أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليوم فوز معسكره في انتخابات لجمعية تأسيسية جديدة تعيد صياغة الدستور، وسط انتقادات دولية، في حين تعهدت المعارضة الفنزويلية بمواصلة الاحتجاجات رغم وقوع اشتباكات دامية أودت أمس الأحد بحياة عشرة أشخاص بين قوى الأمن ورافضين لإجراء تلك الانتخابات.
واحتفل مادورو بانتخاب جمعية تأسيسية من المتوقع أن تمنح الحزب الاشتراكي الحاكم سلطات واسعة النطاق، وقال الرئيس أمام المئات من أنصاره وسط العاصمة كراكاس إن فريقه حقق نصرا بانتخابات الأحد التي وصفها بالأكبر منذ 18 عاما حين تسلم سلفه هوغو شافيز مقاليد الحكم.
وقالت رئيسة المجلس الانتخابي الوطني تيبيساي لوسينا إن أكثر من ثمانية ملايين شخص شاركوا الأحد بانتخابات لتشكيل جمعية تأسيسية، وإن نسبة التصويت تجاوزت 41% من إجمالي الناخبين.
صلاحيات
وفاز حلفاء الحزب الاشتراكي بجميع مقاعد الجمعية الجديدة البالغ عددها 545 مقعدا، والتي ستمتلك بجانب صلاحية إعادة صياغة الدستور، القدرة على حل البرلمان الذي تسيطر عليه معارضة قاطعت الانتخابات ووصفتها بالمزورة والخادعة.
ويقول منتقدو مادورو إن انتخابات أمس انتزاع سافر للسلطة بهدف إبقاء الرئيس في منصبه برغم الرفض الشعبي له بسبب أزمة اقتصادية طاحنة أدت لتفشي سوء التغذية وصعوبة تدبير الاحتياجات الأساسية للمواطنين في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو ثلاثين مليونا.
وقد خرجت في الأشهر الأربعة الماضية احتجاجات دعت إليها قوى المعارضة الرافضة لانتخابات الجمعية التأسيسية، وقد أسفرت المواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن أمس عن مصرع عشرة قتلى وفق النيابة العامة، إذ هاجم المحتجون مراكز الاقتراع وأغلقوا الشوارع في أنحاء البلاد، ما استدعى ردا عنيفا من عناصر الأمن الذين أطلقوا الرصاص الحي في بعض الحالات.
قتلى
وبمقتل عشرة متظاهرين أمس، يرتفع ضحايا المواجهات المتواصلة منذ أربعة أشهر إلى 120 قتيلا. وكان الرئيس مادورو قد أصدر مرسوما يحظر المظاهرات أثناء الانتخابات وبعدها، ملوحا بعقوبة سجن قد تصل إلى عشر سنوات.
وقد دعت المعارضة الفنزويلية إلى تواصل الاحتجاجات الغاضبة اليوم الاثنين وبعد غد الأربعاء حيث ستشكل الجمعية الجديدة المثيرة للجدل.
وأدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا ودول بأميركا اللاتينية ما جرى بالانتخابات الفنزويلية واستخدام السلطات القوة المفرطة ضد الاحتجاجات، وقالت الخارجية الأميركية إن انتخابات الأحد "تقوض حق الشعب الفنزويلي في تقرير مصيره" وهددت بفرض عقوبات قوية وسريعة ضد حكومة مادورو، في حين قال الاتحاد الأوروبي إنه قد لا يعترف بنتائج الانتخابات.
