"إذا لم تستح فاصنعي ما شئت يا أجهزة السلطة الأمنية".. بهذه العبارة لخص أحد أقارب شهداء قرية عصيرة الشمالية المنوي تسليم جثامينهم اليوم، ردا على قيام عناصر من جهاز الأمن الوقائي بنابلس باقتحام إحدى المطابع ومصادرة كافة البوسترات الخاصة بالشهداء. وقال شاهد عيان لـ [color=red]"فلسطين الآن"[/color] إن قوة كبيرة من أمن السلطة اقتحم المطبعة وقام بمصادرة جميع الصور والبوسترات التي جرى تجهيزها لتعليقها في قرية عصيرة احتفاءً بشهدائها القساميين الأربعة. وأشار إلى أن عناصر القوة تعاملوا بفظاظة كبيرة ولم يراعوا حرمة الشهداء، حيث جن جنونهم عندما وجدوا أن النعي الموجود على البوسترات باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام. [title]استدعاءات وملاحقات[/title] من جهة أخرى، واصلت أجهزة أمن السلطة حملة الاعتقالات والاستدعاءات بحق المواطنين وأنصار حركة حماس في الضفة الغربية فاستدعت اثنين منهم للتحقيق في نابلس وحاولت اعتقال ثالث برام الله. وحسب بيان رسمي وصل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، فقد سلم جهاز "المخابرات العامة" في نابلس استدعاءً للشاب معتصم ريحان من بلدة تل وهو شقيق الشهيدين القساميين محمد وعاصم ريحان وشقيق الأسير القسامي عماد ريحان وشقيق المعتقل السياسي لدى جهاز "الأمن الوقائي" معاذ ريحان، لكنه رفض استلام الاستدعاء. كما سلم جهاز "الأمن الوقائي" استدعاء لناجح عصيدة من ذات البلدة وهو أسير محرر ومعتقل سياسي سابق ومفصول من وظيفته سياسياً. وفي رام الله، حاولت قوةٌ من جهاز المخابرات اعتقال الأسير المحرر عبد الرازق العاروري من بلدة عارورة دون أن تتمكن من ذلك لعدم تواجده بالمنزل، وهو مختطفٌ سابقٌ عدة مرات. [title]استدعاء صحفي[/title] بدوره، أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بشدة قيام جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في رام الله، باستدعاء الصحفي صهيب عزيز العصا، بعد أسبوع فقط من الإفراج عنه من سجون الاحتلال. وقال المنتدى في بيان وصل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] نسخة منه إن "أجهزة أمن السلطة بهذا الاستدعاء تؤكد أنها ماضية في قمع الحريات وملاحقة الصحفيين رغم الأجواء الإيجابية التي تغلف الحوارات بين حركتي حماس وفتح، وانطلاق مشاورات تشكيل حكومة توافق وطني". وأضاف "هذا الاستدعاء يعكس وجود سياسة تبادل أدوار بين أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال في ملاحقة الصحفيين والتنكيل بهم، ضمن إستراتيجية تكميم الأفواه وإرهاب الإعلاميين عن ممارسة عمل إعلامي بشكل مهني وحر مسئول". ورأى المنتدى أنه كان يفترض أن يجري تكريم الزميل العصا عقب الإفراج عنه، لا استدعاءه والتلويح باعتقاله، بعد أن خاض تجربة قاسية في سجون الاحتلال تمثلت في تعرضه لتحقيق مكثف لمدة 40 يومًا في زنازين سجن الجلمة، إضافة إلى انتقاله إلى مرحلة الإضراب عن الطعام، وقيامه مع زملاء آخرين بتغطية أخبار الإضراب ومتابعة تطورات المضربين داخل السجون أولاً بأول. واعتبر المنتدى أن هذا السلوك يدلل على حجم الانحراف الذي أصاب المنهجية التي تتعامل بها أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية مع الصحافيين وقضايا الحريات بشكل عام.