كرة القدم في غزة تعاني في الفترة الأخيرة من ظاهرة عقود لاعبيها المرتفعة والتي أثقلت وأرهقت ميزانيات الاندية، فبعض الأندية مهددة بالإفلاس في ظل توقيع عقود ضخمة دون وجود إيرادات تغطي المصروفات.
فالأندية الغزية خلال الفترة الماضية مرت بظروف صعبة جداً، ما يعني بأنه من الضرورة إيجاد الحلول الملائمة ووضع اللوائح الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة السلبية التي يجب الوقوف أمامها بعين البصيرة والوعي التام، حيث اتضح تأثيرها على الكرة الغزية مع بروز الكثير من الدلالات على قرب إفلاس العديد من الاندية وتعرضها لأزمات مالية خانقة قد يصعب الخروج منها بسهولة.
قضية مبالغ فيها
حسن حنيدق نجم فريق شباب خانيونس، قال إن ظاهرة التعاقدات الكبيرة ودفع مبالغ عالية لبعض اللاعبين، قضية مبالغ فيها من حيث دفع النقود للاعبين، نظراً لأن دوري غزة يعتبر دوري هواة وليس له استحقاقات خارجية، موضحاً في الوقت ذاته أن هناك لاعبين في قطاع غزة تستحق عقود كبيرة، نظراً لمستواها المميز، مبيناً أنه من حق اللاعب أن يرى فرصته ومستقبله من خلال الرياضة.
وبين حنيدق الذي يعد أحد أصحاب العقود الكبيرة في قطاع غزة، أن هذه الظاهرة خطيرة على دخل الأندية ولاعبيها، مبيناً أن بعض اللاعبين ينتهي موسمه مع الأندية ولم يحصل على مستحقاته المالية.
واعتقد أن المبالغ المالية التي تدفع للاعبين، لا تؤثر على المستوى الفني للاعبين، مبيناً ان نزول المستوى الفني للاعب يأتي بسبب محاولة الاندية تأخير صرف مستحقات اللاعبين في وقتها المحدد.
وأوضح، ان هذه القضية لها عدة حلول أبرزها، أن يحدد اتحاد كرة القدم سقف مالي للاعبين والاندية، مشيراً إلى أن يكون حق اللاعب محفوظ وعدم وقوعه في الظلم من قبل الأندية.
سوء في الإدارة
بدوره اعتبر الصحفي الرياضي فادي حجازي، أن الكرة الغزية تعتبر حالة نادرة كونها لعبة للهواة والأندية في الأغلب تعتمد على المساعدات والتبرعات والمنح من هنا وهناك ولا توجد مصادر تمويل ثابتة مما يوقع الفرق في حرج كبير كما هو الحال في الموسم الماضي، مبيناً بانه يجب التوجه إلي الاحتراف إذا أردنا استمرار العقود على ما هي عليه أو تحديد سقف للعقود حتى لا نصل الي أمور لا تحمد عقباها مستقبلاً.
وبين حجازي، أن اللاعب الجيد والمميز في أي فريق وجد يقدم الاضافة المرجوة، ولكن عندما تجد لاعبين مستوياتهم متدنية وعقود كبيرة فإن الأمر يرجع الي سوء في الإدارة وقلة خبرة في استقطاب اللاعبين.
وأشار إلى أن ظاهرة عقود اللاعبين في غزة أصبحت كبيرة، نظراً لأن كرة القدم أصبحت مصدر رزق للاعب الذي يحرص على الحصول على أعلى قيمة للعقد، مبيناً أن كثرة الأندية التي تتصارع على اللاعب هي من رفعت قيمة العقود، موضحاً أن الأندية المتوجة بالبطولات لا تحصل الا على مكافآت قليلة نظير الفوز بالبطولات والألقاب.
وأوضح ، أن هذه القضية يمكن وضوع حلول كثيرة لها من خلال، تدخل اتحاد الكرة ووضع سياسات للأندية في موضوع التعاقدات، والضغط عليها بشتى السبل لخفض مصروفاتها على اللاعبين.
واعتقد حجازي أن الاعتماد على أبناء النادي والاهتمام بالفرق السنية وتحديد سقف للعقود وخفض المصاريف، والبحث عن مصادر تمويل ثابتة، من أهم الحلول الموجودة حالياً لحل هذه القضية التي أصبحت كارثية للكرة الغزية.
حلول معدومة
أما الصحفي الرياضي أيمن محمد، فاعتبر أن ارتفاع عقود اللاعبين يشكل خطر محدق بالرياضية، نظراً لحال الأندية التي تعاني من شح الموارد ونقص التمويل فتكون عاجزة أمام التزاماتها اتجاه مطالب جماهيرها أولاً ولاعبيها ثانياً وطموحاتها ثالثاً.
وقال إن الأندية التي تعمل على جلب لاعبين بتعاقدات كبيرة، عليهم النظر لقيمة العقد الذي يقدمونهن حيث لا بد أن يقارن العقد بالمستوي الفني للاعب، مبيناً أن هناك لاعبين يتم التعاقد معهم بعقود عالية، ولم يقدموا المطلوب منهم، وذلك لغياب اللوائح والأنظمة التي تربط النادي، فلا يوجد بند في عقود اللاعبين، أن جزء من قيمة العقد تأتي حسب المشاركة أو تحقيق الطموحات للفريق.
وبين محمد أن هناك بعض اللاعبين، يستحقون التعاقدات الكبيرة نظرهم لمستواهم الفني، موضحاً أن هناك لاعبين لا يستحقون تلك المبالغ ولكن يملكون كتاب استغناء بمثابة طوق نجاة لهم وكرت لعملية المزاودة لدى الأندية.
واعتبر أن اتحاد كرة القدم ليس جزء من هذه القضية، فاتحاد الكرة جهة تنظيم بطولات وليس عليه أي واجب اتجاه هذه القضية، إلا في جانب واحد وهو اعلان الاحتراف الجزئي في قطاع غزة، مبيناً أن الأندية تبقى هي المسئولة عن هذه المشكلة الخطيرة.
وأشار محمد إلى أنه من الصعب وضع حلول يلتزم بها الجميع، خاصة إدارات الأندية التي لا تتعامل مع هذا الملف بحكمة كبيرة، مبيناً أن التعزيز في الفرق يجب أن يكون من رؤية فنية مدروسة، إلى جانب الاعتماد على قطاع الناشئين، وعدم الاعتماد الكلي على اللاعبين الجاهزين.
وطالب الأندية، بضرورة البحث عن موارد مالية بعيداً عن المنح الحكومية والمساعدات، لكي تكون دافعاً للأندية للعمل بخطط طويلة الأمد وليس لموسم واحد فقط.