12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
15.41°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة15.41°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

"#اكتب_صح"

تقرير: "المصري" .. يقود حملة لتصويب اللغة في صحافتنا

المدقق اللغوي نائل المصري
المدقق اللغوي نائل المصري
غزة - فلسطين الآن

لأنها أغنى لغات العالم (اللغة العربية) التي نعتز بها، وصدق الشاعر أحمد شوقي وصفها "إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً جعل الجمالَ وسرهُ في الضادِ".

ومن باب أن التفقه في اللغة العربية ضرورة، فإنها تزيد في العقل وتثبت المروءة، كما قال الفاروق عمر، فمن الواجب المحافظة عليها لتكون فصيحة في العمل الصحفي والترفع عن الأخطاء التي تصيب اللغة الأم.

الأكاديمي الجامعي فتحي الخالدي يتابع بشكل يومي المواقع الإخبارية، ويرى أن صحافتنا لم تعطِ اللغة حقها حيث تنتج الأخبار والتقارير دون الاهتمام باللغة التي من المهم رد إليها شأنها واعتبارها بين اللغات وأن تبرز جمالها وليس على حساب المضمون.

ويقول الخالدي إن العديد من الوكالات الفلسطينية الكبيرة والتي تعتبر الأولى فلسطينياً -لم يذكر اسمها- تنشر أخباراً بأخطاء فادحة تقلل من قيمتها، بل وتنشر محتوى إخباريا ضعيفا تحت عناوين بارزة ومثيرة.

تلك الأخطاء أوجدت لدى الأستاذ "نائل المصري" غيرةً على اللغة العربية فأطلق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "اكتب صح" والتي وجدت رواجاً كبيراً بين الصحفيين العاملين في المواقع الإخبارية الفلسطينية.

والمصري من محافظة خانيونس جنوب القطاع يعمل مدققاً لغوياً وحاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية، ويتعاون من بعض المواقع الإلكترونية لتصحيح محتواها لغوياً.

وحول فكرة حملته يقول المصري في حديثه لـ "فلسطين الآن": "خطرت ببالي من خلال المطالعة اليومية للمواقع الإخبارية ووجدتُ الكثير من الأخطاء التي لا يحتاج الكثير منها إلى متخصص لتصحيحها".

وحي الفكرة

ويبين أن الفكرة مستوحاة من شخص مصري يقوم بتنقيح المواقع الإخبارية المصرية وتصويبها، مما شكلت دافعاً له حيث تتوفر الخبرة لديه من تخصصه الأكاديمي الذي أهّله لذلك.

ويعمل المصري على أخذ مجموعة أخطاء من عناوين المواقع الإخبارية ونشرها على حسابه على "فيسبوك" بشكل يومي، آملاً بذلك أن تصل إلى الصحفيين ومدراء التحرير لتصحيحها وتفاديها مستقبلاً للنهوض باللغة العربية التي هُضم حقها.

ويرى المصري أنه هناك مواقع لديها هفوات بسيطة مقابل مواقع أخرى لديها "جرائم لغوية" وفق تعبيره، ملقياً اللوم على إدارات تلك المواقع لعدم أخذ اللغة وسلامتها بعين الاعتبار أو تثقيف المحررين لغوياً. 

الحملة تؤتي ثمارها

ولاقت فكرة المصرى اهتماماً واضحاً من الصحفيين، في دليل على الرغبة لديهم في الوعي اللغوي والمتابعة من كثب أبرز الملاحظات في الأخبار اليومية حتى بدأت بعض المواقع بتفادي الأخطاء وتصحيحها.

وعن أبرز الأخطاء والسقطات للمواقع الإخبارية، يجد المصري أخطاءً جمة في همزات الوصل والقطع، وكذلك تمييز العدد، والمفعول به وغيرها.

وينوه المصري إلى أنه لم يقصد الخصومة مع المواقع الإخبارية والتشهير بها وتصيّد أخطائها، إنما تصويبها ونشر قاعدتها النحوية أو الإملائية، قائلاً: "هذا أساس أعتمده أثناء العمل، على الرغم من مطالبة البعض لي بنشر أسماء المواقع".

كما يشعر بالثقة من حملته الإيجابية، مضيفاً: "بعض أصحاب المواقع تواصلوا معي وأبلغوني أنهم يتابعونني يومياً لمعرفة الأخطاء التي أرصدها مما يوحي بالرغبة في تعديل المسار الصحفي واللغوي.

ويؤكد المصري أنه من المهم أن يتوفر لدى الصحفيين المعلومات اللغوية الكافية لنجاح عملهم، لكن هذا لا يعني أن تستغني المواقع الإلكترونية عن موظفين متخصصين في اللغة لتدقيق المحتوى، فكلاهما لا ينفي الآخر.

ومع تضافر الجهود الفردية للمصري في تصحيح بوصلة إعلامنا اللغوية، فإنه لزاماً على الصحفيين ومدراء تحرير الوكالات والمواقع الإخبارية الأخذ بعين الاعتبار اللغة وصحتها في المواد الإخبارية لكي يكتمل جمال الكلمات ويكتمل معها جمال مواقعنا الإخبارية الفلسطينية التي تواكب الحقيقة على مدار الساعة.

تصحيح المسار

أما الدكتور في اللغة علي أبو عون، فيؤكد لـ"فلسطين الآن" أن كثرة الأخطاء اللغوية المتكررة في الصحف والمجلات وعلى ألسنة الإعلاميين تحتاج منا إلى وقفة جادة لتلافي هذا الأمر، وصيانة لغتنا الجميلة عما يعكّر صفوها، ويُغيِّبُ جمالَها.

ويرجع أبو عون ذلك إلى قلة دراية العاملين في المجال الإعلامي وخصوصًا المحررين والمراسلين ومقدمي البرامج بأبسط قواعد اللغة العربية، وإهمال إدارة المؤسسات الإعلامية لهذا الجانب المهم، وانعدام وجود مدقق لغوي.

ويدعو إدارة المؤسسات إلى توفير دورات متخصصة في التدقيق اللغوي للعاملين فيها، وتطوير مَلَكَاتهم اللغوية، والوقوف على أبرز الأخطاء وأكثرها انتشارًا وتكرارًا، والعمل على تلافيها بالوسائل والسبل كافة.