لم يجل في خاطر الطالب فضل أيمن فضل زويد أن يفقد والده وهو لا يزال على مقاعد الدراسة بالمراحل الدنيا من تعليمه، حيث مثل عام 2012 صدمة في حياة الطالب زويد تمثلت بوفاة والده وهي في المرحلة الإعدادية.
لم يقف الطالب زويد محطم الآمال خالي الطموح أمام حالة وفاة والده، بل صنع من المحنة منحة، حيث اتخذ من الكتاب رفيق، ومن مدرسة الصلاح الخيرية بمدينة دير البلح خير جليس نحو التفوق والنجاح.
حرص المتفوق زويد على الخروج باكرا من منزله بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة من أجل الوصول إلى مدرسته والالتحاق بدروسه بشكل يليق بطالب الثانوية العامة، حيث حصل على معدل 99.1% بالفرع العلمي، وزين غرفة المهنئين بصورة والدة المرحوم في يوم تفوقه، ويطمح إلى دراسة الطب البشري في إحدى جامعات القطاع.
المتابعة من بداية العام
دعا المتفوق زويد الطلاب المقبلين على الثانوية العامة للعام القادم إلى متابعة الدروس أولا بأول، وإعداد جدول يومي منتظم للدراسة، والقنوع بأن الثانوية العامة مرحلة دراسية كباقي المراحل.
وأشار زويد إلى أن التوتر الذي يعيشه طالب الثانوية العامة بسبب الأجواء المحيطة به، والاهتمام الكبير من قبل الأهل، يمثل مشكلة لدى طالب الثانوية العامة الذي يشعر بالعبء الكبير والمسؤولية من بداية العام.
واعتبر المتفوق بالثانوية العامة اهتمام الأهل وتذليل العقبات أمامه من أهم أسباب تفوقه ونجاحه، معتبرا المتابعة اليومية داخل المدرسة، والمراجعة بشكل مستمر مع المدرسين هي السبيل الأمثل للحصول على أعلى الدرجات في امتحانات الثانوية العامة.
تفوق رغم الصعاب
وشدد المتفوق زويد على أن أزمة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة كانت المشكلة الأكبر التي يواجهها طلاب الثانوية العام، مقدما شكره لوالدته التي وفرت له سبل الطاقة البديلة المتمثلة بالليدات من أجل توفير إضاءة مناسبة للدراسة.
ونوه إلى أن بيتهم يتحول إلى خلية نحل عند وجود الكهرباء، حيث تحرص عائلته على شحن بطاريات الليدات من أجل ضمان استمرار الدراسة وعدم الانقطاع بسبب انقطاع الكهرباء.
وألمح زويد أنه يطمح إلى دراسة الطب البشري في جامعات القطاع، متمنيا أن تذلل جميع العقبات في سبيل الوصول وتحقيق حلمه ورفع رأس عائلته.
وتقدم المتفوق في الثانوية العامة بالشكر لوالدته وجده وجدته وجميع أفراد عائلته ومدرسي ومدير مدرسة الصلاح على جهودهم معهم طيلة العام الدراسي، مهديا نجاحه لروح والده ولجميع من ساهم في حصوله على معدل 99.1% بالفرع العلمي.