لم تجد السلطة مناسبة لحشد التأييد لرئيسها محمود عباس، أفضل من استغلال الذكرى الثانية عشر لرحيل ياسر عرفات (أبوعمار)، غير عابئة بأهمية الذكرى لكل الفلسطينيين، فأطلقت أجهزته وأدواته دعوة للمواطنين للاحتشاد في ساحة المقاطعة بمدينة رام الله، غدا الخميس، في محاولة يائسة لتجميل بشاعة عباس وعصابته.
ونظراً لمعارضة الشارع الفلسطيني المشاركة في تلك الدعوة المشبوهة التي أطلقتها سلطة عباس بعدما لجأت مؤسسات السلطة لتسييسها، واستغلالها أبشع استغلال لتلميع صورة "عباس" الذي شن عبر أجهزته الأمنية حملات شرسة لتدمير وتفتيت حركة فتح، وقتل عدداً من مناضليها في نابلس ورام الله وجنين خلال الفترة الأخيرة،، وبعدما فطنت الجماهير إلى محاولات السلطة لاستغلال الذكرى في حشد الدعم لـ"عباس" الذي عادى الجميع مؤخراً، وفشل في احتواء الفلسطينيين وتجميعهم، ما جعل الكثيرين يقولون إنه "وضع يديه في يد العدو على حساب آلام الشعب".
المستندات التي كشفت تؤكد استغلال السلطة الفلسطينية لذكرى رحيل "عرفات" لحشد التأييد لـ"عباس" مستغلة حب الشعب الفلسطيني لأبو عمار لتصوير الأمر على أنه هبة شعبية لإعلان الدعم لعباس الذي ذرف الدموع في جنازة بيريز قبل أسابيع.
استغلال أطفال المدارس
الوثيقة الأولى، مخاطبة رسمية من محمود العالول "أبو جهاد" مفوض التعبئة والتنظيم بحركة فتح، لوزير التعليم صبري صيدم، وحملت تعليمات مشددة بضرورة حشد طلاب المدارس بشكل مكثف مع المدرسين، حيث تتكفل الهيئات التنظيمية بالحركة بتوفير وسائل النقل لحشد الطلاب.
الوثيقة تكشف زيف الشعبية المزعومة المصطنعة لـ"عباس" كما أنها تؤكد استغلال السلطة الفلسطينية للأطفال واقحامهم في المعترك السياسي، من خلال حملهم على الهتاف ورفع صور لعباس، لا لشيء سوى رسم صورة زائفة عن شعبية الرجل، الذي بات يعيش وحيداً بعيداً عن آلام الشعب وحركته، التي أصبحت مفتتة الآن.
تعليمات صارمة لـ"الحمد الله"
الوثيقة الثانية كشفت عن فضيحة كبرى، أكبر من سابقتها، حيث حملت تعليمات صارمة من "العالول" لرئيس الحكومة رامي الحمد الله، بضرورة شحذ الهمم وضمان مشاركة المؤسسات في إحياء ذكرى استشهاد أبو عمار، لإرسال رسالة بالتفاف الجماهير حول الرويبضة محمود عباس .
الوثيقة حملت تطوراً خطيراً حيث شددت على ضرورة ارتداء أجهزة الأمن والشرطة الزي المدني، في خطوة باتجاهين الاول لقمع أي صوت قد يعارض رفع صور عباس والتهليل له خلال المهرجان، والفائدة الثانية ان يظهر هؤلاء الافراد والضباط الأمنيين وكأنهم جماهير شعبية حضرت لتأييد عباس الذي بات يعيش منفرداً في مقر المقاطعة، والآن يستغل ذكرى رحيل القائد والمعلم الرئيس الخالد "أبوعمار" لحشد التأييد له.

