ماذا بعد أن تأكد استبعاد خيرت الشاطر، وحازم أبو إسماعيل، وثمانية آخرين؟! حازم قرر الاعتصام أمام مقر لجنة الانتخابات احتجاجًا على استبعاده. والشاطر رأى أن قرار الاستبعاد سياسي، وليس قانونيًا، وأن الثورة لم تحقق أهدافها؟! وعمر سليمان غادر الميدان بغير احتجاج لأنه استنفذ الغرض الذي من أجله ترشح؟! ويبقى السؤال الكبير بعد وصف الحالة وتعدد المواقف منها يقول وماذا بعد؟! ولماذا كان ما كان؟!! ما كان اخراج الرجل القوي في جماعة الإخوان، والرجل القوي في التيار السلفي، وفي ذلك رسالة من المجلس العسكري مباشرة ولكنها مغطاة بقانون انتخابي وإعلان دستوري تقول لا نريد رئيسًا لمصر من التيار الإسلامي، لا من الإخوان، ولا من السلفيين؟! وتقول الرسالة أيضًا (مصر مش سايبة؟!)، المجلس العسكري هو الرجل القوي وهو الذي يقرر، الأحزاب لا تقرر! والبرلمان والشورى لا يقرران؟! والشارع والميادين لا تقرر؟! نحن الذين نتولى المسئولية ونحن الذين نقرر! وتقول الرسالة للإخوان وللسلفيين يكفيكما الأغلبية في البرلمان وفي الشورى، ولا تزاحموا في الرئاسة ولا في الحكومة، ولا في لجنة وضع الدستور، لقد أبطل القضاء تشكيلة مجلس الشعب والشورى للجنة الدستور، ويبدو أن التيار الإسلامي قرر التنازل عن حقوقه في لجنة الدستور. وأبطلت لجنة الانتخابات ترشيح الشاطر وأبو إسماعيل في الرئاسة، والحكومة مؤجل الحديث فيها إلى فترة لاحقة. مصر الآن اللعب فيها على المكشوف. المجلس العسكري يريد لجنة دستور تحفظ له صلاحيات دستورية قوية وواسعة كتلك التي كانت للجيش في تركيا قبل إصلاحات أردوغان، لأنه يشعر بخطر على نفسه وعلى موازنته وعلى امتيازاته وصلاحياته إذا ما تولى الرئاسة إسلامي، وبدت تغريه فكرة كتابة الدستور قبل الانتخابات الرئاسية، حتى يكون مرجعية قوية لمن يكتبه، وحتى يكتب تحت حراب الجيش، ومن ثم فهو يلوح بعصا الانقلاب حينًا، وبعصا حل التشريعي والشورى حينًا آخر. الجيش يشعر أنه الطرف الأقوى في المعادلة، فهو أقوى من التيار الإسلامي وهو أقوى من التيار اليساري والليبرالي، وأقوى من ميدان التحرير المنقسم على نفسه، حيث يكيل فيه بعضهم الاتهامات إلى بعض. الجيش رتب أوراقه على سيناريو يريده، ويعمل له، ويحظى بتأييد إقليمي ودولي، فهذه مصر، ولن يقبل الدولي والإقليمي أن يقود مصر تيار إسلامي مهما وصف بأنه مرن أو براجماتي. التيار الإسلامي وبالذات الإخوان، أدركوا أن اللعب على المكشوف هو سيد الموقف، وأن الثورة في خطر حقيقي، وأن الشارع المصري منقسم على نفسه، وأن الجيش يتغول، وأن وسائل الإعلام الحكومية تدير معركة خطيرة ضد الإخوان، وأن الغرض منها يقول للإخوان لا تقربوا السلطة التنفيذية، فلا رئيس الجمهورية لكم، ولا رئيس الحكومة منكم، واكتفوا بالشورى والتشريعي. الإخوان قالوا ويقولون وصلت الرسالة. ومضمونها مرفوض. ومحمد مرسي مرشحنا ولا يقل كفاءة عن خيرت الشاطر، ونحن في الشارع موجودون، وسنتنازل عن بعض حقوقنا للشارع والأحزاب، وسنستكمل الثورة، وسنعيد العسكر إلى ثكناته بقوة الرأي العام، والشارع، والمليونيات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.