تحولت أروقة مسجد الحرس في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية إلى قاعة تضج بمرتاديها من مختلف مناطق وبلدات المحافظة، مهنئين ومعزين بالشهداء الذين رحلوا قبل سنين، حيث سلم الاحتلال الصهيوني مؤخراً جثامينهم . يصطف عشرات المواطنين يحملون على صدورهم لقب أب أو أخ أو قريب الشهيد من مختلف التنظيمات الفلسطينية، وخاصة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، حيث يشهد مدخل المكان اصطفاف المئات من الرجال يستقبلون المهنئين، فيما تصدح في مكبرات الصوت الأناشيد الحماسية وعلى جدرانها وأسوارها أعلام ورايات خضراء وسوداء ابتهاجا بعودة الشهداء . ويوزع أطفال صغار ملصقات تحمل صور شهداء "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وبيانات موقعة باسم حركة "حماس"، فيما يتواصل دخول وخروج المواطنين، وكل منهم يعرف عائلة شهيد أو قريب له، ويبدو المشهد أكثر ازدحاما أمام المسجد. وفي هذا السياق، يؤكد النائب الإسلامي عن محافظة الخليل الأستاذ باسم الزعارير في كلمة له أمام الحاضرين أن الوحدة الوطنية التي جمعت الشهداء في قبورهم هي من تجمع أهاليهم وأهالي الخليل اليوم في عرسهم . ويضيف في كلمة باسم نواب المجلس التشريعي حيث كان على رأس وفد من النواب بينهم النائب سميرة الحلايقة أن ما قدمه الشهداء من تضحيات تشهد لها ساحات المعارك هي دليل على أن خيار المقاومة هو الأفضل، متمنيا أن يتم استرداد جثامين كل الشهداء وعودتهم ليدفنوا قريبا من أهاليهم . فيما دخلت مجموعة من عناصر الكتلة الإسلامية إلى مكان العزاء، حاملين الرايات الخضراء بشكل منظم أعاد للحاضرين ذكريات ما قبل بداية فرض الحكم العسكري بالضفة من أجهزة السلطة، أعقبها كلمة باسم الكتلة في جامعات ومدارس الخليل . وقال الناطق باسمها إن الاحتلال ظن أنه أعاد للفلسطينيين عظاما ولم يعلم أنهم عظماء أعادوا للذاكرة أيام المقاومة الباسلة التي كانت فيها الخليل الأسد النائم المنتقم من عدوه، مستذكرا بطولات القسام والسرايا. وأشار إلى أن ما يجري اليوم يؤكد أن نهج المقاومة هو الخيار الأول للشعب الفلسطيني، وأن الدماء التي عادت لتسري من جديد هي شرارة عودة المقاومة وحركة "حماس"، مطالبا قيادات الشعب الفلسطيني بالمصالحة الحقيقية لأنها الخيار الوحيد للجميع. مؤكدا أن ما تشهده الخليل من عرس شهادة احتفاء بأكثر من 23 شهيدا هو نموذج للوحدة الحقيقية، ومشيرا لأن انجازات المقاومة التي مرت وأخر وفاء الاحرار دليل على الخيار الصادق. ويشير مراقبون إلى أن اختبار محيط مسجد الحرس يعود لكونه نواة للعديد من قادة المقاومة والشهداء الذين انطلقوا منه إلى ساحات الجهاد، وعاد ليحتضنهم شهداء حيث دفن عدد منهم قرب المسجد. [img=062012/re_1338633297.jpg]جانب من الاحتفاء بالشهداء في مدينة الخليل المحتلة[/img] [img=062012/re_1338633310.jpg]جانب من الاحتفاء بالشهداء في مدينة الخليل المحتلة[/img] [img=062012/re_1338633313.jpg]جانب من الاحتفاء بالشهداء في مدينة الخليل المحتلة[/img] [img=062012/re_1338633318.jpg]جانب من الاحتفاء بالشهداء في مدينة الخليل المحتلة[/img] [img=062012/re_1338633326.jpg]جانب من الاحتفاء بالشهداء في مدينة الخليل المحتلة[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.