يأمل سكان قطاع غزة أن يخفف فتح معبر رفح البري لمدة ستة أيام خلال الأسبوع الحالي من معاناة المسافرين والحالات الإنسانية المحتاجة للسفر، والتي يبلغ عددها 25 ألف حالة إنسانية مسجلة في كشوفات وزارة الداخلية.
وتتكرر مشاهد المعاناة على بوابات الانتظار داخل الصالة الخارجية للمعبر، وعلى مدار سنوات طويلة من الحصار على قطاع غزة تتجدد ذات تعبيرات الألم المرسومة على الوجوه، وهي نفسها كلمات الوجع المتأوهة بمناشداتها بلا حلٍّ نهائي يريح المواطن الغزي المخنوق من كل الجهات، من طلبة ومرضى وأصحاب الإقامات.
طلاب ومرضى ينتظرون
المواطن سمير عصفور الذي يرافق ابنه الطالب عصام عصفور الحاصل على قبول لدراسة الطب البشري في جامعة الزقازيق بمصر، قال خلال حديثه لـ"فلسطين الآن":"تفاجأت عند التسجيل في مركز أبو خضرة، أن 25 طالبًا يعانون من نفس مشكلة ابني".
وأوضح أنه حاصل على قبول لدراسة الطب في جامعات مصر بنصف إعفاء، منوهًا أنه مضى شهر على الدراسة وأبلغته جامعاته أنه يجب التوجه إلى مصر في أول فتحة لمعبر رفح.
وأضاف:"توجهت لأبو خضرة قالوا الأمور صعبة، وعندما بعثنا أسماءهم قالوا نعرضها على الجانب المصري، وعلى هذا الروتين لن يسافروا وستضيع عليهم السنة الدراسية، ويجلسوا في بيوتهم".
وناشد المواطن عصفور الجانب الفلسطيني المسئول عن معبر رفح والجانب المصري بتسهيل سفر هؤلاء الطلبة ليكملوا مسيرتهم التعليمية، متسائلًا:"هؤلاء أطباء وهم صفوة المجتمع، لا يعقل أن خيرة شابنا لا يجدوا من يساعدهم، هؤلاء لم يذهبوا حتى يتفسحوا، هؤلاء أطباء في المستقبل وفي مستشفياتنا، إذا لا نريد أن نسهل لهؤلاء أن يسافروا لمن نريد أن نسهل؟".
ومن جانبه أعرب المواطن الجريح محمد أبو جامع عن شكره للجانب المصري بفتح المعبر، بعد معاناة انتظار دامت عامين ونصف، وهو مصاب عام 2014 وبترت قدمه اليمني جراء صاروخ من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول: "لي عامان ونصف أحاول السفر دون جدوى، وأنا الآن متوجه إلى مصر لإجراء بعض العمليات الجراحية وكذلك طرف صناعي".
ويضيف واصفًا معاناته:"عامان ونصف، رايحين جايين على المعبر، كل ما يفتح المعبر بنيجي نجد أسماءنا وأحيانا لا نجدها، وكل شهرين بدنا نجدد التحويلة ونسجل في أبو خضرة، والمعبر بيفتح بتنتهي التحويلة، وبتنتهي التحويلة بيفتح المعبر، ولولا أن العلاج بالخارج فتح لما تم وجودنا الآن في المعبر".
ويؤكد أبو جامع أن الأيام الستة لفتح المعبر لا تكفي للحالات الإنسانية المحتاجة للسفر.
وبدوره شكر المصاب أحمد السوافيري من حي الزيتون بغزة الجانب الفلسطيني والمصري على سماحهم بفتح المعبر لإجراء عملية جراحية له في الأعصاب، قائلاً: "والحمد لله بعد معاناة طويلة وشاقة في التسجيل تمكنا من الدخول إلى الصالة الفلسطينية وإن شاء الله ندخل الصالة المصرية والأراضي الفلسطينية ونكمل مراحل العلاج وإن شاء الله نكمل حياتنا".
وأصيب السوافيري عام 2008 جراء قصف بطيران الاستطلاع الحربي الإسرائيلي، وبترت قدميه وبترت يده اليسرى، بالإضافة إلى بتر أصبعيه في اليد اليمنى ، وإصابات متعددة في الجسم.
25 ألف حالة مسجلة
ومن جانبه أكد الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم أن السلطات المصرية ستفتح معبر رفح خلال ستة أيام من هذا الأسبوع السبت والأحد ثم يتوقف الاثنين والثلاثاء ليستأنف عمله الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، مشيرًا أن الوزارة ستعلن كشوفات المسافرين للأيام الأربعة الأخرى.
وقال: "نأمل أن تكون إجراءات السفر ميسرة من قبل الجانب المصري لتسهيل سفر أكبر عدد ممكن من المواطنين خلال هذه الأيام، ونقدر فتح المعبر من قبل الجانب المصري، ولدينا أكثر من 25 ألف حالة إنسانية مسجلة لدى الهيئة العامة للمعابر، وهذه الأيام الستة لا تكفي لسفر هذا العدد الكبير".
وأضاف: "نأمل أن تكون هناك سياسية مصرية جديدة في التعامل مع معبر رفح من أجل تخفيف الظروف الإنسانية الصعبة على أهلنا في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وهذا المعبر الذي يمثل النافذة الوحيدة للقطاع على العالم الخارجي".
