"وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت"، إنسانية معدومة وسلطة بلا رحمة، لا تزال تمعن يوماً بعد يوماً وتتفنن بإيجاد أساليب جديدة لقتل غزة وأهلها وتشديد الحصار عليها، حتى وصل الأمر بقرار إعدام الرضيع مصعب بلال العرعير (7 أيام) فقط المريض بالقلب بعد رفض تحويله للعلاج خارج غزة.
حال هذا الرضيع، لن يختلف كثيراً في الأيام القادمة عن حال 3500 غزي ينتظرون العلاج في الخارج، بعد قرار رئيس السلطة محمود عباس وقف كافة التحويلات المرضية من قطاع غزة إلى "إسرائيل"، أو حتى للأردن كجزء من محاربته لحركة حماس بغزة، بحسب ما ذكرت صحفية "هآرتس" العبرية اليوم.
عصفور في الجنة
مصعب بلال العرعير، والذي يبلغ من العمر 7 أيام فقط، هو الشهيد التاسع خلال هذا العام بسبب رفض السلطة تحويل مرضى غزة للخارج، وبعد رفضها جميع المحاولات والمناشدات من قبل وزارة الصحة بغزة لإنقاذ حياته.
رئيس قسم الحضانة في مجمع الشفاء الطبي علام أبو حمدة، أكد أن الطفل العرعير (7 أيام) فقط ، تم تشخيصه منذ اليوم الأول حيث كان يعاني من مشاكل قلبية وخلقية، وعلى إثر ذلك تم طلب تحويله عاجلة له ومحاولات عدة لكن دون جدوى.
وحذر أبو حمدة في حديثه لـ"فلسطين الآن"، من استشهاد حالات أخرى، حيث يعاني طفل آخر من عائلة "غبن" 7 أيام من حالة خطيرة جداً مشابهة لحالة الطفل العرعير، مؤكداً ومشدداً أن الحالة حرجة جداً وقد تتوفى في أي لحظة خلال ساعات في حال لم يغادر للعلاج.
واعتبر أبو حمدة أن حادثة استشهاد الطفل العرعير هي جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، ومخالفة لكل الأعراف الدولية وهؤلاء الأطفال يجب أن يحصلوا على أبسط حقوهم "العلاج" وتوفير أفضل السبل لحياتهم بغض النظر عن كل الاختلافات السياسية.
ودعا رئيس قسم الحضانة كافة المنظمات الإنسانية الدولية والفلسطينية أن تنظر بعين الرأفة لأطفال حكم عليهم بالموت في حين يكون الحديث عن أطفال أعمارهم (7 أيام) فقط.
صمت القبور .. إلى متى
الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أكد أن العديد من الأطفال حديثي الولادة يعانون تشوهات خلقية و بحاجة فورية للتحويل للخارج للتدخل الجراحي العاجل.
وأضاف في تحذير شديد اللهجة: "الأمر يتوقف على ساعات أو يكون الموت مصيرهم...ليلحقوا بالرضيع الشهيد مصعب العرعير ...فمنذ ستة أيام رفع الفريق الطبي طلب تحويلة عاجلة للرضيع و لم يتم الرد من سلطة رام الله على التحويلة".
وأكد أنه يوجد طفل آخر تم رفع طلب تحويلة له في نفس اليوم و للأسف أيضاً لم يتم الرد عليها حتى اللحظة و يرقد في حضانة مجمع الشفاء الطبي و حالته تزاد سوءاً و لربما يلحق بمصعب خلال الساعات القادمة.
ودعا القدرة المؤسسات الحقوقية و الإنسانية والجهات المعنية إلى رفع دعاوى قضائية للوقوف على جريمة التسبب في وفاة 9 من المرضى من بينهم 3 أطفال جراء التحويلات العلاجية منذ مطلع العام الجاري.
وتابع: "فمن سيتحمل مسؤولية هؤلاء يا بشر ... إلى متى سيبقى صمتكم الذي يتحول إلى (صمت القبور) على سرقة أرواح المرضى... إلى متى سيصبر الأمهات على عذابات الألم و الحسرة على فراق فلذات أكبادهن كل لحظة، وإلى متى سيكون باطن الأرض لمرضانا ارحم من ظاهرها و هم يموتون كل لحظة بلا علاج".
القطط تعالج بالخارج
"أطفال غزة يموتون والقطط تعيش وتعالج بالخارج" ..بهذه الكلمات والتي تعد من أشد عبارات القسوة، عبر المواطن أبو سعد الغلبان عن غضبه من حادثة استشهاد الطفل العرعير، وذلك بعد موافقة السلطة على تحويل "قط" للعلاج بالخارج.
وجاء في نص التحويلة التي يتداولها نشطاء "الفيس بوك" والصادرة عن الإدارة العامة للخدمات البيطرية وصحة الحيوان في وزارة الزراعة برام الله التالي: "بالإشارة إلى الموضوع أعلاه، نرجو منكم تسهيل مرور قطة إلى أراضي 1948، وذلك بهدف العلاج حيث سيقوم باستلامها وتوصيلها منسق وزارة الزراعة السيد طلعت التلولي".
بينما كتب المواطن "أبو الوليد" على صفحته: "في وطني فقط يسمح #للقطط للعلاج في الخارج ولا يسمح للمرضى للخروج للعلاج ... #شهيد_الحصار".
في حين عبرت المواطنة سندس الشريف عن غضبها على الحادثة وقالت: "طفل يموت نتيجة #الحصار في وقت يخرج فيه تصريح علاج لقطة..! #شهيد_الحصار#بكفي_حصار".