21.12°القدس
20.88°رام الله
19.97°الخليل
20.4°غزة
21.12° القدس
رام الله20.88°
الخليل19.97°
غزة20.4°
الإثنين 21 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

7 شهداء من عائلتها..

المحامية هُدى تعبرُ ظلماتِ 11 عامًا وتحقق حلُمها

المحامية هُدى تعبرُ ظلماتِ 11 عامًا وتحقق حلُمها
المحامية هُدى تعبرُ ظلماتِ 11 عامًا وتحقق حلُمها
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

تعتلِي منصّة العُبورِ، تعزفُ لحنَ الانتصارِ بقيثارة الصّبرِ الطّويل، والأملِ البعيدِ، تعودُ بها الذكرياتُ قبل أحد عشر عامًا في التاسعِ من حزيران الحزين، عندمَا تاهتْ بينَ دموعِ الحسرةِ والألمِ على شاطئٍ نزفتْ فيه دماءُ عائلتها بغزارةٍ بلا رحمةٍ، مجزرةٌ أطلقتها زوارقُ الغطرسةِ والعدوانِ الهمجِي، على بسماتٍ كانتْ تداعبُ الأمواجَ وتنثُرُ رمالَ الفرحِ في سماءِ الفرحِ، فأحالتها سوادًا قاتمًا على مرّ السنينِ.

أبصرتْ عيناها الحضورَ، كل يلبسُ ثوبَ الفرحة التي لا تنتهِي، رئيسُ جامعة ومجلسُ أمناءٍ وطلابٌ كثيرون ينتظرون، هُدى التي كبرتْ وتقدّمت رغم الظروف الصعبة، والأوضاع المريرة، وتخرّجت وها هي اليوم تقفُ على منصة التتويج فرحة بتخطيها مآسي الزمانِ وعثراتِ الأيام.

أحد عشر عامًا! 

"أتذكرون تلك الطّفلة التي كانت تصرخُ على شواطئ غزّة، تبكي أباها وخالتها وإخوانها، أتذكرون حجم الألم والمعاناة، أتذكرون البؤس والوجع، ها هي اليوم تتخرجُ في الجامعة الإسلامية"

مشهدٌ مبكٍ، عبراتٌ يسكبُها كل من رأى المشهدَ، كبرت هُدى كبرت الطفلةُ التي كانت تكرهُ البحرَ والشواطئ والحروب، وها هي اليومَ أصبحتْ تتطلع للآمال ترنو للسّماء العالية، تناطحُ السحاب والنّجوم همّة ونشاطًا.

"رغمَ كل ما مررت به من أحداثٍ ومشاهدَ كثيرةٍ خلال حياتي الدراسية، ورغم كل العقباتِ، اجتزت المهمة بنجاحٍ، وحققت حلمي بتخرجي من كلية الشريعة والقانون" بدأت حديثها لـ "فلسطين الآن"

الحلمُ القادم

وعن حلمها بعد تخرجها، تمنّت أن تكملَ دراستها في الجامعة الإسلامية، قسم الدراسات العليا، مقدمة الشكر للجامعة الإسلامية على المنحة التي قدمتها لها، وعن الدعم خلال العملية الدراسية، مشيدة بالنظام التعليمي بالجامعة وبالخدمات التي تقدمها لطلابها.

"لا احتلال، لا صعوبات، ولا ظروف، استطاعت أن توقف زحفي نحو هدفي، ونحو رسم البسمة على شفتي أمي، التي وقفت معي وساندتني وكان لي خير عونٍ، فلم تتركني لحظة خلال فترتي الدراسية" بكل تحدٍ وصبر، تواصل هُدى.

بكل الفخرِ تختمُ حديثها ابنة ال23 عامًأ لـ "فلسطين الآن" " نعم فرحتُ رغم المجازر، وابتسمت رغم الجرح الغائر، وواصلت، وتقدمت، فلا عجزٌ ولا ضعفٌ في قاموس هُدى غالية".

وبعد أحد عشر عامًا من مجزرةٍ شهدها العالمُ أجمع، كانتْ هُدى بحاجةٍ إلى محامين يساندون قضيتها، لكنّ هُدى اليوم كبرت، وحلمٌ يراودها بأن تدافع عن قضايا الشعب الفلسطيني المظلوم بعدما بدأت أول خطواتها الواثقة نحو عالم المحاماة.