31.91°القدس
31.62°رام الله
30.53°الخليل
32.18°غزة
31.91° القدس
رام الله31.62°
الخليل30.53°
غزة32.18°
الأربعاء 24 ابريل 2024
4.67جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.78

شاليط “ضاع” !!

[color=blue]بقلم: محمد السوافيري[/color] بلهجة حواري غزة المحاصرة الجريحة ينطق حال أهل الجندي الأسير على أيدي مقاوميها “جلعاد شاليط” بأنه “ضاع” بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اغتيال القائد في كتائب القسام تيسير أبو سنيمة زاعماً بأنه “هو من يملك سر مكان شاليط”. هذه المزاعم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لم تكن لمجرد انتهاء ملف هذا القائد في كتائب القسام باغتياله، بل أراد الاحتلال ما وراء تلك المزاعم محاولة تحقيق عدة أهداف أبرزها: - أولاً: دفع المقاومة الفلسطينية إلى نفي هذه التهمة عن أبو سنيمة، لتدخل بعدها في دوامة التأكيد والنفي بأن شاليط لازال معروف المصير ولازال حياً يرزق، كما حدث في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة في نهاية عام 2008/2009، عندما أطلق الاحتلال إشاعة بأن شاليط قد قُتل في الحرب ليدفع المقاومة الفلسطينية بأن تثبت عكس ذلك، فما كان من الأخيرة إلا أن تكون على نباهة ومسؤولية عالية بأن أعلنت أن لكل شيء ثمن مما اضطر الاحتلال لدفعه بالإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية رغماً عنه، وذلك مقابل شريط فيديو لمدة دقيقة أو دقيقتين ليؤكد أن شاليط لازال حياً. - ثانياً: الدفع باتجاه تحريك ملف “شاليط” الراكد من جديد، بعد أن استنفذ الاحتلال الإسرائيلي كافة خياراته وأساليبه بالإفراج عنه حياً أو محاولة قتله للتخلص منه ومن آسريه، وبعد أن فشلت حكومة نتنياهو في إخضاع المقاومة أمام شروطها للتنازل أو القبول بما هو أقل من المطلوب عبر عدة وساطات متعددة. - ثالثاً: أن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تظهر ناجحاً وهمياً أمام عائلة شاليط وجمهور الإسرائيليين العريض المؤيد للإفراج عن شاليط بشروط المقاومة، وكأنها تريد أن تصور لهؤلاء أنها إذا استطاعت أن تعرف آسر شاليط وتمكنت من قتله، فإنها قريباً ستصل لمكانه !! ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم تقدم إسرائيل على اختطاف القائد أبو سنيمة ما دام أنها متيقنة من أنه أحد آسري شاليط، كما فعلت من قبل مع القائد مهاوش القاضي قبل سنوات بذات التهمة ؟! وبالعود على بدء، فإن ما أعنيه بمصطلح “ضاع” فإن شاليط فعلاً ضاع وليس ذلك بمجرد إقدام الاحتلال على اغتيال القائد أبو سنيمة، بل إن شاليط “ضاع” منذ زمن بعيد في ظل مماطلة حكومات الاحتلال للإفراج عنه وتخليها عن أهله، وهي لازالت تعدهم يوماً بعد يوم بأنه سيخرج قريباً، وأنها تعمل جاهدة للإفراج عنه دون أي شروط كما تزعم. ولكن .. إذا أرادت إسرائيل ممثلة بحكومتها وشعبها، أن تجد شاليط “الضائع” فعليها أن تفكك اللغز الذي ليس له إلا حل واحد أوحد وهو الخضوع والخنوع لشروط المقاومة بالإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات من داخل السجون الإسرائيلية. ومع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني، فإنني على يقين بإذن الله أن الاحتلال الإسرائيلي سوف يخضع عاجلاً أم آجلاً لمطالب المقاومة الفلسطينية وسينتهي زمن الأسرِ قريباً بإذنه الله “وما النصر إلا صبر ساعة” وسيُصبح يوم الأسير في الأعوام القريبة القادمة مجرد ذكرى تمتزج فيها ذكريات البطولة والألم يبقى الأسرى هم عنوانها.