10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

تقرير "فلسطين الآن"

الاحتلال يحول "الأغوار".. "مكباً" لنفاياته العضوية الخطيرة

734216_525440494162697_1394385753_n
734216_525440494162697_1394385753_n
خاص - فلسطين الآن

معطيات خطيرة تلك التي سربتها جهات إسرائيلية، تفيد بأن جزءا كبيرا من النفايات الرطبة (العضوية) الإسرائيلية الملوثة الناتجة عن مئات آلاف المنازل في "إسرائيل" ومستوطنات الضفة الغريبة، تُلْقَى في الأراضي المفتوحة بالأغوار الفلسطينية؛ وذلك بدلا من تحويلها إلى "كمبوست" (سماد عضوي). 

فعلى امتداد مساحة آلاف الدونمات غربي جسر دامية (غربي نهر الأردن وشمال مدينة أريحا) تنتشر النفايات العضوية وغير العضوية الملوثة التي تم تغطية جزء منها بالتربة. 

وينبعث الدخان السام من بعض أكوام تلك النفايات، والناتج عن عمليات الاشتعال المتعلقة بتفكك مكونات النفايات.

هذا ما كشف عنه، الخبير البيئي ومدير وحدة الدراسات في مركز العمل التنموي/ معا "جورج كرزم"، ففي الأراضي المفتوحة في محيط نبع العوجا (شمال شرق أريحا)، تلقى أيضا مخلفات الكمبوست الإسرائيلي السام. وهو ما يعمل على تلويث التربة والينابيع الملوثة أصلا المنتشرة في المكان.

وتتواجد في الأغوار الوسطى منشأة إسرائيلية كبيرة تدعى "كمبوست مِسْواه" تعمل على تحويل النفايات العضوية إلى "كمبوست"، وقد استوعبت تلك المنشأة خلال السنتين الأخيرتين الجزء الأكبر من النفايات العضوية التي تم فرزها في المنازل الإسرائيلية أو في محطات فصل النفايات المركزية، مثل المحطة الإسرائيلية الجديدة التي بدأت العمل في القدس العام الماضي. 

كما يعمد القائمون على المنشأة إلى تخزين كميات كبيرة من "الكمبوست" الجاهز على أراض فلسطينية منهوبة. 

وتنوي وزارة البيئة الإسرائيلية توسعة المنشأة كي تستوعب كميات أكبر من النفايات، علما أن المنشأة قائمة على أراض فلسطينية صادرها الاحتلال. 

وبحسب وزارة البيئة الإسرائيلية، فإن نحو نصف مليون منزل إسرائيلي في 49 سلطة محلية يمارسون عملية فصل النفايات الرطبة (العضوية).

الحمأة السامة

وفي المنطقة ذاتها، يضيف كرزم، توجد أيضا منشأة تدعى "كمبوست أور" تستوعب نحو نصف كمية الحمأة السامة الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة الإسرائيلية؛ علما أن الحمأة عبارة عن المواد الصلبة العضوية وغير العضوية التي تحوي جراثيم الأمراض وبيوض الديدان المعوية الضارة الناتجة من معالجة المياه العادمة في محطات التنقية.

جهات حقوقية وبيئية إسرائيلية كشفت بأن وزارة البيئة الإسرائيلية منحت ترخيصا لنقل التربة الملوثة بالوقود من الأرض المحتلة عام 1948 إلى أراضي الضفة الغربية، وبخاصة إلى المنشأة الاستيطانية المسماة "كمبوست أور" المحاذية لمستعمرة "مسواه" في الأغوار الفلسطينية المحتلة.

مصنع "توف لام"

وفي العام الماضي، رصدت مجلة " آفاق البيئة والتنمية نشاط مصنع إسرائيلي لصناعة "الكمبوست" الملوث يدعى "توف لام" يقع شرق مستعمرة "مسواه" في قلب الأغوار الفلسطينية، وتعود ملكيته إلى مستثمرين فرنسيين. 

وكشفت المجلة بأن الفحص المخبري أثبت وجود عناصر سامة بتركيز مرتفع في مادة "الكمبوست" التي ينتجها ذلك المصنع ويسوقها في مناطق الأغوار الفلسطينية.

وبالإضافة إلى العواقب الصحية الناجمة عن انتشار التلوث من الترب الملوثة إلى المحيط الفلسطيني، فإن هذه الترب تتسبب في أذى خطير للأراضي الزراعية في الأغوار، التي تبعد عشرات الأمتار عن مواقع الترب الإسرائيلية الملوثة؛ فضلا عن تلويث المياه الجوفية.

جفاف وأمراض

ومن الملاحظ أن العديد من الأطفال الفلسطينيين القاطنين في محيط منشآت النفايات الإسرائيلية السامة والأراضي الملوثة في الأغوار، قد أصيبوا، في السنوات الأخيرة، بحالات جفاف فجائية مترافقة مع تقيؤ وإسهال، وذلك دون معرفة "الأسباب المباشرة" لهذه الحالات. كما يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.