اعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بأنها "مسخرة" بسبب مطالبة الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة بريطانيا بتحمّل مسؤولياتها التاريخية والإنسانية والمادية والاعتذار للشعب الفلسطيني لحدث حصل قبل مئة عام وهو وعد بلفور، ونحن نعتبر أن الأمم المتحدة فعلًا مسخرة؛ لأنها اعترفت أساساً بدولة (إسرائيل)، ولأنها سمحت لإرهابي مثل نتنياهو أن يهينها بهذا الأسلوب الاستعلائي والاستفزازي.
نتنياهو يستغرب محاسبة عباس لبريطانيا رغم مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم, متناسيًا أن (إسرائيل) أقامت كيانها على أكاذيب قيل إن عمرها آلاف السنين، وأكاذيب مضى عليها عشرات السنين مثل الهولوكوست.
أول من أمس تم إغلاق مدينة نابلس بالكامل وتعطيل مصالح أكثر من 200 ألف فلسطيني بسبب بلاغ كاذب عن اختطاف مستوطن، أليست هذه جريمة وما كان لها أن تحدث إلا بسبب المسخرة في الأمم المتحدة، قرابة 2 مليون فلسطيني يحاصَرون في قطاع غزة منذ عشر سنين من جانب دولة الاحتلال ومن الجانب المصري دون أن يحرك المجتمع الدولي المنافق ساكنًا؛ أليست تلك مسخرة؟ (إسرائيل) ذاتها هربت من قطاع غزة وليس لها فيها أي مصلحة ولا هيكل مزعوم, فما الذي يدعوها للاستمرار في حصار غزة، والرئيس المصري يدعو الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة، أليس من الأولى أن يتم فتح معبر رفح ثم مطالبة الآخرين برفع الحصار وإنهاء الاحتلال.. في أي خانة يمكن أن نضع تلك التصرفات الغريبة؟
نتنياهو يحاول الظهور بمظهر الحمل الوديع ولكنه أكبر مجرم بعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وما الجرائم التي تحدث في دول عربية مجاورة من مجازر وقتل للشعوب _ذكرها نتنياهو في خطابه_ إلا كان لدولة الاحتلال والإدارة الامريكية ضلع فيها، ولهذا لن يكون هناك أي استقرار طالما ظلت الأمم المتحدة على ضعفها وهزالها وسمحت للعدو الإسرائيلي بالاستمرار في جرائمه ضد الفلسطينيين والعرب والعالم أجمع.
نحن لا ننتظر الحلول لمشاكلنا من خلال الأمم المتحدة, وهي سبب مشاكلنا وتعقيداتها وهي سبب وجود عدونا الأول على الخارطة السياسية، وكما قال نتنياهو الحل يمر عبر القدس ورام الله، ولكن ليس بالمفاوضات وإنما بالتحرير، فكما خرجت (إسرائيل) صاغرة ذليلة من غزة سوف تخرج من رام الله والقدس وحيفا ويافا ومن كل شبر من الأراضي الفلسطينية.
