في ليلة وضحاها، ارتفعت أسعار لحوم الدجاج، لترتفع معها أصوات المواطنين، فسعر الكيلو الواحد تجاوز العشرين شيكلاً، لتصل أعلى مستوى لأسعار اللحوم البيضاء.
ووسط سجال عن الأسباب، يغيب عن النقاش الدائر الأسباب الفعلية التي تقف خلف الارتفاعات الحادة، وكذلك الانخفاضات التي تحدث لأسعاره دون غيره من اللحوم.
بعين المزارع
تعقيبا على ثورة الأسعار، وارتفاع الأصوات، بيّن صاحب مزرعة دجاج حديثة، نبيل يونس، لـ"فلسطين الآن"، بأن ما يحدث، وحدث في السابق، غريب جداً، الناس تتذمر دون وعي وفهم للحالة التي أدت لارتفاع أسعار الدجاج بشكل جنوني .
ويوضح يونس في حديثه بأن بداية ارتفاع الأسعار، احتج المواطن، دون أن يهتم بما أصاب المزارع من ويلات وخسائر كبيرة، فالقطاع الزراعي هنا في فلسطين وحده يعمل دون دعم حكومي أو أي جهة أخرى .
يؤكد بأن المشاكل كبيرة جداً، تبدأ من سعر الصوص الحديث، حيث يتجاوز الـ 6 شواكل، وبعدها يحتاج أربعة شواكل كل يوم حتى أربعين يوماً، عدا عن الأمراض التي تفتك به خلال أول أسبوعين من عمره.
مؤامرة
من جهته، قال المواطن أحمد أبو اسنينة، وهو متضرر حسب تعبيره، بأن أسعار الدجاج هي مؤامرة بين الحكومة والمزارع لسرقة أموال الناس من خلال رفع أسعار الدجاج، وإجبارنا على شرائها في ظل ارتفاع أسعار اللحوم .
وبين اسنينة لـ"فلسطين الآن"، آلية رفع السعر والمؤامرة التي يقومون بها، حيث يشير إلى أن الحكومة منعت استيراد اللحوم والدجاج، وقالت للمزارعين بأن يرفعوا سعر الدجاج للملاحم، وبهذا يمكن تعويضهم في ظل حاجة المواطن ولا بديل عن الملاحم بعد انقطاع الدجاج المجمد المهرب .
وأضاف أبو اسنينة: "صحيح أن الشتاء كلف المزارعين بنفوق الدجاج، لكن ليس لحد رفع السعر الي عشرين شيقلا، فهذا يعتبر استغلال للمواطن الغلبان، وعدم تقدير الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعصف بهم".
تدخل حكومي
وقال المهندس عزمي الشيوخي رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني، أن الحكومة الفلسطينية، وعلى رأسها وزارة الاقتصاد، حددت يوم الأحد المنصرم، سعر كيلو الدجاج، بحيث لا يتجاوز الـ 17 شيقلا، وسينخفض في الأيام القليلة القادمة، بعد تحسن وضع مزارع الدجاج .
وبين الشيوخي لـ"فلسطين الآن" بأن لجان سيّرت إلى كثير من المسالخ المركزية والملاحم في كثير من المحافظات من أجل التأكد بأن قرار التخفيض قد طبق، وبأن الأسعار انخفضت، تماشيا من الحاجة الملحة لدى المستهلكين، والأسعار الخيالية التي عصفت بالدجاج خلال الأيام الماضية .
ولفت بأن مشكلة ارتفاع الأسعار تحتاج إلى حلول من جذورها، لافتا إلى أن الخطوات التي قامت بها الوزارة والجمعيات في منع الاستيراد، هي حبال قصيرة وسرعان ما تعاود المشكلة للتكون ونعود للمربع الأول .
وأضاف الشيوخي: "وفي ظل ثورة الأسعار، يستلزم العمل على وضع حلول استراتيجية لتنظيم قطاع الدواجن وحماية المنتجين الصغار الذين يشكلون نسبة من السوق، وتقدير تكاليف الإنتاج وتحديد السعر بما يتوافق مع المنتج والمستهلك وتبني سياسات داعمة للمنتجين تمنع سيطرة كبار التجار والشركات على السوق".
