"مفيش صاحب يتصاحب"، لم تعد هذه المقولة مجرد كلمات يرددها بعض الشباب وراء مطربى المهرجانات، وإنما أصبحت تعبر عن واقع أليم حقيقى نعيشه.
كشفت تحقيقات خالد البارودى مدير نيابة الجمالية بإشراف المستشار عبد الرحمن شتلة المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة، تفاصيل مثيرة فى واقعة العثور على جثة شاب فى مقتبل العقد الثانى من العمر مذبوح ومهشم الرأس فى منطقة المقابر بالجمالية.
أدلى المتهم محمد.ح، 16 سنة، وشهرته "حماصة"، باعترافات تفصيلية فى واقعة ذبح صديقه بمنطقة المقابر بالجمالية، مؤكدًا أن المجنى عليه تربطه به صداقة قوية منذ سنوات، مضيفًا أنه خلال الفترة الماضية نشبت بينهما بعض المشاكل والخناقات بسبب تعرفه على فتاة يحبها ويسعى إلى التقرب منها، وعندما علم صديقى حاول الفوز بهذه الفتاة، بالإضافة إلى قيامه بالاعتداء علىَّ بالضرب أمامها.
واستطرد المتهم فى أقواله أمام النيابة قائلاً: وعندها سيطر الشيطان على عقلى قررت التخلص منه وقمت باستدراج صديقى عبد الرحمن، 18 سنة، الذى يعمل بمطعم كشرى، إلى منقطة نائية ناحية المقابر بعد إغوائه بتعاطى الحشيش.
وتابع المتهم فى اعترافه أمام النيابة، أنه استغل غياب صديقه عن الوعى بفعل المخدرات واعتدى عليه بموس حلاقة كان بحوزته، ثم خنقه بسلسلة كان يرتديها المجنى عليه، ثم انهال على رأسه بحجر صخرى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فقام بسرقة هاتفه المحمول وفراً هارباً.
وبرر المتهم جريمته أمام النيابة بدافع الانتقام من صديقه وسرقته، وذلك عقب تعدى المجنى عليه بالضرب فى وقت سابق، أمام فتاة كان يحبها ويسعى للتعرف عليها، مما أوقد النيران فى قلبه، وجعله يدبر خطته للانتقام منه خاصة عقب علمه محاولة المجنى عليه الوصول إلى الفتاة، كما رفض المتهم الإدلاء بأى معلومات عن هذه الفتاة التى يحبها.
وتبين من تحقيقات النيابة، أن والد المتهم محكوم عليه بالسجن 15 عامًا فى جريمة قتل، وأنه ليس لديه محل إقامة واضح ولا يعمل.
ومن جانب آخر، استمعت النيابة إلى أقوال والد المجنى عليه، والذى أتهمه بقتل نجله بغرض السرقة والانتقام.
وقررت نيابة الجمالية برئاسة المستشار أحمد زيتون، رئيس النيابة، حبس عاطل 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل صديقه، لخلافهم على صداقة فتاة قبل أيام من الواقعة.
وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة، وأمرت بتشريح جثة المجنى عليه لبيان سبب الوفاة وعرض ملابس المتهم على الطب الشرعى.
كان قسم شرطة الجمالية تلقى بلاغًا من خفير بعثوره على جثة شخص مجهول ملقاة بمنطقة مقابر النصر، وتم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء أحمد الألفى، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة.
وتبين من المعاينة أن الجثة لذكر مجهول الهوية مسجاة على وجهها ويرتدى ملابسه وبه جروح وكدمات وملفوف حول رقبته سلك خاص بشاحن هاتف محمول وبجواره حجر ملطخ بالدماء، حيث تم تحديد شخص المجنى عليه، وتبين أنه عامل بمحل كشرى، وأن وراء ارتكاب الجريمة عاطل تم ضبطه، واعترف المتهم أمام العميد محمد الألفى، رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة، بارتكاب الواقعة.
وأقر بأنه نظرًا لسابقة قيام المجنى عليه بالتعدى عليه بالضرب بسبب خلاف على صداقة فتاة، خطط للانتقام منه، وفى سبيل ذلك تمكن من استدراجه إلى منطقة المقابر بدعوى تعاطى المواد المخدرة، وأثناء تواجدهما قام بخنقه بواسطة سلسلة كان يرتديها المجنى عليه وسلك الشاحن المعثور عليه، ثم قام بالتعدى عليه بالضرب على رأسه بحجر حتى تأكد من وفاته وفر هاربًا إلى أن تم ضبطه، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق والتى أمرت بما سبق.
