16.12°القدس
15.88°رام الله
14.97°الخليل
18.37°غزة
16.12° القدس
رام الله15.88°
الخليل14.97°
غزة18.37°
الأحد 20 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

تقرير "فلسطين الآن"

غزة تنتج أجود أنواع الفحم من المخلفات الزراعية

15058645_1174286579321130_631961947_n
15058645_1174286579321130_631961947_n
غزة - مراسلنا

لم يمنع الحصار في قطاع غزة، ولا الحروب الثلاثة المتتالية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي عليه، من نجاح المهندس حسن زايد (44) عامًا، من إنتاج مشروعه والذي يصنّع فيه الفحم الحيوي والمضغوط من المخلفات الزراعية التي تهدر بكميات كبيرة في النفايات.

ولم يعد انتشار هذا النوع من "الفحم"، في السوق الغزي، بالغريب عليه، رغم أنه المشروع الأول في القطاع الذي يصنع فيه الفحم الحيوي بطرق علمية مدروسة.

"فلسطين الآن"، سلّطت الضوء على مشروع  المهندس زايد، والذي يعمل على حماية البيئة وتوفير بدائل من المنتجات نظيفة أو صديقة للبيئة، والتي قد تصادفك على رفوف محلات البقالة في غزة، أو ما يعرف بالفحم الحيوي.

الاستفادة من المخلفات

ويقول زايد، والذي يحاول منذ أربع سنوات في إنتاج الفحم، "إن الكميات الكبيرة للمخلفات الزراعية التي تصادفني في بيت لاهيا شمال القطاع، والتي ترهق المزارع في عملية التخلص منها والتي قمت بجمع بعض العينات منها "المخلفات الزراعية"، وتجفيفها، ثم تفحيمها بمعزل عن الهواء فتبين أن (70%) منها يحتوي على فحم ممتاز".

ويشير المهندس زايد، من سكان محافظة شمال غزة، إلى أن الفحم الحيوي يستخدم في تسميد التربة وصناعة الأعلاف، ومكافحة الآفات الزراعية، وهو معروف لدى العديد من الدول خاصة دول شرق آسيا، كاليابان.

ويبيّن زايد، المراحل التي يتم من خلالها إنتاج الفحم بأنها تبدأ بتجميع المخلفات الزراعية وبقايا الأشجار وكبسها بعد التجفيف والتقطيع ثم تسخينها في معزل عن الهواء إلى درجات حرارة عالية تصل إلى 500 ° م فيما يعرف بالتقطير الإتلافي، وينتج عن هذه العملية أبخرة كثيفة يتم تجميعها لتتحول إلى سائل لونه بني قاتم يحتوي على بخار الماء وعناصر كيميائية كثيرة.

ويتابع "ثم تأتي مرحلة فصل المكونات للحصول على ما يعرف بـ "خل الخشب" المستخدم حالياً في اليابان وشرق آسيا وأوروبا كمادة مسمدة للتربة وقاتلة للحشرات وتضاف لأعلاف الحيوانات للحصول على إنتاجية أفضل".

ويكمل قوله لمراسلنا: "إن المخلفات التي تم تسخينها في معزل عن الهواء في فرن خاص فإنها تتحول إلى كربون وهو المكون الأساس لصناعة الفحم المضغوط والفحم الحيوي الذي يضاف للتربة لتحسين خصوبتها".

وينتج عن هذه العملية ثلاث مخرجات رئيسة - بحسب زايد - وهي: "الفحم الحيوي" المستخدم عالمياً في تخصيب التربة، "خل الخشب" وهو أحد سوائل تقطير الفحم ويستخدم في الزراعة والأعلاف، و"الفحم المضغوط" المستخدم للتدفئة والشواء ويتميز بأنه سريع الاشتعال ويدوم لفترة أطول.

صديق للبيئة

وعن دوافع استبدال الفحم العادي بالحيوي، أكد المهندس زايد أن الفحم الحيوي يتميز بأنه سريع الاشتعال ولا يحتاج للتهوية، وصحي وصديق للبيئة وذلك لأنه يحتوي على القطران الضار بالصحة حيث يتم التخلص منه برفع درجة التفحيم الى 500 درجة مئوية.

ويعتبر مشروع إنتاج الفحم الحيوي، أنه يقدّم بدائل طبيعية للوقود الصلب وتنمية البيئة المحلية بالمكونات الطبيعية الخالية من المخاطر.

ولا تزال بعض العقبات تواجه عملية إنتاج الفحم الحيوي في قطاع  غزة، رغم توفر المواد الخام المستخدمة في الإنتاج محلياً، ما جعل المهندس زايد، يحرص على تصنيع ماكينات الإنتاج بنفسه.

ولفت زايد، إلى أن مشكلة الكهرباء، هي من أبرز العقبات التي تواجه المشروع، والذي يحتاج إلى كهرباء بقيمة 3 فاز لتشغيل مطحنة المواد الخام، بالإضافة إلى غياب التمويل للنشاطات التطويرية المستمرة للمشروع.

ولم تشفع الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، من تعرض مصنعه للقصف خلال أيام العدوان، الأمر الذي أعاق تسويق الفحم، ورغم محاولته في إعادة تأهيل مصنعه، مستفيدًا من منحة مالية يقدمها مشروع "بذرة"، والذي تنفذه حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية.

ويسعى "بذرة"، إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني، خلال تمويل من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" من خلال برنامج التمكين الاقتصادي "DEEP".