11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.23°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.23°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: 2020 الماليزية و 2020 الصهيونية والعباطة العربية

من قاع المجتمع الماليزي خرج رئيس الوزراء الدكتور مهاتير محمد ليضع بلده بعد عصور من الفقر و البطالة و الجهل على خارطة العالم المتقدم و يقتحم تحالف نمور آسيا كدولة اقتصادية و صناعية منافسة، و في عهده كانت معايير التقدم في ارتفاع مطرد فحققت ماليزيا نجاحات مبهرة وانخفضت المشاكل في كل القطاعات الحيوية. غير أن أهم انجازاته على الإطلاق هو وضع خطة طويلة الأمد من عام 1991 حتى عام 2020 تهدف الى جعل ماليزيا ضمن الدول الخمسة الاولى في العالم في شتى مناحي الحياة وذلك بتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات والرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي و التعليم النوعي و الاستقرار السياسي. وأهم ما ترسخه هذه الخطة في العالم السياسي أن الحكم و الإزدهار ليسا مرهونين بشخصية الفرد والحاكم الملهم بل هما خطة مدروسة وأهداف موضوعة ووسائل ناجعة و دعم شعبي،و هذه الخطة يقوم بتطبيقها كل من تعاقب على الرئاسة بعون الخبراء وتأييد الشعب و الكل يؤدي دوره المرسوم ويسد ثغرته من أول عامل النظافة الى الحاكم،و بهذا يكون الحاكم كغيره من المنفذين للخطة وسواء بقي أم ذهب فهو قابل للاستبدال و البقاء للوطن و الشعب و مصالحهم وكذلك وضع الصهاينة خطتهم المؤقتة بنفس التاريخ 2020 غير أنها ليست خطة نهضوية تنموية بل هي خطة استعمارية استيطانية لتهويد القدس بحلول ذلك العام و محو الهويّة العربية والإسلاميّة للمدينة واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة ،و ذلك بإنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ "أورشليم المقدّسة" أسفل المسجد الأقصى، وربط هذه المدينة بمجموعةٍ من الحدائق والمنتزهات والمتاحف والمواقع الأثريّة المقامة فوق الأرض في محيط البلدة القديمة، وإحلال السكّان اليهود مكان سكّان المنطقة العرب الفلسطينيّين و ذلك بترحيل عدد كبير من المقدسيّين إلى مناطق أبعد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة أو حتى ترحيلهم خارج مدينة القدس،وعزل المسجد الأقصى عن الأحياء العربية الفلسطينية في مدينة القدس، مما يحرم المسجد من أحد أهمّ خطوط دفاعه، ويُسهّل على المحتلّ الاعتداء عليه كيف ومتى أراد، وتحقيق تواصل جغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة وبين المستوطنات الموجودة على أطراف مدينة القدس وحتى اليوم قطع المحتلّ بالفعل شوطاً كبيراً في مشروعه هذا ومن أبرز ما تحقّق منه: إنهاء عدد كبير من المزارات الأثريّة تحت المسجد الأقصى وضاحية سلوان جنوب المسجد ، وفتحها أمام الزوّار من اليهود والسائحين،و إنهاء القسم الأكبر من "مدينة داوود" الأثريّة الموجودة فوق الأرض في ضاحية سلوان،و إقامة بؤر استيطانيّة في الأحياء العربية الفلسطينيّة المحيطة بالمسجد الأقصى، خصوصاً في الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة وفي ضاحية سلوان وحيّ الشيخ جرّاح،و عزل الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى عن بقيّة القدس من خلال الجدار الفاصل والحواجز، ومنع سكّان هذه الأحياء من استخدام عددٍ كبير من الطرق والشوارع الرئيسة "لدواعٍ أمنيّة" أما الوطن العربي فما زال يحبو في مراحل التطور الإداري وإدارة الجودة و يستورد الأنظمة الجديدة ومشغليها ويخفق في الاستغناء عنهم و تطوير الخبرات المحلية هذا ان وثق بهم وتحرر من عقدة النقص وتعظيم الأجنبي! وصحيح أن قليلا من مؤسساتنا تخلو الآن من رؤية ورسالة تزين الحيطان أو خطة عمل توضع في الأدراج و لكن هذه لا تعدو كونها تزويقا وديكورا خارجيا بينما العباطة و السبهللة و الترهل الإداري سيد الموقف و قلة الإنتاجية و انعدام التقدم و الإبداع لهو أكبر دليل أن الخطط من غير بشر و إرادة ليست أكثر من حبر على ورق تذروه الرياح! طبيعي أن يكون للصهاينة خطتهم فقد رأينا كيف حكموا العالم غير أن أن هذا الميدان ليس حكرا عليهم فقد دخله الماليزيون من أوسع أبوابه عندما امتلكوا الإرادة الصادقة والعزيمة القوية معززة بالأمانة و الانتماء للوطن هي السنن وضعها الله للناس في أرضه تجري للمؤمن و الكافر على حد سواء و لا يعدم فضلها الا من أغلق عينيه و عطل حواسه ورضي أن يسير مع القطيع! علمنا سيدنا عمر أن نتعوذ من جلد الفاجر و عجز الثقة وعلمتنا ماليزيا أن جلد الثقة قادر أن يصنع الأعاجيب! في 2020 العربية نرجو أن نكون ما زلنا على الخريطة و لكن أثبت قدما وأقوى قلبا و أعدل حكما و أنهض همة و أن تكون أشجار الربيع العربي قد استوت على سوقها طيبة في أرضها و فرعها ثابت في السماء