تعقيباً على قرار مصر وقف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني، أصدرت عدد من الفصائل والقوى والشخصيات الفلسطينية بيانات ترحب وتثمن القرار، معتبرة إياه خطوة في الاتجاه الصحيح. فقد صرح مصدر مسؤول في حركة حماس إن "حماس تثمن قرار مصر وقف تصدير الغاز للاحتلال الصهيوني، استجابة لرغبة الشعب المصري الشقيق، وحماية لمصالحه القومية". واعتبرت حماس "القرار خطوة في الاتجاه الصحيح في التعامل مع الاحتلال الصهيوني، والتصدي لمحاولاته المتواصلة لابتزاز واستغلال مقدرات وخيرات المنطقة العربية". وقالت إن "هذا القرار الشجاع يأتي في سياق ما بدأته مصر بعد ثورتها العظيمة من استعادة دورها الوطني والقومي ودعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية". [title]الديمقراطية.. ترحب [/title] من جهته، قال مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن "القرار المصري يستجيب لمطالب الشعب المصري، ولثورة 25 يناير، وهو خطوة مصرية إلى الأمام وفي الاتجاه الصحيح". وأدانت الجبهة أية محاولات ابتزاز صهيونية وعلى لسان قادة الكيان للموقف والحقوق المصرية، وباعتبار وقف تصدير الغاز "سابقة خطيرة في العلاقات البينية (الصهيونية ـ المصرية) منذ قرابة ثلاثة عقود، وتستوجب رداً أمريكياً فورياً". [title]كان تاريخا اسودا[/title] بدوره، أشاد البروفيسور عبد الستار قاسم –استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس- بالقرار، وقال في مقال له وصل شبكة "فلسطين الآن" نسخة منه: "أعادني خبر إلغاء اتفاقية الغاز حوالي أربعين سنة إلى الوراء لأقول في نفسي إن أربعين سنة سوداء من تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية قد بدأت تنحسر، وهي في طريقها إلى زوال". وأضاف "أشعر أننا، -الذين نظن في أنفسنا الغيرة على العرب بكل أطيافهم وعلى المسلمين-، قد صحونا من تيه طويل، أو خرجنا من قبر ظليم". متسائلا "هل يمكن بعد هذه السنين الطويلة من الصبر والجهاد والتفاؤل والأمل والرجاء أن نجد أنفسنا في عهد جديد؟". ووصف قاسم الخطوة بالعظيمة والكبيرة، لكنه استدرك قائلا "علينا أن نتريث.. تقوم الخطوة على منطق قانوني تجاري، ولم تأخذ المنحى السياسي. فهل القرار تجاري بحت، ويمكن إعادة النظر فيه فيما بعد إذا أزيلت المخالفة القانونية؟". يجب الانتظار لنرى. واضاف "طبعا لا ضرر في تغطية القرار السياسي بتبرير قانوني أو بعقود تجارية، ولا ضرر في أن يبحث المسؤولون المصريون عن سبل غير المناطحة المباشرة للتخلص من التزامات مصر تجاه الكيان الصهيوني، خاصة أن مصر بحاجة إلى فترة من الهدوء لترتيب أوضاعها الداخلية، لكن المهم أن تتمسك مصر بقراراتها وألا تتراجع عنها". وأكد قاسم أن جماهير الأمة بأغلبها سعيدة بهذا القرار، ومتفائلة بأن مصر ستعود إلى موقعها في قيادة الأمة والنهوض بها في مختلف مجالات الحياة.