اختارت مجلة "تايم" الأمريكية، الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، المتواجدة على هرم السلطة، بعد فوزها في انتخابات 23 أكتوبر الماضي ، بأغلبية المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي، ضمن الـ100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم. وفي هذا الصدد أيضا نشرت مجلة "إفريقيا الفتاة"، التي تصدر في باريس وتهتم بالشأن الإفريقي، في عددها الأخير تحقيقاً عن الشخصيات التي تؤثر في تونس ما بعد الثورة، واختارت راشد الغنوشي ضمن الـ50 شخصية التي تحتل مكانة بارزة في المشهد السياسي والاجتماعي التونسي. ويري العديد من المحللين السياسيين أن راشد الغنوشي، برغم كونه لا يتحمل أية مسؤولية حكومية في الدولة، فإنه يعد "المهندس" الفعلي والحقيقي للسياسة التونسية في الداخل والخارج. بل إن هناك من شبهه بـ"الأمير المرشد" للإسلاميين في تونس. وهي تسمية يرفضها الغنوشي وكذلك قيادات حزب حركة النهضة، الذين يتمسكون بالتأكيد على أن "الغنوشي لا يتدخل في شؤون إدارة البلاد"، وهو ما أكد عليه الغنوشي ذاته في تصريح صحفي حيث قال "إن رئاستي لحركة النهضة لا تعني أبداً أني حاكم تونس، وأن من يحكم تونس بعد الانتخابات هو حكومة شرعية ورئيس شرعي ومجلس وطني شرعي". وكان الغنوشي قد أكد في العديد من المناسبات أن حركة النهضة تسيرها مؤسسات، والقرار فيها يخضع للشوري، وليس هناك انفراد باتخاذ المواقف لأي كان بما في ذلك الغنوشي. جدير بالذكر أن الشيخ راشد الغنوشي ولد سنة 1941 بقرية الحامة بالجنوب التونسي، وتلقى الشيخ تعليمه الابتدائي بالقرية، ثم انتقل إلى مدينة قابس, ثم إلى تونس العاصمة, حيث أتم تعليمه في الزيتونة. وانتقل بعد ذلك إلى مصر لمواصلة دراسته، خصوصا أنه كان من المعجبين بتجربة عبدالناصر القومية، لكنه لم يستقر بها طويلا, وانتقل إلى دمشق في سوريا، حيث درس بالجامعة, وحصل على الإجازة في الفلسفة, وهناك بدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.