قبل أيام".
وسبق أن أعلن قائد المركز الروسي للهدنة في سوريا سيرغي تشفاركوف خروج 169 مدنيا عبر الممرات الإنسانية، وأن 69 مسلحا ألقوا أسلحتهم، مضيفا أنه يجري التحضير لتنظيم قوافل روسية للمساعدات, وإقامة أربعة ممرات إنسانية إضافية لخروج المدنيين.
وبث تلفزيون النظام صورا قال إنها لعائلات ومسلحين أثناء خروجهم عبر معبر صلاح الدين، لكن ناشطين نفوا صحة هذه الرواية.
غارات متواصلة
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن مدنيا قتل وجرح آخرون جراء غارات روسية وللنظام استهدفت حي الهلك بحلب، كما استهدفت الغارات أحياء مساكن هنانو والحيدرية والشيخ فارس.
وشملت الغارات بلدة عندان شمالي حلب، ما أدى إلى دمار في الممتلكات، وذلك بعد يوم من استهداف طائرات روسية لمستشفى في البلدة وتدميره.
وتحاول قوات النظام التقدم في جبهات الملاح والكاستيلو والليرمون شمال المدينة لإحكام الحصار عليها، بينما تزداد معاناة المدنيين الذين يتراوح عددهم بين ثلاثمئة ألف وأربعمئة ألف.
واشتبكت المعارضة اليوم مع مليشيات موالية للنظام بمنطقة خربة السنابل جنوبي حلب، ما أسفر عن مقتل 4 من الأخيرة، حسب ناشطين.
ويشهد حي بني زيد قرب مدخل حلب الشمالي توترا بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية (ذات الغالبية الكردية) بعد أن أصبحتا وجها لوجه، حيث يحشد الطرفان قواتهما في أعقاب خلافات على مناطق السيطرة.
وأفادت مصادر للجزيرة أن اشتباكات دارت بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة في حي السرب قرب مركز مدينة منبج وفي أحياء أخرى، دون أن يحرز أي طرف تقدما واضحا، بينما اعترفت قوات سوريا الديمقراطية بمقتل 13 من أفرادها وقالت إنها قتلت عددا من مسلحي التنظيم.
وحصلت الجزيرة على صور خاصة تظهر شاحنات تحمل إمدادات عسكريةً لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق الاشتباك بمنبج وريفها، في حين أكدت وكالة مسار برس نزوح مئات المدنيين من منبج بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بعض المواقع أمس.