تشهد أسعار الدواجن في قطاع غزة، منذ انتهاء شهر رمضان وحتى اللحظة ارتباكاً ملحوظاً في الأسعار بما لا يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن الغزي الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين واستيائهم.
وبلغ سعر بيع كيلو الدجاج اليوم السبت، من داخل المزرعة إلى الموزعين نحو 12 شيقلا، بينما يباع كيلو الدجاج في الأسواق للمستهلك بنحو 13.5 شواقل.
مواطنون غاضبون
عدد من المواطنين عبروا في أحاديث منفصلة مع "فلسطين الآن" عن غضبهم من ارتفاع أسعار الدواجن في ظل الأزمات الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة.
وأبدى المواطن " أبو خالد" 30 عاما، استغرابه من هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الدواجن، مشيرا إلى أنه في بداية رمضان كان سعر الكيلو لا يتعدى ال10 شيقل، داعيا وزارة الاقتصاد الوطني بمتابعة هذا الأمر، ومطالبا التجار عدم استغلال المواطنين.
ويوافقه الرأي المواطن محمد حسن، والذي كان يتجول بالسوق وينظر بحسرة إلى محلات الدواجن، موضحاً أنه لا يرغب بشراء الدجاج نتيجة ارتفاع أسعارها وعبر عن استيائه من أسعارها.
وأشار في حديثه لـ"فلسطين الآن" إلى أنه أصبح يتجه الآن للدجاج المجمد، لحين انخفاض الأسعار ومناسبتها لوضعه الاقتصادي في ظل أزمة الرواتب التي يمرون بها.
أسباب الارتفاع
مدير موقع بورصة الدواجن في قطاع غزة مسعود صيام أكد أن أسباب الارتفاع تعود إلى ذروة الموسم واستهلاك كميات كبيرة في موسم رمضان وموسم العيد، وكذلك استهلاك المطاعم لكميات كبيرة من الدجاج بسبب ازدياد الطلب على فراشيح الشاورما خلال فترة الأعياد.
وبين صيام في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن موجات الحر الشديدة في رمضان والعيد وهذه الأيام أثرت بشكل كبير على معدل نمو الدواجن بسبب سوء التهوية والحرارة وخاصة أن مزارع قطاع تعد بدائية ولا تستطيع ضبط التهوية ودرجة الحرارة فيها.
وأشار مسعود إلى أن من الأسباب أيضاً هو موسم الصيف وذروة الرحلات خاصة بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة ومواسم الأعراس بعد انتهاء شهر رمضان مما أدى إلى ازدياد الطلب على الدواجن.
وأوضح أن موجة الحرارة الشديدة تؤدي لأمراض عديدة لدى الدواجن (رشح، كولي، نفوق) وبالتالي يؤدي لتراجع في معدلات النمو، يقل أعداد الدجاج ويقل المعروض منها.
ونوه صيام أن هذه الأسباب مجتمعة جعلت بالكاد المزارع يحقق الأرباح التي كان يتوقعها، "ناهيك عن أن الأسعار كانت سيئة في شهر رمضان ولم تحقق الربح للمزارع حيث وصل سعر الكيلو 8.5 شيقل في حين أن التكلفة بلغت على المزارع 9 شيقل وذلك حين يكون الحديث عن مزرعة ناجحة بشكل كامل".
وأضاف: "من وجهة نظري الحل يكون بجعل السوق يأخذ مجراه عن طريق (العرض والطلب) ومع ارتفاع السعر الدجاج سيقل الطلب تلقائياً عليه وبالتالي سينخفض سعره تلقائياً خلال أسبوع على أبعد تقدير".
جهود للحل
من جانبه كشف مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة في غزة طاهر أبو حمد، في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن وزارته تقوم بعمل تنظيم قطاع الدواجن في قطاع غزة من خلال البقاء والحفاظ على الأسعار مستقرة بحيث تناسب المستهلك ومربي الدواجن .
وأضاف: "في الفترة الأخيرة وخاصة مع فترة العيد كان هناك استهلاك كبير لكمية الدواجن في غزة وخاصة المطاعم ومحلات الشاورما بنسبة 80% مما أدى إلى ارتفاع الأسعار".
وتابع: "كما أن ارتفاع درجات الحرارة وموجة الحر الأسبوع الماضي أدت إلى انخفاض في معدلات النمو من حيث الأوزان وتراجع في كمية استهلاك العلف اليومي للدجاج مما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن".
وبين أن سوق الدواجن يتأثر بالطلب والعرض فإذا كان هناك زيادة في الطلب ترتفع الأسعار وإذا زاد العرض وقل الطلب تنخفض الأسعار.
وأكد أبو حمد أن وزارة الزراعة تدرس الاحتياجات الشهرية وعليه يتم الإنتاج في المزارع، "ووضعنا خطة وفي حال استمرار الارتفاع سيكون هناك اجتماع غداً لبحث آخر التطورات وقد يكون هناك لإدخال المجمدات من الجانب الإسرائيلي بكميات محددة"، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تقنين استيراد المجمدات حماية للمنتج المحلي.