26.88°القدس
26.6°رام الله
26.67°الخليل
27.15°غزة
26.88° القدس
رام الله26.6°
الخليل26.67°
غزة27.15°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: الكتلة الإسلامية في البولتيكنك.. شعلة لا تنطفئ

يبدو أن قرار الكتلة الإسلامية في جامعة البوليتكنك بالخليل خوض انتخابات مجلس الطلبة التي تجري غداً الأربعاء 2542012، قد أثار حنق الدولة العبرية وأجهزة أمنها التي وصلت حداً من التهور، لدرجة اعتقال عددٍ من طالبات الكتلة الإسلامية في الجامعة. وتنظر المؤسسة الأمنية بخطورةٍ وحساسيةٍ شديدةٍ للبوليتكنك باعتبارها احتضنت خلية "سيل النار" التي كسرت حاجز التنسيق الأمني ونفذت أجرأ عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الأعوام الأربعة الماضية. كما تعتبر إحدى الجامعات المهمة على مستوى الوطن، فإلى جانب دورها ومكانتها العلمية وما ترفد به المجتمع الفلسطيني من كوادر مهنية وعلمية، فقد كان لها رصيد مميز في سجل النضال الوطني والمشاركة الوطنية في شتى المجالات. [title]كتلة الشهيد نشأت الكرمي[/title] وعرفت كتلة البوليتكنك عبر تاريخها الطويل بسلسلة من الاستشهاديين والمقاومين، وبرز منها في الآونة الأخيرة الشهيد القسامي القائد نشات الكرمي الذي عمل في صفوف الكتلة وقادها بحكمته ونفاد بصيرته. ورغم أنه ينحدر من مكانٍ بعيدٍ عن الجامعة وهو مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، إلا أن نجاح الكرمي في تكوين قاعدةٍ لوجستيةٍ مكنته من تنفيذ عملية "بني نعيم" مع رفيقه الشهيد القسامي مأمون النتشة ظلت علامةً فارقةً على جبين الضفة بكاملها، إذ تمكن المقاتلان من قتل 4 مستوطنين صهاينة في عمليةٍ تبنتها كتائب الشهيد عز الدين القسام بتاريخ 31 آب 2010 رغم حالة الضبط الأمني الشديد من قبل أجهزة السلطة. ويطلق رفاق الكرمي الشهيد عليه اسم "رجل المستحيل" في إشارةٍ لقدراته وإمكاناته الذهنية والعقلية وما كان يملكه من عزيمةٍ وإصرارٍ نادرين، أما سلطات الاحتلال فوصفته فور تكشف خيوط الخلية التي كان يقودها بأنه من "عباقرة حماس". ومن طولكرم التي ولد وترعرع فيها شمالاً إلى الخليل التي انتقل للحياة فيها طالباً في جامعة البوليتكنك بالكاد تجد من لا يعرف الكرمي أو شدة بأسه، بل إن بعض رفاقه في الأسر كانوا يدعون له بالشهادة في صلاتهم، وعند سؤالهم عن ذلك يقولون إنه لم يترك أحداً منهم دون أن يوصيه بهذا الدعاء. لم يبدع الكرمي في ميدان المقاومة ومقارعة الاحتلال وأعوانه فحسب، إذ انه أبدع في ميدان العمل النقابي والطلابي من قبل، حيث كان رئيسا لمجلس الطلبة في الجامعة، وقد أحبه الطلبة وشهدوا على تفانيه في العطاء، فكان الخيار الأول الذي لا ينافسه خيار لقيادة الجسم الطلابي. سجل مجلس الطلبة الذي قاده الكرمي في بوليتكنك فلسطين إنجازاتٍ ما زالت ماثلةً للعيان حتى يومنا الحاضر، بل إن بعض من عايش تجربة الكرمي الطلابية يصفها بالنموذج الذي قد يساهم في تحقيق نقلةٍ نوعيةٍ للعمل الطلابي برمته في حال سمح له بالاستمرار. وبرحيل الكرمي الذي اشتبك برفقة القسامي النتشة مع قوةٍ صهيونيةٍ حاولت اعتقالهما في جبل جوهر بالخليل في الثامن من تشرين ثاني عام 2010، حل الألم في كل أركان الكتلة الإسلامية في جامعة البوليتكنك لكن أعداء الكتلة والمتنربصين بها لم يتركوا لها فرصةً لمجرد وداع الشهيد. [title]ملاحقات لا تتوقف[/title] ويقول أحد خريجي