جلس أبو يزن –حفظه الله – قبل أذان المغرب بدقائق في اليوم الأول من رمضان عند جاره أبو "عادل" صاحب الشنب الكبير, والكرش الكبير غير محدد الزوايا أو الأبعاد فهو يشبه الاستيطان في القدس المحتلة, لدرجة أنه لا يستطيع إدخال قميصه في البنطال, ويجلس على كرسيٍّ يعاني إنبعاجاً شديداً, من شدة الضغط الواقع عليه, أكثر من الضغط الواقع على حماس لتوافق على شروط الرباعية. جرت العادة أن يصوم أبو عادل, فمن غير المنطق أن يفطر وكل من حوله صائم, وبعد العصر يتكلم بصوت خافت تشعر أنه في أنفاسه الأخيرة ينتظر "أذان المغرب". للأسف أبوعادل لا يصلى فهو يصوم فقط, ليس جحوداً بالصلاة, ولكن تكاسلاً, كما أنه يضحي كل عام, قال له أبو يزن: الصلاة أهم من الصوم فهي الركن الثاني في الاسلام, من الأولى أن تصلي وتصوم يا أبو عادل؟ سكت أبو عادل, تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة- لعلها هي السبب في توقف المصالحة بين فتح وحماس- ثم قال: أنا عارف ربنا يهديني ؟!! بعض الناس يتمسكون بالسنن ويتركون الفرائض, ويعتقدون باعتقادات وعادات قد تكون لديهم أكثر ضرورةً ووجوباً من بعض الفرائض .. الله يهديك يا أبو عادل ؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.