27.21°القدس
26.62°رام الله
26.08°الخليل
26.5°غزة
27.21° القدس
رام الله26.62°
الخليل26.08°
غزة26.5°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

التخطيط الإستراتيجي في المنظمات الفلسطينية

15135774_1157403187671628_1231189140835581265_n
15135774_1157403187671628_1231189140835581265_n
عرفات أبو ربيع

مما لاشك فيه أن التخطيط الإستراتيجي كفكر بدأت تنتهجه معظم المنظمات في دول العالم، سواء المتقدمة منها أم التي لازالت قيد التطوير والتقدم، المدنية منها والعسكرية، الربحية وغير الربحية، وذلك لأسباب عديدة، لعل أهمها درجة التعقيد والتغير في البيئة الخارجية مثل الظروف السياسية والاقتصادية وغيرها، والتي تؤثر بشكل كبير ومباشر في أداء المنظمات وقدرتها على تحقيق أهدافها التنظيمية.

وفي هذا المقال نحاول إلقاء الضوء على بعض العوامل التي تؤثر على مدى نجاح التخطيط الإستراتيجي في المنظمات الفلسطينية والتي نذكر منها:

ذكر بعضها بشكل مباشر أو غير مباشر في مقالات علمية وآراء مختصين وبعضها من رأيي الشخصي بحكم دراستي لمساق التخطيط الاستراتيجي.

العامل الأول: إيمان القيادة العليا بالفكر الإستراتيجي عموماً وما تتضمنه الخطة الإستراتيجية على وجه الخصوص ودعمها للمشاريع الواردة في الخطة والإشراف العام على التنفيذ.

وهنا نرى أن هناك منظمات فلسطينية عديدة لديها قيادات تؤمن بالفكر الإستراتيجي وتتبناه وتدعمه ولكن ربما يكون الاهتمام محدود أو مرتبط بدعم الفكرة عند بدايتها ولكن ومع مرور الوقت لا تنخرط تلك القيادات كثيراً في عمليات الإشراف ومتابعة التنفيذ وإزالة العوائق التي تواجه تنفيذ الخطة الإستراتيجية، وهذا ما يعيق تطبيق الخطة بدرجة عالية من الكفاءة والفعالية.

العامل الثاني: أن يكون القائمين على إعداد الخطة الإستراتيجية من أصحاب الاختصاص في مجال التخطيط وأن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في إعداد تلك الخطط، ومن المؤسف أننا نرى أن العديد من القائمين على التخطيط خصوصاً في جهات حكومية عربية عديدة ليسو من أهل الاختصاص وليس لديهم الخبرة الكافية في الإعداد أو الإشراف على تنفيذ الخطط الإستراتيجية وبالتالي يتم وضع خطط تتصف بالطابع النظري ويصعب تطبيقها على أرض الواقع.

العامل الثالث: أن تكون الخطة متكاملة وشاملة ومبنية على محاور تلبي احتياجات وتطلعات المنظمة والعاملين فيها، هناك بعض المنظمات الفلسطينية وأثناء القيام ببناء الخطط الإستراتيجية تقوم بالتركيز على جوانب في التحديث والتطوير وتغفل جوانب أخرى مثل التنمية والاستثمار في الموارد البشرية وتركز الاهتمام بشكل أكبر على التطور التكنولوجي وهذا يعتبر خلل كبير في بناء الخطة الإستراتيجية والتي يجب أن تتصف بالشمولية والتكامل في جميع أوجه التحسين والتطوير.

العامل الرابع: أن تكون الخطة الإستراتيجية مستمدة من واقع حال المنظمة وأن تعكس الحالة الفعلية للمنظمة بحيث تكون مبنية على تحليل كل من نقاط القوة والضعف وأيضا التحديات المستقبلية التي يمكن أن تواجه المنظمة، وبالتالي تكون الخطة مناسبة تماما للتعامل مع الأوضاع الداخلية بالمنظمة وأيضا البيئة المحيطة التي تعمل بها.

العامل الخامس: مشاركة العاملين في صناعة الخطة الإستراتيجية وهذه تعتبر نقطة جوهرية لضمان نجاح التطبيق، فما لاشك فيه أن مشاركة العاملين في إعداد الخطة يزيد من قناعتهم بشكل كبير بما تحتويه من عناصر، وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية كبيرة في التنفيذ.

العامل السادس: أن تكون الخطة قابلة للتقييم والرقابة، نرى من واقع حال العديد من المنظمات الحكومية أنها تمتلك أجهزة وهيئات ومؤسسات للرقابة ولكن تلك الأجهزة غير مفعلة بشكل كافي لتقوم بتقييم الخطط أو الرقابة على تنفيذها والتأكد من تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية.

العامل السابع: أن تكون الخطة قابلة للتغيير والتعديل وذلك لكي تتكيف مع الظروف الديناميكية المحيطة بالمنظمة خصوصا في ظل التغييرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة،  وهذا ما نفتقده بعض الشيء، وهو مرونة الخطط التي نضعها ودراسة الأوضاع المتغيرة وتأثيراتها الإيجابية أو السلبية على الخطط التي نضعها.

العامل الثامن: أن تكون الأهداف الإستراتيجية والتشغيلية واقعية ويمكن الوصول إليها، وهذا العامل يعتبر عامل محوري وحيوي حيث يقوم العديد من القائمين على إعداد الخطط الإستراتيجية بصياغة أهداف يصعب الوصول إليها لعدم تناسبها مع الإمكانيات والموارد المتاحة وعدم مراعاة الظروف الخارجية المحيطة بالمنظمة وتأثيرها على إمكانية الوصول للأهداف المرجوة.

ومما سبق يتضح لنا أن المنظمات الحكومية في قطاع غزة بدأت تطبق إلى حد كبير مفاهيم التخطيط الإستراتيجي، ومن أهم الأسباب التي ساعدت في نشر مفاهيم التخطيط الاستراتيجي العولمة والتي كان لها أثر في إظهار ما أثمر عنه علم التخطيط الإستراتيجي من نتائج  إيجابية وبناءة على أرض الواقع في الدول التي طبقتها مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوربي.

ولكن يتضح لنا أيضا أن هناك ضعف في آليات بناء تلك الخطط وأيضا عوائق تواجه التنفيذ لعل أبرزها عدم اختصاص بعض القائمين على عملية بناء الخطط الإستراتيجية وتنفيذها وأيضا عدم وجود جهات فعالة تمارس دور الرقابة علـى التنفيذ.

ولكن نأمل إن شاء الله ومع الاستفادة من تجارب التخطيط في السنوات الماضية وما صاحبها من ممارسات وخبرات وأيضا اتجاه العديد من الشباب في قطاع غزة لدراسة علم التخطيط الإستراتيجي والعلوم المكملة له أن يكون مدى الاستفادة من التخطيط الإستراتيجي  وتطبيقاته  أكبر و أن يحقق نتائج أفضل من السنوات السابقة.