تشتعل أروقة السياسة الإسرائيلية، منذ أيام باتهامات وتسريبات تتعلق بتورط قيادات سياسية وعسكرية في العدوان على قطاع غزة عام 2014.
وحسب تسريبات نشرتها عدد من مواقع الإعلام العبرية، فإن نتنياهو ووزير حربه يعلون، أخفوا معلومات هامة عن خطورة الأنفاق في قطاع غزة وقدرتها الهجومية عن المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت".
ووفق تقرير مراقب الدولة فإن إخفاء المعلومات أدى إلى توريط الجيش الإسرائيلي في معركة لم يكن جاهزا لها، وغير قادر على الدخول في غمارها.
وصدر تقرير أمني عن "الشاباك" الإسرائيلي، صباح اليوم يؤكد تحذيره للقيادة الإسرائيلية من خوض غمار عدوان موسع على قطاع غزة قبيل أشهر من بدئه، وهو ما تم تجاهله من قيادة الحكومة الإسرائيلي.
ويرى محللون سياسيون، أن نتنياهو لديه خيارات عدة لإنقاذ مستقبله السياسي من الضياع، والسقوط في فخ السجن، كونه لديه مسبباته حول إخفاء المعلومات.
حيث يعتقد بعض المحللين أن نتنياهو أساء التقدير في إخفاء المعلومات عن "الكابينيت"، فيما يرى البعض الآخر أن رئيس حكومة الاحتلال تم توريطه في خوض غمار العدوان.
سوء تقدير نتنياهو وخياراته
وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أخطأ التقدير حين أخفى المعلومات المتعلقة بالأنفاق خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014 عن "الكابينيت".
وأضاف الصواف، في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" أن نتنياهو اعتقد بأن المعلومات غير مهمة، وليست لها أثر على الجيش أو الجبهة الداخلية، إلا أن القدرة الهجومية لأنفاق غزة وما أحدثته من أضرار في جيش الاحتلال، جعل تقرير المراقب العام في "إسرائيل يعتبر أن إخفاء المعلومات عن "الكابينيت" جزء من الإهمال الذي أدى إلى أضرار كبيرة في الجيش.
وعن تأثير الأمر على مستقبل نتنياهو السياسي، أكد الصواف أن أمام نتنياهو خيارين، الأول بأن يشن هجوما على قطاع غزة لإخفاء ما حدث من فضيحة إخفاء المعلومات، أو إجراء انتخابات جديدة، مستبعدا أن يكون مصير نتنياهو السجن على اعتبار أن لديه مبرراته لإخفاء المعلومات.
نتنياهو تم توريطه
من جهته، اختلف الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، مع سابقه حول مستقبل نتنياهو، مبينا أنه لا يوجد منافس له في الساحة الإسرائيلية.
وأوضح عبدو، ان نتنياهو لن يخوض غمار حرب لأنه غير جاهز لذلك، كما أن الانتخابات غير مرغوبة لديه؛ لأن المجتمع الإسرائيلي سئم وجوده على الساحة السياسية، رغم عدم وجود منافس حقيقي له على الساحة.
ولفت عبدو أن تقرير مراقب الدولة، أثبت حجم الإخفاقات التي تعرض لها جيش الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2014، مبينا أن نتنياهو كان فرحا في البداية على تسريبات تقرير مراقب الدولة لأنه حمل الجيش مسئولية إخفاء المعلومات، إلا أنه في النهاية أصبح الأمر متعلقا به بشكل مباشر.
وأكد عبدو أن الأمر لن يؤثر على مستقبل نتنياهو بشكل مباشر، مستبعدا أن يكون إخفاء المعلومات عن "الكابينيت" سوء تقدير، بل أن كافة الوزراء داخل "الكابينيت" وخارجه كانوا يؤيدون اجتياح كامل لقطاع غزة ويضغطون بهذا الاتجاه.
وبين أن الوحيد الذي كان معترضا على الاجتياح نتنياهو ووزير حربه يعالون، إلا أن الجميع أجبره على اتخاذ خطوة الحرب وحمله بعدها المسئولية.