إذا كانت الدنيا بها عجائب سبع، فلا عجب أو استغراب فيما نقوله، بل ما سنتحدث عنه هو واقع، ولكنه مؤلم، فاليوم سنتحدث عن غيرة الأب من أبنائه، الأمر الذي نعده سلوكاً شاذاً، إلا أنه متواجد، لذا نتحفظ على وجود مثل هذا السلوك.
وسيتحدث معنا الأخصائي النفسي منتصر نوح عن أسباب غيرة الآباء من أبنائهم، حيث يقول: إن الرجل كما يقال عنه دائماً هو "طفل صغير" يحتاج إلى اهتمام زوجته ورعايتها له، ويشعر الزوج بالغيرة اتجاه أبنائه عندما يجد الاهتمام بأكمله قد انصب على هؤلاء الأبناء، فيكون أكثر عصبية، ويميل إلى اختلاق المشاكل والخلافات، وهناك بعض الحالات المرضية، التي كانت تعاني من غيرة الأب وظلمه، والذي يصل استبداده إلى طرد ابنه من المنزل أو ضربه بشكل وحشي ومؤذٍ، فقد كنا نعهد مثل تلك المشاكل، وإنما مع زوج الأم أو زوجة الأب، وهو أمر قد نراه طبيعياً مع أنه يتنافى مع الإنسانيات، ولكن الأصعب أن يكون الأب نفسه هو من يغار من أبنائه ويفعل بهم هكذا، والحالات التي يغير فيها الأب ناتجة عن امتداح الأم لابنها طوال الوقت بأنه سيكون أفضل منها ومن زوجها، وخاصة إذا كان الابن متفوقاً دراسياً، فعندما تبدأ الأم تشييد بذكاء ابنها وتفوقه، يبدأ الزوج بالغيرة، لا أعمم هذا على جميع الآباء، وإنما هناك قلة يعانون من مشاكل نفسية تعرضوا لها منذ الصغر قد تكون هي السبب في هذه الغيرة الغير منطقية والغير مبررة، وهذا النوع من الآباء يغير من ابنه إذا دافعت الأم عنه في حال فعل شيئاً خاطئاً، ويغير أيضاً إذا كان ابنه قد حباه الله بموهبة ما، مثل: الرسم، العزف، أو أي موهبة أخرى.
وأشار نوح إلى أن هناك عدة عوامل شملتها الدراسات حول أسباب غيرة الآباء من أبنائهم، وهي:
- إذا كان الأب يعامل بقسوة فترة طفولته، ولم يجد الحنان الكافي من والدته، عندها يكون أمله في أن تحنو عليه زوجته، وعندما يجدها تقدم حنانها لطفلها، يبدأ في غيرته المرضية.
- إذا كان هذا الأب يتعامل بشيء من الإهمال من والدته ووالده كعدم اصطحابه في النزهات أو تركه طوال الوقت مع المربية، وعدم رعايته أو الإقلال من شأنه أمام الناس.
- يعاني هذا الأب من مشكلة في صغره كالتهميش، والإقلال من شأنه، فلا أحد يأخذ برأيه أو يستمع له ويشاوره، بل كان فقط يتلقى الأوامر من الأم والأب، ويعاقب إذا لم يتم تنفيذها.
- إذا فقد الأب أمه منذ الصغر، وعانى من معاملة زوجة والده السيئة، وبالتالي يغير من معاملة زوجته لأبنائها.