الجامعة من قادة الكتلة الإسلامية إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية شنت حملة اعتقالاتٍ واسعة النطاق في صفوف عناصر الكتلة وكوادرها في الفترة الممتدة بين 19- 810 من العام 2010 بحثاً عن الشهيد الكرمي قبل استشهاده. ويضيف "كل أبناء الكتلة الإسلامية في ذلك الوقت تم اتهامهم بتقديم خدماتٍ لوجستيةً وإعاناتٍ لخلية "سيل النار"، مبيناً أن العام 2010 شهد أقسى مراحل الحياة على طلبة الكتلة. وسيقق أبناء "حماس" في البوليتكنك إلى مسالخ التحقيق الفلسطينية زمراً، وبكت جدران سجون الخليل والظاهرية وحتى مقر التحقيقات المركزية في أريحا من عذابهم، ومن قال منهم أنه كان على علاقةٍ بنشأت الكرمي تعرض لما يشبه القتل تحت التعذيب. [title]مشاركة في الانتخابات[/title] واختفت الكتلة الإسلامية في الجامعة عن العيون، ولم يعد لها أي صوتٍ بعد طول هدير، وصارت مقاطعة الانتخابات ديدناً ثابتاً لها في ظل هذه الممارسات، لكن.. دوام الحال من المحال. فاليوم عادت الكتلة الإسلامية لتشارك في الانتخابات الطلابية بعد خمس سنوات من المقاطعة في الانقسام المرير التي حرمت أبناء الكتلة من حرية العمل، لكنها عودة مشرقة باسم "كتلة الشهيد نشأت الكرمي". وعلى الرغم من عمق الجرح الذي سببته سنوات الانقسام في جسد الكتلة المعطاءة، إلا أنها آثرت أن تخوض غمار المعركة الانتخابية لتثبت وجودها وقدرتها على العودة لسابق عهدها قوية متماسكة تقدم لطلبة الجامعة خدماتها وترفد الوطن بشبابها المميزين. وتشارك الكتلة في الانتخابات تحت اسم "كتلة الشهيد نشات الكرمي"، لتبعث برسالة وفاء لأمير كتلتها ورئيس مجلس الطلبة السابق، ولتقول لجموع الطلبة والمجتمع الفلسطيني إن هؤلاء هم خيارنا وهؤلاء أبناء الكتلة الإسلامية وهؤلاء من حملتموهم المسؤولية سابقا فقادوا مجلس الطلبة خير قيادة وخدموا طلبة الجامعة خير خدمة، ولتبعث برسالة أخرى مفادها أن الكرمي تم اغتياله وتصفيته بمشاركة من أجهزة امن السلطة التي ما وفرت فرصة للبحث عنه فعذبت أقاربه وأصدقاءه حتى تمكنت من تحديد مكانه والتنسيق مع الاحتلال في اغتياله. [title]اعتقال الطالبات[/title] ومنذ إعلان الكتلة الإسلامية مشاركتها في الانتخابات كان لها نصيب من حملات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال فيما يعرف بحملة قص العشب، غير أنها بقيت متماسكة وماضية في خوض الانتخابات. ومن اللافت في هذه الاعتقالات استهداف الاحتلال لطالبات الجامعة من حرائر الكتلة الإسلامية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال قبل يومين الطالبة أفنان إسماعيل رمضان (22 عامًا) وهي طالبة في الجامعة بعد مداهمة منزلها والعبث بمحتوياته، والطالبة إسلام البشيتي بالإضافة إلى اعتقال فاطمة الزهراء سدر التي اعتقلت من منزلها بمدينة الخليل أيضاً. وتهدف سلطات الاحتلال من خلال عمليات الاعتقال لاسيما في صفوف الطالبات إلى خلق جو من الذعر في أوساط الطلبة وثني الكثيرين من الطلبة عن المشاركة في الانتخابات أو التصويت للكتلة الاسلامية، وهي سياسة استخدمت في الجامعات في الضفة في الآونة الأخيرة وكشفت عنها نسبة المشاركة في الانتخابات التي سجلت تدنيا كما حدث في جامعة بيرزيت، الأمر الذي يعني مساعي المخابرات الصهيونية وحليفتها في السلطة للحيلولة دون فوز الكتلة في الانتخابات، فيما تعتبر الكتلة مشاركتها فيها بحد ذاتها انجازا مهما.