راياتٌ خضراء هُنا، وأخرى صفراءٌ هناك، شهيدٌ من شهداءِ الأرقامِ رسمَ عرسه بعد إفراج ِ الكيانِ عن جثمانه لوحة ً فنية ً جميلة ً للوحدة الوطنية ِالفلسطينيةِ، حيثُ علت راياتُ فتحٍ وحماس على بيت الشهيدِ المجاهد فادي العامودي في مشروع بيت لاهيا شمالِ قطاع غزةٍ، احتفالا ً بوصول رفاتِ بطلِ العميلة المشتركة إلى مسقط رأسه. زغاريدُ الفرحةِ انطلقتْ من أفواه النساءِ اللواتي استقبلن الشهيدَ بالحلوى والعطورِ الفواحةِ فور وصولهِ إلى بيته الذي انطلقَ منه الشهيد فادي قبل عدة سنواتِ ممتشقا ً سلاحه الطاهر وحزامه الناسف متوجها ً به إلى معبر إيرز- في المحطة النهائية في المعبر "دفاع 12" - الصهيوني ليفجر نفسه هناك في السابع عشر من عام 2004م، ليقتل شرطياً في حرس الحدود، وموظف في أمن الموانئ والمطارات، ويصيب اثنين آخرين. [title]استقبال كبير[/title] مئاتُ الجماهير من أبناء شعبنا المجاهد تواجدوا قبل ساعاتٍ أمام بيت الشهيد فادي قبل وصول رفاته بعد سنوات عديدة من احتجازها عند الصهاينة، حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة، وسط تكبيراتٍ وفرحة كبيرة، وهتافاتٍ مؤيدة للمقاومةِ والشهيد. كما كان للمسجد القريبِ الذي اعتادَ أن يصلي فيه الشهيدُ البطل فادي دورٌ كبيرٌ في إحياء عرس الشهيد، حيث كتبت لجنة ُ العمل الجماهيري بالمسجد شعاراتٍ مؤيدة للشهداءِ الأبطال، وعلقتْ العديد من البوسترات التي تحمل صور الشهيد، كما صدحتْ العديد من مآذن المساجد بشعاراتِ النصر والتمكين، احتفاء بوصول جثامين الشهداء إلى قطاع غزة. [title]عميلة إيرز[/title] عملية إيرز البطولية المشتركة التي نفذها شهيدُ الوحدة فادي العامودي قبل ثماني سنوات، جاءت في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، وردا ً على اغتيال الشيخ المجاهد أحمد الياسين، وتضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، لتعطي معنى كبير للوحدة الوطنيةِ الفلسطينية وتدلل على مدى تكاتف المقاومة الفلسطينية في مواجهة المحتل الغاصب. العميلة المشتركة التي أعلنت عنها كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكتائب شهداء الأقصى، وحسب العديد من الجهات تعد من أنجح العمليات الاستشهادية التي قامت بها المقاومة الباسلة في قطاعِ غزة، لتزيدَ من حيرة العدو، ولتهزم الاستخبارات العسكرية الصهيونية في حرب العقول مع المقاومة الفلسطينية، لتعيد أمجاد الغرف العسكرية الموحدة بين الفصائل الفلسطينية. رحلَ فادي العامودي قبل ثماني سنوات، واحتجز الصهاينة جثمانه طوال تلك الفترة، ليعودَ اليوم مظفرا ً منتصرا ً موشحا جثمانه بالعلم الفلسطيني ليسطرَ انتصارا ً جديدا ً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، ليعيد لنا ذكرياتِ الشهداء الأبرار، وذكريات العمليات المشتركة بين الفصائل، و ذكريات عملية إيرز البطولية. يذكر أن جثامين 11 شهيد فلسطيني وصلت إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" بعد أن كان الاحتلال الصهيوني يحتجزهم لمدة طويلة في ما يسمى بـ "مقابر الأرقام".