تغرق الوسائل الإعلامية الخليجية، بطرفيها المتصارعين، في الدفاع عن المصطلحات التي تستخدمها، فيستغرب طرف من استخدام طرف آخر كلمة “الحصار” مفضلاً “المقاطعة”، ويؤكد الطرف الثاني أنّ الأمر يتعلّق بحصار بكل ما يحمل المصطلح من معانٍ!
وقد تكون قطر محاصرة نظرياً من الدول الأربع، فلم تعد لها حدود برية مفتوحة، ولكنّها ليست كذلك من الناحية الواقعية، فأجواؤها مفتوحة على جهة البحر وتصلها الرحلات العادية ولكن بوتيرة أقلّ، وموانئها تعمل ليل نهار.
الصورة التي عُمّمت في الأيام الأولى لتأجج الخلافات حيث رفوف المواد الغذائية فارغة في المحلات الكبرى، والتزاحم كبير للحصول على متطلبات العيش اليومي، لم تعد موجودة، ويقول القادمون من الدوحة أنّه لا ينقصهم شيء أبداً سوى تأثّرهم من عدم إمكانهم السفر براً.
وبصرف النظر عن المصطلح فإنّ هناك جانباً مهماً يبدو أنّ قطر ستستفيد منه على المدى البعيد، وهو بناء مصانع المواد الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي بهذا الخصوص، بالإضافة إلى تشكيل تحالفات اقتصادية جديدة مع دول مثل تركيا وإيران وألمانيا وغيرها، ويبقى أنّ التاريخ علّمنا أنّ الدول التي يفرض عليها حصار تستفيد في آخر الأمر!الرابط المختصر